نبات عشبي وجد مناخ "دير الزور" مثالياً بالنسبة إليه فراح ينمو على ضفتي فراتها مضيفاً إلى جمال الطبيعة اخضراره الجميل، وألوان أزهاره التي تتراوح بين الأصفر والبنفسجي، عرف أهالي المنطقة فوائده الطبية ومذاق الشراب الذي أخذ اسمه فازداد اهتمامهم به، إنه نبات "السوس" أو ما سمي "عرق السوس".

eSyria التقى المهندس الزراعي "زهير الأحمد" الذي وصف لنا شجرة "السوس" بالقول: «نبات "السوس" هو نبات عشبي يتميز بنمو كثيف، وهو نبات نصف زاحف، الأوراق فيه مركبة ريشية، الأزهار لونها أزرق بنفسجي أو أصفر، عوده يسمى عود السوس، وجذره عرق السوس. من المحتمل أن يكون الموطن الأصلي آسيا الصغرى وحوض البحر الأبيض المتوسط، ويوجد في يعض المناطق من قارة أوروبا، ينمو في الأراضي الرطبة القريبة من الأنهار ويجود في معظم أنواع الأتربة، لكنه يفضل التربة الصفراء الخفيفة الرملية، يتكائر "بالريزومات" في شهر شباط وشهر آذار، جذوره عميقة تمتد في الأرض عدة أمتار، وهو من فصيلة القرنيات الفراشية، يجمع في فصل الخريف.

توضع جذور نبات "السوس" بعد تقطيعها في كيس من القماش وجعل الماء ينسكب فوقها ويتقطر في إناء نقطة نقطة لعدة ساعات مع إضافة قليل من ماء الزهر، ويوجد باعة مختصون به كانوا يبيعونه ضمن قرب جلدية أما اليوم فيباع ضمن أوعية نحاسية مزركشة ويستعملون الكأس العادي والصحن النحاسي الذي يدق به بائع "عرق السوس" مصدراً نغمات خاصة، هذا في الأيام العادية أما في رمضان فيباع في أماكن خاصة وبكميات كبيرة بسبب ازدياد الطلب عليه لاعتباره مشروباً من المشروبات الأساسية في رمضان

والبلدان المنتجة لبذوره هي روسيا وسورية وتركيا والعراق وإيران واسبانيا وايطاليا ومصر، ويوجد في محافظة "دير الزور" طبيعياً على ضفاف الفرات وداخل "الحوايج النهرية" (الحويجة: هي الجزيرة وسط النهر وجمعها حوايج)، وهو من الأنواع المهددة بالانقراض نتيجة عمليات القطع وجمع جذوره من أجل الاستخدامات الطبية، حيث يتم قلع الجذور وتنظف وتقطع إلى أجزاء صغيرة وتجفف وتطحن بعد ذلك إلى مسحوق خشن وتعبأ في أوعية خاصة».

نبات السوس

ومن الجدير بالذكر أن لـ"عرق السوس" العديد من الفوائد الطبية ما دفع إلى استخدامه في الطب البديل قديماً وحديثاً حول هذا الأمر حدثنا العطار "عامر النجم" المهتم بدراسة النباتات وخصائصها الطبية فحدثنا بالقول: «عرف العرب القدماء وعلماؤهم "نبات السوس" منذ قرون طويلة حيث وصفه "داوود الأنطاكي" بالقول: نبات دائم الكينونة وإذا تشبث بمكان عسرت إزالته ويمتد في الأرض نمواً، يجلو البياض من العين، وينفع أمراض الصدر والسعال بجميع أنواعه ويخرج البلغم وينفع في أوجاع الكبد والطحال وحرقة البول واللهيب ويدر الطمث ويصلح البواسير وينقي الفضلات كلها.

وذكر"ابن سينا" في كتابه "القانون" أن عصارته تنفع في الجروح وهو يلين قصبة الرئة وينقيها وينفع الرئة والحلق ويصفي الصوت كما أنه يسكن العطش وكذا ينفع في التهاب المعدة وحرقة البول وقروح الكلى والمثانة والحميات العتيقة.

جذور السوس

ووصف أطباء اليونان "عرق السوس" لمعالجة السعال الجاف والربو ومحاربة العطش، وحديثاً ثبت أن "عرق السوس" يحتوي على سكر ونشاء وجليسريزين واسبارجين كما انه يحوي كثيراً من أملاح البوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والفوسفات ومواد تسبب الرغوة (صابونين).

وفي أبحاث حديثة ثبت أن مشروب "عرق السوس" مقو، منق للدم، ويستعمل أحد مركباته بنجاح في علاج مرض "أديسون" أحد أنواع فقر الدم».

أما عن طريقة تحضيره فقد حدثنا عنها السيد "عبد الله شاهر الصفوق" من العائلة المعروفة بعائلة "السواس" والتي تعمل على صناعة شراب "السوس" وبيعه فأفادنا قائلاً: «توضع جذور نبات "السوس" بعد تقطيعها في كيس من القماش وجعل الماء ينسكب فوقها ويتقطر في إناء نقطة نقطة لعدة ساعات مع إضافة قليل من ماء الزهر، ويوجد باعة مختصون به كانوا يبيعونه ضمن قرب جلدية أما اليوم فيباع ضمن أوعية نحاسية مزركشة ويستعملون الكأس العادي والصحن النحاسي الذي يدق به بائع "عرق السوس" مصدراً نغمات خاصة، هذا في الأيام العادية أما في رمضان فيباع في أماكن خاصة وبكميات كبيرة بسبب ازدياد الطلب عليه لاعتباره مشروباً من المشروبات الأساسية في رمضان».