(أبو كذيلة.. هيلي يا هيلي.. عالمايا.. يابو ردانة) وغيرها الكثير من الأغاني التي تعتبر لب التراث الغنائي الفراتي المعروف، جميعها تحمل بصمة الشاعر والملحن والفنان التشكيلي والباحث في الفلكلور الشعبي والتراث الغنائي "ابراهيم العكيلي". فهي إما من كلماته، أو من ألحانه، أو تراثية أجرى عليها بعض أو الكثير من التعديلات.

eDair-alzor التقى "العكيلي" وكان الحديث عن بدايته فحدثنا قائلا:

حالياً أنا عاكف على عمل (عمري) الذي كرست له كل جهدي ووقتي، وهو إنجاز كتاب (فلكلور دير الزور الغنائي) الذي دونت فيه التحاليل الموسيقية والأدبية لهذا الفلكلور، وضمنته نوتة موسيقية للألحان الأصيلة، وشروحات أدبية للمعاني الشعرية، وإن شاء الله سيرى النور في القريب العاجل

«في عام 1958 كانت البداية مع أوبريت (من القامشلي إلى أسوان)، وتم تقديمه على مسرح دار المعلمات بـ"دير الزور" احتفاء بأعياد الوحدة، وكنت وقتها في المرحلة الإعدادية.

العكيلي

أما أول أعمالي الفنية (المدروسة) فكانت عام 1966، وهي لوحة شعبية غنائية اسمها (الليالي في القرية)، وهي من ألحاني ومن تأليف الأستاذ "يوسف غفرة"، وأول ظهور على مستوى القطر، كان عام 1970 في المسرحية الغنائية (أسمر ودمعونا)، وهي من تأليفي وألحاني، قمنا بتقديمها في مهرجان المسرح المدرسي القطري ونلنا عليها الجائزة الذهبية.

وفي عام 1971، قدمنا في مهرجان "طرطوس" الأوبريت الغنائي (موسم الفرح)، وكان من تأليفي وألحاني، ثم في عام 1973، قدمنا في مهرجان "اللاذقية" الأوبريت الغنائي (بير زعنون)، وهو أيضاً من تأليفي وألحاني، وفي عام 1974، قدمنا في مهرجان "السويداء" الأوبريت الغنائي (عرس النصر) وكذلك من تأليفي وألحاني، وفي عام 1975 قدمنا في "حلب"، في مهرجان الهواة الخاص الأوبريت الغنائي (زهيرة البني)، من تأليفي وألحاني، وفي عام 1976 قدمنا في "حلب" الأوبريت (أرضنا الله أكبر) وهو من ألحاني وتأليف الشاعر "عبد العزيز عزاوي"،

في عام 1978، انتقلت للعمل مع الأطفال في مسرح الطلائع، حتى تاريخ سفري للعمل خارج القطر عام 1984».

• ما هي مقومات الأغنية الفراتية؟

«الأغنية الفراتية أغنية بسيطة، وهذه البساطة في الأفكار تجعلها قادرة على التعبير عن حقيقة ما يعانيه الشاعر الفراتي وما يكابده، ولكل شعور تخصص ونوع معين من الغناء، فللحزن الشديد (النعي والندب) وللفرح (الدبكات)، وللسهرات والمجالس الطويلة (المولية)، وللأطفال وخصوصاً عند النوم (الهدي)، وللعاطفة والحزن والغربة والتذكر وبث الهوى (العتابا والسويحلي والنايل والأبوذية)... إلخ، تنوع لأغنية الفراتية وتخصصها وشاعريتها وشفافيتها وعذوبة ألحانها هي أهم مميزاتها».

•هل من الممكن أن تنتشر الأغنية الفراتية كغيرها من الأغاني التراثية والفلكلورية؟

«كيف نطالب الآخرين بمعرفة التراث الفراتي ونحن أهله لم نتعرف عليه بعد؟

حيث إن انتشار الأغنية يعتمد بالدرجة الأولى على وجود الصوت الذي هو الوسيلة الأبرز لوصول الأغنية إلى المجتمعات العربية، وللأسف لم يتوفر للأغنية الفراتية مثل هذا الصوت، فالمطربون الفراتيون الذين اشتهروا على الساحة الغنائية السورية، مثل "ذياب مشهور وجمعة مطر ومحمد عثمان وحسين حداوي"، امتلكوا أصواتاً قوية وجميلة ولكن بلا ركائز معرفية، وبلا وعي بقيمة هذا التراث، وبالتالي لم يستطيعوا تمثله وتقديمه إلى الآخرين بشكله المطلوب، يضاف إلى ذلك الإهمال الإعلامي الرسمي للأغنية الفراتية على الرغم من النشاط الشكلي حول الأغنية السورية».

• ماذا عن المشاريع المستقبلية؟

«حالياً أنا عاكف على عمل (عمري) الذي كرست له كل جهدي ووقتي، وهو إنجاز كتاب (فلكلور دير الزور الغنائي) الذي دونت فيه التحاليل الموسيقية والأدبية لهذا الفلكلور، وضمنته نوتة موسيقية للألحان الأصيلة، وشروحات أدبية للمعاني الشعرية، وإن شاء الله سيرى النور في القريب العاجل».

جدير بالذكر أن للفنان "ابراهيم العكيلي" عدداً من الأغاني التي غناها مطربون عرب مثل: (مندل يا كريم الغربي – كولولي هالسمرة – عميانة – هَيلي ويا هَيلي) للمطربة سميرة توفيق، وأغنيتي (يا بو الورد ويا مليحة) للمطرب طلال مداح، وأغنية (ما مر علينا بو كذيلة) للمطرب سعدون جابر.