لموسم الحج تحضيرات خاصة تختلف عن تلك التي تجري في المناسبات الأخرى، وتتطلب عملا قبل عدة أشهر من السفر، وكذلك هناك طقوس ترافق توديع الحجاج أثناء مغادرتهم إلى الديار المقدسة.

وللتعرف على هذه التحضيرات والطقوس، التي ترافق هذا الموسم، التقى eSyria الحاجة "فريدة الخلف" من قرية "البوليل" والتي بدأت حديثها معنا بالقول:

رغم كل التعب الذي حلّ علينا في الأيام الماضية، وفي يوم أمس بالذات قبل انطلاق رحلة الحجاج، نتيجة تجهيز والدي كبار السن، من ملابس وحاجيات تلزمهم هناك، وتحضير أوراقهم وجوازات سفرهم وترتيبها بشكل جيد، وكذلك استقبال أهالي القرية الذين حضروا للسلام على والدي وتوديعهم، إلا أني أشعر اليوم بسعادة لا توصف وخاصة في هذه اللحظة وفي هذا المكان الذي ملأته فرحة الحاضرين

«عند اقتراب موعد السفر يقوم الحاج بجولة على الأقارب والأصدقاء، يطلب منهم السماح إن كان اقترف ذنباً بحق أحد منهم، ويقول لهم سامحونا، فيرد له الحاضرون، مسامح دنيا وآخرة، وادعُ لنا بالمغفرة، وسلم لنا على نبينا الكريم وصحبه، لأن الحج لا يكتمل وفي رقبة الحاج دين أو أذية لشخص ما، وفي الليلة التي تسبق السفر مباشرةً يجتمع أقارب الحاج وجيرانه لتوديعه في بيته، وفي يوم السفر أيضاً يرافقون الحاج إلى مكان السفر، وتكون على شكل مسيرة سيارات لحين وصولهم إلى مكان الانطلاق، ولا يخلُ الموقف من زغاريد النساء والمرافق لها نثر السكاكر والحلويات، أو مايسمى باللهجة العامية"طش الكرميلا"».

الحاج عايش السليمان

وعن المواد والأغراض التي يحملها الحاج معه قالت: «يأخذ الحاج معه اللباس الخاص بالحج، للنساء وللرجال، وكذلك الألبسة الصيفية لأن الجو حار في المملكة العربية السعودية مقارنة مع الجو البارد في بلادنا، ويتم أخذ بعض الأطعمة والتي يكون تحضيرها سريع، مثل "الكشك" لتحضير شوربة الكشك، وكذلك الجبن البلدي، والسمن البلدي، ولا يخلُ الأمر من "الكليجة" الديرية والمصنوعة في المنازل، وكذلك يأخذون الزيتون وزيت الزيتون، والزعتر الحلبي،

ومن مواد التنظيف يأخذون صابون زيت الغار، والذي يرسل أساساً كهدايا لأهل السعودية وهو مرغوب به عندهم».

توديع للاطفال من خلف الزجاج

وفي يوم انطلاق قافلة حجاج "ديرالزور" من ساحة مركز الباسل الرياضي متجهين إلى مطار "حلب" الدولي، التقينا الحاجة "أم حنان" من أهالي قرية "الطوب" والتي حدثتنا عن تحضيراتها لهذه الرحلة بالقول: «مشاعر لاتوصف تنتاب الحاج، فهو يشعر بأنه ذاهب إلى عالم آخر، ليرجع كيوم ولدته أمه، فقد أخذنا دروس عن كيفية أداء مناسك الحج من قبل قائد الفوج، والحج من أفضل وأرقى الأعمال، وأن جزاءه الجنة إن كان مبرورًا ونية صافية، وتبقى الذنوب معلقة مالم يتم إرجاع الحقوق إلى أصحابها وطلب السماح منهم، وأن الله سبحانه وتعالى يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج ودعا له، وهذه من أعظم الفوائد الدينية التي يتمناها المسلم ويطمع فيها، والحج يذهب الفقر ويساعد على سعة الرزق، ويعين على الالتزام بالأخلاق الكريمة، ويحقق طهارة النفس بالبعد عن الفحش في القول وعن المعاصي، والحج يعود المسلم على الصبر وتحمل المتاعب ويطهر النفس من البخل والحرص على المال بما ينفق الحاج في سفره ويقدم من الهدي والذبائح، كما أن مناسكه الكثيرة لايجوز أن تكون بعضها إلا بعد الآخر، كما لا يجوز أكثرها إلا في مكان وزمان محددين، فهي تعود المسلم على الالتزام والاهتمام بوقته، وهذا المشهد الذي نراه اليوم في هذه الساحة من المودعين لأهلهم وأصدقائهم، يبعث بالفخر ويدل على قوة التلاحم الأسري، وأن قلوب الناس ملأى بالمحبة».

والتقينا الأستاذ "عبد الرحمن الهلال" من قرية "الطوب" والذي جاء لتوديع والديه، والذي بدأ حديثه معنا بالقول: «رغم كل التعب الذي حلّ علينا في الأيام الماضية، وفي يوم أمس بالذات قبل انطلاق رحلة الحجاج، نتيجة تجهيز والدي كبار السن، من ملابس وحاجيات تلزمهم هناك، وتحضير أوراقهم وجوازات سفرهم وترتيبها بشكل جيد، وكذلك استقبال أهالي القرية الذين حضروا للسلام على والدي وتوديعهم، إلا أني أشعر اليوم بسعادة لا توصف وخاصة في هذه اللحظة وفي هذا المكان الذي ملأته فرحة الحاضرين».