تتميز مناطقنا في سورية بأكلات معينة تتسم بها وتصبح رمزاً من رموزها يتوارثها الأبناء عن الآباء، ومنطقة "حوران" رمز التراث والأصالة حازت على قدر كبير من شهرتها بأطباقها المميزة، فلا عجب في ذلك فأهلها أهل الطيب والكرم وتربتها المعطاء الخصبة أهلتها لإنتاج العديد من الأكلات التي تعتمد على الحبوب وما تنتجه الأرض من خيرات، وللتعرف على أهم الأكلات الشعبية بـ"درعا" موقع eSyria التقى مع مدير التراث الشعبي بالمحافظة "إبراهيم الشعابين" حيث قال لنا: «تفخر محافظة "درعا" بإنتاج معظم أنواع الحبوب مثل القمح، الذي هو الأساس في كثير من الأكلات الشعبية، فهو بدوره يتحول إلى طحين للمعجنات حال طحنه، وإذا سلق بالماء ثم جفف يتحول إلى البرغل بنوعيه الخشن والناعم، فالذي يؤرقنا عزوف الجيل الجديد عن هذه الأكلات الشعبية المفيدة، وانحيازهم نحو الوجبات السريعة التي لا تغني ولا تسمن من جوع مقلدين حياة الغرب الصاخبة، غير مكترثين بما تجر عليهم هذه الوجبات غير الصحية من سمنة وأمراض، فمن الواجب علينا التذكير ببعض الأكلات الشعبية المشهورة، لتكون عصية على النسيان متحدية احتمال استبعادها وانقراضها، فإذا ما ذكرت "حوران" يتبادر إلى ذهنك "المليحي"، والذي أصبح رمزاً من رموز "حوران"، حيث يطبخ البرغل الخشن مع الماء حتى ينضج تماماً، ثم يعجن مع السمن البلدي حتى يصبح قوامه متماسكاً ثم يصب في "المنسف"، ويوضع فوقه اللحم الناضج ويصب عليه اللبن المطبوخ، إضافة إلى السمن ويقدم ساخناً للضيوف».

ويضيف مدير التراث: «وعلى ذكر الطعام تحضرنا الذاكرة بأكلة "الجعدة"، وهي عبارة عن عشبة تنبت تلقائياً في سفوح الجبال تغلى بالماء وتعصر حتى تصبح خالية من الطعم المر، ومن ثم تقطع ويضاف إليها البصل والبيض والزيت والطحين والملح، وتدعك لتصبح ذات قوام متماسك بحيث تصنع منها كرات صغيرة تدعى "كعاكيل"، ثم يغلى اللبن ويصب فوقها حتى تنضج وتصبح جاهزة للمائدة، وينصح بتناولها لما لها من فوائد جمة، "الزقاريط" وتتألف من برغل معجون ومدعوك بشكل كرات صغيرة ومطبوخة باللبن مع قطع من البصل، أيضاً أكلة "المقطعة" وتتألف من عجين يرق ويقطع ويطبخ مع اللبن والعدس والبصل، ولا أنسى "المحشوك" ويتكون من طحين ذرة مخلوط بالبصل أو العكوب ويخبز».

وهذا غيض من فيض بالرغم مما جاد به السوق من المواد المعروضة، إلا أن بعض ربات المنزل تجد المتعة في صنع ما تشتهي يدوياً، فهذا لا يفسد للود قضية في تذكر ما قامت به أمهاتنا، والتي ما انفكت تخطر على البال لنشتم عبق التراث وأصالة التقاليد في زمن أصبح بعيداً عن كل ما هو مفيد ونافع

ويتابع مدير التراث: «ولا نغفل عن ذكر خبز "القالب" الذي يعتبر ركن من أركان العيد تتسابق النسوة بصنعه لتقديمه في أول أيام العيد إلى جانب الحلويات، حيث يحضر الطحين ويوضع عليه "الشومر واليانسون وجوزة الطيب وحبة البركة" بالإضافة إلى السمسم، ويعجن الطحين بهذه المواد بعد أن يصب عليه زيت الزيتون والماء ثم يترك ليختمر، ومن ثم يرق على قالب مخصص يحتوي على نقوش بديعة لتضفي عليه جمالاً وجاذبية».

خبز العيد

ويختم مدير التراث حديثه بالقول: «وهذا غيض من فيض بالرغم مما جاد به السوق من المواد المعروضة، إلا أن بعض ربات المنزل تجد المتعة في صنع ما تشتهي يدوياً، فهذا لا يفسد للود قضية في تذكر ما قامت به أمهاتنا، والتي ما انفكت تخطر على البال لنشتم عبق التراث وأصالة التقاليد في زمن أصبح بعيداً عن كل ما هو مفيد ونافع».

من ولائم حوران
اكلة المكامير