مجموعة من الأقمشة أهمها الحرير والقطن ومجموعة من الألوان تفيض حيوية وجمالاً كان هذا أبرز ما يميز الزي التقليدي للمرأة الفراتية، التي حافظت عليه لعقود طويلة قبل أن يدخل في قائمة ما يسمى بالتراث.

eSyria التقى السيدة "سعاد الصالح" 75 سنة ربة منزل، وعن الملابس التي كانت ترتديها ومثيلاتها من النساء "الديريات" حدثتنا: «كانت المرأة "الديرية" ترتدي ثوب "القصيرة" ثم ثوب "صبغ اليبرة" وهو عبارة عن ثوب قطني بأكمام طويلة وثوب من الخاصة البيضاء وهذا الثوب كان يتميز بأنه ضيق عند المعصم واسع حول اليد وكانت أطرافه "مكشكشة" بالإضافة إلى أن النساء قد يتزنرن بحزام من الفضة أو المخمل.

أرى هذا الزي، وخصوصاً الزبون ترتديه أمي وجدتي وهذا أحد أسباب اعتيادي عليه وحبي له ورغم التطور الكبير الذي طرأ على الريف والمدينة مازال هذا الزي هو السائد في الريف

ثوب "قزيَة المخمل" وهذا الثوب له ميزة مهمة لكون أكمامه طويلة حيث تشد المرأة طرفيها وتلقيها خلفها وهو من المخمل الموشى بالحرير.

السيدة ملكة الشهابات

ثوب "الهباري": والهباري نوع من أغطية الرأس عند المرأة مصنوعة من الحرير، وهذا الثوب يكون ذو أكمام طويلة من القماش ذاته.

وكانت ترتدي المرأة فوق هذه الثياب ملابس معينة لها سمات خاصة وأسماء مختلفة منها "الملوطة" وهي ثوب مفتوح من الأمام ويسمى بالعامية "الديرية" "زبون".

السيد خالد المغير يعرض "الزبون"

كما ترتدي فوق الثوب "الصاية" وهي أيضاً "زبون" مصنوع من القماش القطني السميك أسود اللون.

"بدن الجوخ" وهو زبون من الحرير مقلَم بالأبيض والأحمر تلبسه النساء.

"الابطية" سترة دون أكمام تلبس فوق الثوب وتكون من الجوخ الثقيل.

وفي الأيام الباردة بعض النساء يلبسن "الفروة" ولكنها تختلف عن "الفروة" التي يرتديها الرجل بأنها قصيرة ودون أكمام.

وعن مصادر هذه الملابس وعن تسمياتها سألنا السيد "عبد الرزاق مغير" تاجر أقمشة فأجابنا قائلاً: «المصدر الأساسي لهذه الملابس غالباً كان القطر "العراقي" الشقيق وذلك بسبب قرب المسافة أولاً وبسبب التشابه الكبير في الملابس بين النساء في "العراق" ونساء "منطقة الفرات"، وكانت تأتي الملابس بصورة خاصة من "بغداد" و"عانة" كما كانت تأتي أيضاً من "حلب" أما التسميات فكانت تأتي حسب أشكال هذه الملابس أو استعمالاتها وأحياناً يسمى الثوب بحسب الماركة مثل ثوب "خارة".

وإجمالاً الملابس التقليدية في منطقة الفرات كانت في الغالب تأتي على شكل أقمشة يتم تفصيلها في البلد حيث كانت الخياطة رائجة بشكل كبير قبل نصف قرن مثلاً».

أما عن انتشار هذا الزي في المحافظة في هذه الأيام فقد سألنا السيد "خالد عبد الرزاق مغير" الذي أجابنا قائلاً: «لقد انحسر هذا الزي بشكل نهائي عن المدينة ولم يعد لملابس الفتيات أو النساء طابع معين يتميزن به عن بقية المناطق أما في الريف فما زالت غالبية النساء يحافظن على جزء معين من هذا الزي التقليدي فالزبون وهو الثوب المفتوح من الأمام ما زال منتشراً في الريف بشكل كبير خصوصاً بين النساء كبيرات السن وهذا يكون من أقمشة متنوعة وألوان مختلفة، غالباً لدى الصبايا تكون الألوان زاهية يدخل عليها القصب أما عند كبيرات السن فالألوان تميل إلى الأسود».

وعن رأي فتيات الريف بهذا الزي والموقف منه التقينا السيدة "ملكة مصطفى الشهابات" من قرية "الشهابات" فأجابتنا قائلة: «أرى هذا الزي، وخصوصاً الزبون ترتديه أمي وجدتي وهذا أحد أسباب اعتيادي عليه وحبي له ورغم التطور الكبير الذي طرأ على الريف والمدينة مازال هذا الزي هو السائد في الريف».