حصل موقع eDair-alzor من خلال الاطلاع على تقرير حول منتجات المحافظة الزراعية على معلومة مفادها أن التجار – وخاصة الحلبيين – يشترون كيلو العرق سوس الديري بحوالي ألف ليرة، ويقومون بتصديره إلى الخارج على اعتبار أنه من أفضل أنواع العرق سوس في العالم.
وللتعرف أكثر على الموضوع، التقينا بتاريخ 26/6/2008 المهندس الزراعي (فيصل حنيدي) مدير فرع هيئة البادية الذي زودنا بالمعلومة السابقة وقال: "العرق سوس نبات شجري معمر ينبت في كثير من بقاع العالم ويكثر في حوض الفرات، ويعرف أيضاً باسم السوس المخزني، وهو من أهم النباتات التي تنمو في بيئة ومناخ الفرات، ويعد من أجود الأنواع المصنفة عالمياً..يتكاثر هذا النبات بشكل طبيعي عن طرق البرزومات الجذرية التي لا تموت، حيث تعود هذه المجموعات الجذرية للحياة في فصل الربيع، وتنبت من جديد مشكله شجرة ذات مجموعة خضرية يصل ارتفاعها إلى حوالي المترين، أما بالنسبة لشكله، فأوراقه داكنة، وأزهاره صفراء فاتحة، واسمه العلمي هو: Glycyrrhiza glabra، وتكمن الاستفادة من هذا النبات باستخراج المجموعة الجذرية وتحويلها إلى عصير بطرق مختلفة، أو تجفيفها وتحويلها إلى مسحوق".
ومن يبحث في موضوع العرق سوس لا بد له من سؤال أهالي قرية (الجفرة) التي يكثر نموه فيها، ويجيد أهلها التعامل مع هذه النبتة وخاصة الأطفال.
(عامر زغير) من أهالي القرية المذكورة قال لـنا: "العرق السوس ينتشر في المنطقة بشكل كبير وعشوائي، وخاصة على ضفة النهر، وخلال موسم إنباته في كل عام، يقوم الأطفال بجني هذا الموسم الطبيعي، وهم قادرون على تمييزه من بين بعض النباتات المشابهة له، فيحفرون الأرض متتبعين جذوره التي يصل امتدادها إلى أكثر من متر، ثم يقومون بتنظيفها وبيعها في السوق، وهناك إقبال كبير على شراء هذه الجذور من قبل الجميع".
ولا تقتصر استعمالات هذه النبتة على شربها كعصير، أو التلذذ بها عن طريق مضغ عيدانها، بل لها مجموعة من الفوائد الطبية تحدث عنها الدكتور (عمر دهموش)، إذ أن الدوائر العلمية العالمية أجمعت -حسب د.(دهموش)- أن من أبرز فوائد العرقسوس أنه يساعد على شفاء قرحة المعدة خلال عدة أشهر، كما أن له أثر فعال في إزالة الشحطة والحرقة عند حدوثها، ويساعد على ترميم الكبد لاحتوائه على معادن مختلفة. وتابع د.(دهموش) حديثه عن الفوائد الطبية للعرق سوس قائلاً: "ما سبق من فوائد هو قسم بسيط مما توصل العلم الطبي إلى اكتشافه عن فوائد هذه النبتة، وإضافة إلى ما سبق فهو يشفي السعال المزمن باستعماله محلولاً بالماء الساخن، ويساعد في فتح الشهية باستعماله أثناء الطعام، ويسهل الهضم باستعماله بعد الطعام..كما يعد أفضل شراب مرطب لمرضى السكري، لخلوه تماماً من السكر العادي، وهو منشط عام للجسم و مروق للدم، ويحتوي على الكثير من أملاح البوتاسيوم والكالسيوم وهرمونات جنسية ومواد صابونية، إضافة إلى أنه يضم/125/مركباً مضاداً للفطريات، ويعتبر أكثر النباتات المسجلة غنى بهذه المركبات".
وختم ( دهموش ) كلامه بالتأكيد على أن العرق سوس ورد ذكره في مصنّفات طبية وضعها ابن سينا و ابن البيطار وأبو بكر الرازي وغيرهم.
