لعب دورا كبيرا في حل المشكلات العشائرية التي كانت تنشئ بين قبائل المنطقة، وكلف شخصيا من قبل الرئيس "شكري القوتلي" لمعالجة موضوع المحطة الثانية (T2) لضخ البترول، اتباع العديد من الدورات العسكرية داخل القطر وخارجه، وكان من المميزين دائما فيها، تمكن بعد حصوله على الشهادات الدراسية من الالتحاق بالكلية الحربية ليتخرج منها برتبة ملازم أول بعد أن كان في عداد صف الضباط، أنه العقيد المتقاعد "جاسم المصطفى" الذي التقاها موقع eDeir-alzor بتاريخ 8 تشرين الأول 2009وحدثنا عن مسيرته النضال خلال فترة الأربعينيات حتى السبعينيات من القرن الماضي قائلا:

«تطوعت في أربعينيات من القرن الماضي في سلاح "الهجانة"، بعد تغير تاريخ ميلادي من 1925 إلى 1923 ليصبح عمري 18 سنه، وهو العمر المسموح به للالتحاق بالجندية، وقد كانت حينها متحدثا جيد للغة "الفرنسية" على الرغم من أنني لم أكن أحمل الابتدائية، حيث لم استطع إكمال دراستي الإعدادية والثانوية نتيجة للظروف الاقتصادية التي كانت تعيشها عائلتي حينها.

تطوعت في أربعينيات من القرن الماضي في سلاح "الهجانة"، بعد تغير تاريخ ميلادي من 1925 إلى 1923 ليصبح عمري 18 سنه، وهو العمر المسموح به للالتحاق بالجندية، وقد كانت حينها متحدثا جيد للغة "الفرنسية" على الرغم من أنني لم أكن أحمل الابتدائية، حيث لم استطع إكمال دراستي الإعدادية والثانوية نتيجة للظروف الاقتصادية التي كانت تعيشها عائلتي حينها. اتبعت خلال خدمتي في "الهجانة" عدة دورات عسكرية، وكنت الأول دائما على دفعتي، ومن أهم هذه الدورات دورة الإشارة التي أقيمت في "دمشق" خلال فترة الخمسينيات، وقد كنت الأول على مجموعتي، وطلب مني ضباط "أردنيين"، أن أتطوع في صفوف الجيش "الأردني" برتبة ملازم مباشرة، ولكنني رفضت هذا الطلب كوني أرغب في خدمة بلدي. وفي فترة الخمسينيات والتي كنت لاأزال فيها صف ضابط، تحت أمرة "الرئيس" (رتبة النقيب سابقا كان يطلق عليه الرئيس)، ثم استلم قيادة مجموعتنا الملازم أول "مصطفى حمدون"، وقد كنت حينها نائبا له، نظرا للإمكانات التكتيكية والفنية التي أمتلكها، وقد كانت توكل إلي بشكل دائم مسائل فض النزاعات التي تنشأ بين العشائر المقيمة في الجزيرة الواقعة بين نهر "الفرات" ونهر "الخابور" والحدود مع القطر "العراقي". وفي عامي 1955- 1956تسلمت مهمة ضابط عشائر في "البوكمال"، وحصل حينها العدوان الثلاثي على جمهورية "مصر"، وقد أوكلت لي من قبل الرئيس "شكري القوتلي" مهمة تفجير خط أنابيب "التابلان" القادم من "العراق"، ومعالجة موضوع المحطة الثانية (T2) الخاصة بضخ البترول عبر الأنابيب إلى الشاطئ "السوري"، ووضعت القيادة حينها تحت تصرفي نقيبين طيارين لإنجاز هذه المهمة، والحمد"الله" تمكننا من إنجاز هذه المهمة التي نفذناها مع ساعات الفجر الأولى، والسيطرة على المحطة الثانية والمحافظة على موجوداتها، وترحيل كافة الخبراء والعمال "البريطانيين" و"العرب" إلى محافظة "حمص" وبعض المدن المجاورة، وقد صدرت لي الأوامر من القيادة بالاستمرار لفترة شهر في المحطة ريثما يتم تعيين مدير عام لها وتسوية أوضاعها. وفي هذه الأثناء حصلت على شهادة الدراسة الإعدادية والثانوية، وتقدمت للكلية الحربية في "حمص"، وتخرجت منها في العام 1958 برتبة ملازم، اختصاص تسليح، وعينت بعدها في اللواء سبعين المدرع، وكان قائد اللواء حينها العقيد "جاسم علوان"، وفي العام 1960 أرسلت إلى "الاتحاد السوفيتي" لمدة عام لإتباع دورة مع بعض الضباط "المصريين"، على اعتبار أن الوحدة كانت قائمة بين البلدين، ونلت المرتبة الأولى على زملائي في هذه الدورة، وكنت أقوم بالإضافة للتدريبي مترجما من الفرنسية إلى العربية للمجموعة "الفرنسية" التي شاركتنا الدورة. وبعد الانتهاء من هذه الدورة، حصل الانفصال بين "سورية" و"مصر"، وكنت حينها في ميناء "الإسكندرية"، وقد تم في البداية توقفنا من قبل الإخوان "المصريين" لفترة قصيرة، ثم أطلق سراحنا، وعينت بعد ذلك في اللواء السادس "بالجولان" والذي كان مقره الأساسي في قرية "مسعدة"، وتسلمت قائد مدفعية اللواء، وكان قائد هذا اللواء العقيد "زياد الحريري" الذي قام بثورة الثامن من آذار. وفي العام 1965 سرحت من الجيش نتيجة بعض الوشيات المغرضة، وقبل حزيران 1967 تم استدعائي مرة ثانية للخدمة، للالتحاق بعدها بالفرقة الخامسة التي كانت تتبع لقيادة المنطقة الجنوبية الوسطى، ونقلت بعدها إلى مدينة "قطنا" واستلمت مدرسة التسليح للضباط الصف، وبعد قصفها، انتقلت إلى "حلب" وتسلمت كلية ضباط الاحتياط الجامعين (قسم التسليح) والتي كان مقرها منطقة "الراموسة"، حيث زارنا في تلك الفترة السيد الرئيس "حافظ الأسد"، وأشاد بي حينها مدير المدرسة أمامه، ولازلت اذكر العبارة التي قالها لسيد الرئيس «هذا الضابط يعمل بصمت

اتبعت خلال خدمتي في "الهجانة" عدة دورات عسكرية، وكنت الأول دائما على دفعتي، ومن أهم هذه الدورات دورة الإشارة التي أقيمت في "دمشق" خلال فترة الخمسينيات، وقد كنت الأول على مجموعتي، وطلب مني ضباط "أردنيين"، أن أتطوع في صفوف الجيش "الأردني" برتبة ملازم مباشرة، ولكنني رفضت هذا الطلب كوني أرغب في خدمة بلدي.

المصطفى في الصف الأول (ثالث من اليسار).

وفي فترة الخمسينيات والتي كنت لاأزال فيها صف ضابط، تحت أمرة "الرئيس" (رتبة النقيب سابقا كان يطلق عليه الرئيس)، ثم استلم قيادة مجموعتنا الملازم أول "مصطفى حمدون"، وقد كنت حينها نائبا له، نظرا للإمكانات التكتيكية والفنية التي أمتلكها، وقد كانت توكل إلي بشكل دائم مسائل فض النزاعات التي تنشأ بين العشائر المقيمة في الجزيرة الواقعة بين نهر "الفرات" ونهر "الخابور" والحدود مع القطر "العراقي".

وفي عامي 1955- 1956تسلمت مهمة ضابط عشائر في "البوكمال"، وحصل حينها العدوان الثلاثي على جمهورية "مصر"، وقد أوكلت لي من قبل الرئيس "شكري القوتلي" مهمة تفجير خط أنابيب "التابلان" القادم من "العراق"، ومعالجة موضوع المحطة الثانية (T2) الخاصة بضخ البترول عبر الأنابيب إلى الشاطئ "السوري"، ووضعت القيادة حينها تحت تصرفي نقيبين طيارين لإنجاز هذه المهمة، والحمد"الله" تمكننا من إنجاز هذه المهمة التي نفذناها مع ساعات الفجر الأولى، والسيطرة على المحطة الثانية والمحافظة على موجوداتها، وترحيل كافة الخبراء والعمال "البريطانيين" و"العرب" إلى محافظة "حمص" وبعض المدن المجاورة، وقد صدرت لي الأوامر من القيادة بالاستمرار لفترة شهر في المحطة ريثما يتم تعيين مدير عام لها وتسوية أوضاعها.

وسام استحقاق من رئيس جمال عبد الناصر.

وفي هذه الأثناء حصلت على شهادة الدراسة الإعدادية والثانوية، وتقدمت للكلية الحربية في "حمص"، وتخرجت منها في العام 1958 برتبة ملازم، اختصاص تسليح، وعينت بعدها في اللواء سبعين المدرع، وكان قائد اللواء حينها العقيد "جاسم علوان"، وفي العام 1960 أرسلت إلى "الاتحاد السوفيتي" لمدة عام لإتباع دورة مع بعض الضباط "المصريين"، على اعتبار أن الوحدة كانت قائمة بين البلدين، ونلت المرتبة الأولى على زملائي في هذه الدورة، وكنت أقوم بالإضافة للتدريبي مترجما من الفرنسية إلى العربية للمجموعة "الفرنسية" التي شاركتنا الدورة.

وبعد الانتهاء من هذه الدورة، حصل الانفصال بين "سورية" و"مصر"، وكنت حينها في ميناء "الإسكندرية"، وقد تم في البداية توقفنا من قبل الإخوان "المصريين" لفترة قصيرة، ثم أطلق سراحنا، وعينت بعد ذلك في اللواء السادس "بالجولان" والذي كان مقره الأساسي في قرية "مسعدة"، وتسلمت قائد مدفعية اللواء، وكان قائد هذا اللواء العقيد "زياد الحريري" الذي قام بثورة الثامن من آذار.

وسام السادس من تشرين

وفي العام 1965 سرحت من الجيش نتيجة بعض الوشيات المغرضة، وقبل حزيران 1967 تم استدعائي مرة ثانية للخدمة، للالتحاق بعدها بالفرقة الخامسة التي كانت تتبع لقيادة المنطقة الجنوبية الوسطى، ونقلت بعدها إلى مدينة "قطنا" واستلمت مدرسة التسليح للضباط الصف، وبعد قصفها، انتقلت إلى "حلب" وتسلمت كلية ضباط الاحتياط الجامعين (قسم التسليح) والتي كان مقرها منطقة "الراموسة"، حيث زارنا في تلك الفترة السيد الرئيس "حافظ الأسد"، وأشاد بي حينها مدير المدرسة أمامه، ولازلت اذكر العبارة التي قالها لسيد الرئيس «هذا الضابط يعمل بصمت» وقد طلب مني السيد الرئيس أن أتقدم بأي طلب ليحققه لي.

وفي أثناء حرب تشرين التحريرية، كنت بقيادة القطاع الجنوبي حتى نهاية الحرب، وقد كان لهذا القطاع دور كبير في الحفاظ على العناصر ومقاومة، وبعد انتهاء الحرب تم نقلي إلى كلية القيادة والأركان، وتسلمت فيها قائد جناح التسليح حتى نهاية خدمتي في الجيش وإحالتي على التقاعد برتبه عقيد، وقد تم خلال العام 2009 تكريمي من قبل القيادة العامة خلال مؤتمر السنوي لرابطة المحاربين القدماء، على الجهود التي بذلتها خلال الحقبة الماضية».