تشتهر "دير الزور" في فصل الربيع "بندف" الصوف وذلك من خلال عملية جز صوف الأغنام، وفي الخريف تبدأ عملية "ندف" القطن وذلك بجني محصول القطن، وهذه العملية تعتبر من أهم العمليات التي يتبعها أهالي "دير الزور" عند التجهيز للأعراس.

وللتعرف على مهنة "الندف" التقت مدونة وطن eSyria بتاريخ 12/11/2012 الحاج "عمر العاني" وهو أحد المزاولين للمهنة فقال: «جاءت التسمية من نفش القطن وندفه والذي يتم بواسطة ضرب القطن بآلة ذات وتر غليظ على شكل قوس، حيث أدخلت اغلب العوائل القديمة الندافين إلى بيوتها، وذلك لتجديد افرشتها أو ندفها، ويعد الزواج أهم أسباب دخولهم، إذ إن من التقاليد المعروفة في "الدير" صنع فراش الزوجية داخل البيوت، والذي يعتبر عرفاً من أعراف الزواج لدى مجموعة كبيرة من العوائل وتتمثل بتنجيد الدواشك وهي "الفرش"، والوسائد، واللحافات».

يقوم النداف بعمل الفرش والوسائد القطنية والصوفية، وكذلك الأغطية وخياطتها، حيث جرت العادة أن يتنقل "النداف أو المنجد" بين البيوت للقيام بعمله، فيجلس ليقوم بعمله وهو يتحدث لأطفال الدار وعجائزها

وأضاف بالقول: «قديماً كانت عملية حلج القطن تتم يدوياً بواسطة آلة خشبية عبارة عن دولاب يدار يدوياً ويقوم بعزل القطن عن البذور، أما عملية ندف القطن فكانت تتم عبر أداة "الجك، والقوس"، والجك أداة خشبية قصيرة مجروخة بنهاية عريضة ونهاية ضيقة على شكل مقبض يتراوح طوله حول 15 سم، أما القوس فهو أداة خشبية مقوسة يترواح طولها من متر إلى متر ونصف مربوطة بوتر غليظ يتم توجيهه إلى جهة القطن المراد نفشه، ويتم ضرب الوتر "بالجك" ضربات متلاحقة فيؤدي اهتزازه إلى نفش القطن، وتكرر العملية حتى يتم الانتهاء من كافة القطن ويصبح كالحرير».

من عمليات جني محصول القطن في الدير

الباحث "نوري علاوي" أضاف: «"النداف" هو نداف القطن ونافشه، وهي مهنة يحتاج لها كل بيت في إعادة الحياة للمفروشات القطنية والصوفية. تعتمد الندافة على نوعين من المواد الأولية هما القطن والصوف، ويعد الأول مفضلاً لدى اغلب الناس، أما الثاني فتشتهر به المناطق الريفية بشكل خاص وذلك لتوافره من خلال جز أصواف أغنامهم، ولكن المهنة انفصلت إلى نوعين هي "النداف" وبقي مختصاً في صناعة "اللباد" والبسط، و"المنجد" اختص بالفراش وتوابعه، وكان للندافين مواقع خاصة بهم مقابل سوق الحبوب، ويستخدم الندافون عدة أدوات للعمل منها القوس والجك والوتر المصنوع من طاقات الأغنام وصوف (العك) أي صوف الخراف الصغيرة والخام والإبرة والكشتبان والخيطان، وتقوم صناعة اللباد على الصوف السميك المندوف والمضغوط دون نسيج ويدعى باسم "الجبنة" وهو أشبه بالبساط».

وعن الأشكال التي يستخدمها الصناع قال "علاوي": «يتخذ الصناع عدة أشكال فنية كرسمة الحية، والجولاية عبارة عن "لبادة" عادية مزنرة فقط بلون آخر هو اللون الأسود مع أشكال أخرى للتزنير كالمربع والمدور والمثلث، وتتخذ خطوات العمل عدة مراحل تدعى الدلكة الأولى (الرأس) والدلكة الثانية (أمراس)، ويشترك في العمل أكثر من رجل ويمكن إنتاج أكثر من لبادة في اليوم الواحد».

الضرب بآلة القطن

وأضاف: «يقوم النداف بعمل الفرش والوسائد القطنية والصوفية، وكذلك الأغطية وخياطتها، حيث جرت العادة أن يتنقل "النداف أو المنجد" بين البيوت للقيام بعمله، فيجلس ليقوم بعمله وهو يتحدث لأطفال الدار وعجائزها».

استعاض العديد من الندافين الباقين في المهنة باستبدال قوسهم بمكنة كهربائية لندف القطن أو الصوف، هناك عائلات كثيرة تحمل هذا الاسم "الكنية" وذلك لأنها تمتهن هذه المهنة أو أن أحد أجدادها كان يعمل في هذه الحرفة ويطلق عليهم بيت "النداف".

الصوف المندوف