تمكنت فتاتان من ريف مدينة "البوكمال" من محو أميتهما ونيل شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة ودخول الجامعة وتجاوز السنة الأولى والثانية فيها بتفوق، وذلك خلال فترة قياسية.

ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة الإيجابية التقى eDair-alzor بتاريخ 25 حزيران 2009 الطالبة "عذارى حمد إبراهيم" 29عاماً والتي قالت:

إن الفتاتين "عذاري وخولة" هما نموذجان لمئات الدارسات في برنامج تعليم الكبار في "البوكمال"، وقد كان لهذا المكتب نشاطات متميزة في هذا المجال، بالتنسيق والتعاون المباشر مع دائرة تعليم الكبار بـ"دير الزور" على صعيد محو أمية كثير من الإناث في منطقة "البوكمال"

«خضعت لدورة محو الأمية التي ينظمها مكتب تعليم الكبار في "البوكمال"، واستطعت اجتيازها والحصول على شهادة التمكين في العام 2005، ولكن طموحي لم يقف عند محو أميتي فقط، فتقدمت بعدها مباشرة لنيل شهادة التعليم الأساسي، ونجحت فيها بمجموع قدره 217/290 درجة.

حميد العلي

وتقدمت في السنة التي تلتها لامتحانات الشهادة الثانوية (الفرع الأدبي)، ونجحت بمجموع قدره 185/240درجة سجلت على إثرها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة "دمشق" قسم اللغة العربية، وأنا حالياً في السنة الثانية، حيث اجتزت الفصل الأول بنجاح في جميع المواد.

وأحب أن أشجع جميع الشابات وخاصة في ريف محافظتنا ممن لم تسمح لهن ظروفهن دخول المدرسة، أن يبدؤوا من اليوم، لأنني أعيش اليوم في سعادة كبيرة، حيث أتابع البرامج التلفزيونية الأجنبية، وأقرأ الصحف والمجلات، واللافتات والعبارات واللوحات في المنازل والشوارع وفي كل مكان، بعد أن كنت أعيش في ظلام دامس».

شهادة عذاري الثانوي

أما "خولة ثابت الحمد" 30عاماً فقالت:

«خضعت لدورة محو الأمية في العام 2005، ونجحت في الدورة الثانية، ثم تقدمت لنيل شهادة التعليم الأساسي في عام 2006، وفي العام التالي حصلت على الثانوية العامة بمجموع قدره 209 /240درجة، وسجلت مباشرة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية، وأنا حالياً في السنة الثانية، كما قمت باتباع دورات في اللغة الإنكليزية، وأسعى حاليا لتعلم على الحاسوب، على اعتبار أن الأمية في هذه الأيام لم تعد تقاس بعد معرفة القراءة والكتابة، بل بقيادة الحاسوب، كما أطمح مستقبلا متابعة تحصيلي العالي لنيل شهادة الماجستير ومن ثم الدكتوراه».

شهادة تمكين عذاري

أما السيد "حميد العلي" رئيس مكتب محو الأمية في مدينة "البوكمال" فقال:

«إن الفتاتين "عذاري وخولة" هما نموذجان لمئات الدارسات في برنامج تعليم الكبار في "البوكمال"، وقد كان لهذا المكتب نشاطات متميزة في هذا المجال، بالتنسيق والتعاون المباشر مع دائرة تعليم الكبار بـ"دير الزور" على صعيد محو أمية كثير من الإناث في منطقة "البوكمال"».

ويضيف السيد "العلي" قائلا:

«الإنجاز الكبير الذي حققته "خولة" و"عذاري" خلال ثلاث سنوات، يحتاج الطالب النظامي إلى 14عاما متواصلاً لتحقيقه، كما أن هاتين الشابتين جزء من بعض الأعداد التي استطاع المكتب متابعتهم والتواصل معهم ومعرفة أوضاعهم، علما أن هناك أعداد من خريجي مكتبنا لم يتم الاستدلال عليهم لمعرفة الشهادات التي نالوها أيضا، كما كان لبعض الدارسات المتميزات من خريجي مكتبنا شرف التكريم المباشر من قبل السيدة "أسماء الأسد" عقيلة رئيس الجمهورية العربية السورية خلال العام 2009 والأعوام السابقة أيضا».