منحت "مؤسسة التقدم العلمي الكويتية" ابن "دير الزور" الدكتور "ضياء الدين الجمّاس" جائزة أفضل كتاب مترجم للعلوم، في معرض "مؤسسة التقدم العلمي للكتاب لعام 2006" والتي شملت: كتاب تكريم من رئيس مجلس وزراء الكويت الشيخ "ناصر المحمد الأحمد الصباح" ودرع المؤسسة الذي لا يمنح سوى للعلماء الذين يقدمون خدمات متميزة في المجال العلمي النظري والتطبيقي، إضافة إلى شهادة تقدير من رئيس "مؤسسة التقدم العلمي" الأستاذ الدكتور "علي الشملان".

وللتعرف أكثر على هذا الإنجاز الذي أضيف لسجل الشرف في محافظة "دير الزور"، توجهنا إلى الدكتور "ضياء" الذي استقبلنا بكل حفاوة، وقدم لنا شرحاً مفصلاً عن الكتاب الذي نال عبر ترجمته الجائزة، وغيرها من الأمور الكثيرة التي لم نكن نعلم عنها شيئاً، فقال:

قمت بترجمة كتاب (علم الجنين الطبي) لـ"لانغمان" وهي الطبعة التاسعة من إصدار "المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر بدمشق"، والترجمة حازت الجائزة لأنها حققت المعايير الدقيقة العالية لـ"مؤسسة التقدم العلمي" الكويتية، من حيث صياغة العبارات وانعدام الأخطاء وحداثة المادة المطروحة والأسلوب المبتكر فيها، وكتاب "لانغمان" مهم جداً، تنبع أهميته من حاجة جميع طلاب الطب إليه، وكذلك حاجة المختصين بالنسائيات والتوليد والبحوث التي تتجه إلى الاستنساخ.

وأضاف "الجماس": وفي الكتاب شرح لتطور تخليق الإنسان انطلاقاً من أول مرحلة، وتتابعاً عبر باقي المراحل، مع بيان احتمالات الشذوذات المرضية الخِلقية الوراثية أو الكِسبية، التي قد تقع أثناء هذا التطور، وذلك وفق أحدث المعلومات المتعلقة بهذا العلم الكبير، والكتاب مصوغ بأسلوب بسيط العبارات، مع الحفاظ على المصطلح الطبي الجنيني الواضح الدلالة والسهل النطق.

والحديث عن الكتاب الفائز قادنا إلى السؤال، عن إن كان هناك أعمال أخرى للدكتور "ضياء" فتبين أن له عشرات التراجم - كما ذكر - سواء كان ذلك ترجمة مباشرة أو تدقيق تراجم مترجمين آخرين، لمصلحة عدة مؤسسات رسمية ووطنية وعالمية، مثل ترجمة موسوعات علمية في علم التمريض لمصلحة وزارة الصحة السورية، ومنها كتابا "التشخيص التمريضي" وكتاب "في المجتمع" وهما قيد الطبع حالياً، ولي أكثر من عشرين كتاباً طبياً وصحياً لمصلحة منظمة الصحة العالمية، كما شاركت في شرح "25" ألف مصطلح من مصطلحات المعجم الموحد، وقمت بتأليف كتاب "أمراض الصدر" وترجمة معاجم تخصصية مثل "الأشعة والباثولوجيا النسائية والتوليد" لمصلحة مؤسسة "أكمل" الكويتية، المنبثقة عن اتحاد وزراء الصحة العرب.

وتبين لنا من خلال الحديث، أن ملكة التأليف عند الدكتور "ضياء" ليست حديثة، فقد ألف كتاب "معالجة التدخين بين الأطباء والمشرعين" وهو في السنة الخامسة في كلية الطب، وكتاب "الوافي في تخطيط القلب الكهربائي" في السنة الثالثة من دراسته التخصصية في الدراسات العليا، إضافة إلى أكثر من "35" مقالاً نشرت في مجلات طبية سورية وعربية، وليس هذا فحسب بل كان له تجربة كبيرة في عالم الحاسوب، إذ نجح في برمجة "المعجم الشامل" الذي يحتوي "225" ألف مدخل، أي حوالي مليون كلمة، ونال بسبب هذه البرمجة درع معرض دمشق الدولي للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية عام 2000.

وعن مشاريعه قال إنه عاكف حالياً على إعداد معجم هام جداً، يتناول مصطلحات التمريض، أطلق عليه مبدئياً اسم "المعجم الطبي التمريضي الراقي" مشيراً إلى أن السبب وراء السعي لإنجازه هو حاجة علم التمريض المعاصر لمعجم كهذا، حيث أصبح التمريض علماً يوازي الطب في مساره، وبدأ يستقل ويرتقي بمفاهيمه عالمياً، ولا يوجد في الوطن العربي حتى الآن أي معجم بهذا الخصوص، وقد صدرت التوصية بتبنيه في منظمة الصحة العالمية خلال "لقاء القاهرة" بتاريخ "24/11/2007".

وكلما أطلعنا الدكتور "ضياء" على كتاب أو معجم شارك فيه أو ألفه أو ترجمه، كان ينبهنا إلى أن اسم "دير الزور" موضوع في المقدمة وقبل كثير من الدول، وبالفعل كان كذلك، ورأينا اسم محافظتنا يتصدر هذه الكتب القيمة، برفقة اسم الدكتور "ضياء الدين الجمّاس" الأمر الذي أسعدنا جداً، خاصة أن هذه الكتب منتشرة عربياً وعالمياً، وهذا ما يضمن انتشار اسم المحافظة التي لا تكون منسية إلا عندما ينساها ويتقاعس أبناؤها.

وللعلم فإن الدكتور "الجمّاس" ينظم الشعر "على السليقة"، وسنورد لكم بعض أبيات القصيدة التي وصف بها "المعجم الطبي التمريضي" الذي يعكف على تأليفه، والتي ألقاها في "الإسكندرية" بمناسبة اللقاء السنوي الخامس لشبكة تعريب العلوم وفيها يقول:

من أعماقي ولد "الراقي" يزهو نوراً في الآفاق

بالتمريض العالي يُعنى في مصطلح كالترياق

لعلوم قد أضحت تعلو دون حدود أو إيثاق

منهلهُ من نبع الفصحى أو تعريب أو إلحاق

يُبدلُ تعبيراً معلولاً أو يُصلحه في إشفاق

يا رب اجعله شهيداً لي إن لفت ساق بالساق

جدير بالذكر أن الدكتور "ضياء الدين الجمّاس" اختصاصي في الأمراض الداخلية والقلبية، وهو من مواليد "دير الزور/1950" متزوج وله ثمانية أولاد.