ازداد مؤخراً الإقبال على احتساء الشاي الأخضر بشكلٍ ملحوظ لما له من فوائدٍ معروفة وأخرى ما تزال مجهولةً عند الكثيرين منا؛ لكن مع ذلك (كما يظن البعض) فإن لم يفد فهو لن يُضر.

وبالتالي ازداد عدد المحلات التجارية التي تفنّنت بعرض هذه البضاعة الرائجة بشكلٍ كبير. مراسل eSyria التقى بعض المواطنين في مدينة "البوكمال" ممن يواظبون على شرب هذا النوع من الشاي للاستفسار عن الأسباب التي دفعتهم لاستبدال الشاي الأسود؛ فكانت جميع الآراء متقاربة بعض الشيء:

يُنقع الورق في الماء المغلي لمدة/3-5/ دقائق دون غليه مع الماء ويُفضّل عزل أوراق الشاي عن الماء بعد ذلك للحيلولة دون تحرّر بعض المواد غير المُستحبة

السيد "مهند عباس" موظفٌ في إحدى الدوائر الحكومية؛ قال: «منذ سنة وأنا لم أذق طعم الشاي الأسود، ليس لأنني لا أحبّ شربهُ لكن سمعتُ كثيراً عن هذا الشاي وفوائدهُ غير المحدودة، فقرّرتُ أن أشربهُ بدلاً من الشاي الأسود طمعاً بالفوائد التي سمعتُ عنها؛ وبما أنني لا أشكو من أيّ شيء فلم التمس أيّة فائدة غير أنني تعوّدتُ عليه».

الصيدلي "أحمد ناصر العبود"

السيد "عثمان المرعي" صاحب محل تجاري؛ قال: «بما أنني أبيع أصنافاً كثيرة من الشاي فقد وجدّتُ أن هذا الشاي هو من ألذ الأنواع؛ فهو يتميز بلونه غير المألوف إضافة إلى رائحته الزكية؛ كما أنني قرأت عنه في إحدى المجلات وعن فوائده الكثيرة في عمليات الريجيم وتخفيف الوزن».

السيد "محمود شاهر" سائق سيارة أجرة؛ قال: «أنا أعاني كثيراً من تشنجات القولون وانتفاخ البطن لقلة حركتي؛ فمعظم أوقاتي أمضيها على السيارة ولا أمشي في اليوم /200/م لذلك نصحني أحد الأصدقاء بشرب الشاي الأخضر للتخلص من حالة الانتفاخ التي أعاني منها، وبالفعل بعد أن بدأت بشرب هذا الشاي شعرتُ براحة في بطني ولم أعد أحسّ بتلك الحالة؛ فقرّرتُ منذ ذلك اليوم الاستمرار باحتسائه».

الورق الناشف للشاي الأخضر

على الرغم من ثقة الكثيرين بهذا النوع من الشاي وقناعتهم الكاملة بأنه إن لم ينفع لن يضر؛ إلا أن رأي المختصّين وأصحاب الخبرة يبقى هو الحكم والفيصل الذي يحدد ماهيته إن كان له بالفعل فوائد هائلة لكل داء، أم لا، فالتقينا الصيدلي- مدير المركز العربي- الألماني للأعشاب الدكتور "أحمد ناصر العبود" في مدينة "البوكمال"، فتحدّث من البداية عن قصة الشاي الأخضر؛ قائلاً: «تُعتبر "الصين" الموطن الأصلي للشاي الأخضر؛ إذ عُرِفَ كأحد النباتات المُستخدمة في معالجة مختلف الأمراض، وقد عُثِرَ على نصوص تعود إلى /4000/ عام تُشيرُ إلى استعمال الشاي الأخضر كمشروب لمعالجة الصداع وتحسين المزاج؛ فقد قام المستعمرون البريطانيون بنقل هذا الشاي بحراً إلى الجُزر البريطانية؛ وحين تعرّض في الطريق للتأكسد نتيجة الظروف الجوية؛ عَرَفَ العالم الشاي الأسود الذي هو نفسه الشاي الأخضر بعد عملية تخميره وأكسدته ضمن ظروفٍ مُعيّنة. ويتشابهان من ناحية التركيبة الكيميائية مع بعض الاختلافات؛ إذ يحتويان على "فلافينويدات" تكون بسيطة في الشاي الأخضر وتسمى "كاتيشين"، في حين تؤدي عملية التّخمّر والأكسدة إلى موادٍ أكثر تعقيداً في الشاي الأسود تسمى "ثيافلافين"، أما تركيبته الكيميائية فتضم (الكافيين وبعض المواد القابضة وزيوت طيارة، شمع بروتيني، صمغ، رماد)».

أما عن فوائده العلاجية؛ فقد قال "الناصر": «يُعتبر الشاي الأخضر من مضادات الأكسدة لذلك يقي من تشكل الجذور الحرة فيكافح الأمراض السرطانية، كما يفيد في علاج أمراض جهاز التنفس لوجود مادة "التيوفللين" حيث يمكن الاستفادة من خواصهُ القابضة في المساعدة في علاج الإسهال، كما يحتوي على مواد تُكافح بعض البكتريا في الفم فيُستفادُ منهُ في مكافحة تسوّس الأسنان ورائحة الفم غير المُستحبّة».

ورق الشاي أثناء وجوده في الحقل

وأضاف "الناصر": «ويبدي الشاي الأخضر فوائد جيدة في خفض مستوى الكولسترول الضار في الدم؛ لذلك يُعتبرُ صديق القلب والأوعية الدموية إذا استعمِلَ بكميات كبيرة ولفتراتٍ طويلة، ففي رسالةٍ مؤرّخة بتاريخ /30/ يونيو/ حزيران من عام /2005/م لإدارة الرقابة على الدواء والغذاء في الولايات المتحدة (FDA) ذكر أنه لا يوجد دليل علمي موثوق على قدرة الشاي الأخضر في الحدّ من الأمراض المعوية وأمراض جهاز التنفس وأمراض القولون، الرسالة موقّعة من مدير شُعبة الأغذية في الإدارة المذكورة (BARBARA SHNEEMAN)».

أما عن الآثار الجانبية التي يتسبب بها الشاي الأخضر؛ فقال: «يُسبّب الاستهلاك الطويل للشاي الأخضر استنزافاً للكالسيوم في الجسم لذلك يجب أخذ الحيطة بالنسبة لمرضى هشاشة العظام، كما أن طريقة تحضيرهُ غير الصحيحة تؤدي إلى تحرّر مواد قابضة قد تُسبّب الإمساك، والجدير بالذكر أن الشاي الأخضر قد يساهم في ظهور شكل من أشكال فقر الدم نتيجة إعاقته لعملية امتصاص الحديد من قِبل الجسم لذلك يُفضّل تناولهُ بعيداً عن وجبات الطعام».

وعن الطريقة الصحيحة لتحضير الشاي الأخضر؛ أجاب: «يُنقع الورق في الماء المغلي لمدة/3-5/ دقائق دون غليه مع الماء ويُفضّل عزل أوراق الشاي عن الماء بعد ذلك للحيلولة دون تحرّر بعض المواد غير المُستحبة».