للبامية الديرية شهرة كبيرة وخاصةً منها ما يسمى البوكمالية أو "الجمالية" وتتميز بلذة طعمها كما أن إعدادها جيداً يزيد من لذتها، حتى إنها تصبح من الهدايا التي تقدم للاصدقاء والاقارب خارج المحافظة، وما ميزها أكثر هو طبقها المفضل "الثرود" عند أهالي "الدير" والذي يعتبر من الأطباق المفضلة في شهر رمضان.

وللتعرف على هذه الأكلة المميزة والتي تعتبر سيدة المطبخ الديري، التقى eSyria السيدة "أم محمد" والتي حدثتنا عن طريقة إعدادها وتجهيزها بالقول: «ثرود الباميا طبخة مقدسة عند أهل "دير الزور" وريفها، وخاصةً في موسمها، حيث تقدم في أغلب أيام الاسبوع، وتجفف على شكل قلائد أو ما يسمى بلهجة أهل الدير "شجيج" أو توضع في الفريزة وتلك مؤونة فصل الشتاء، وتطبخ الباميا حيث تتألف من مقادير 3كغ من البندورة وتكون حمراء اللون في مرحلة متقدمة من النضج "مستوية" تكون جاهزة لعملية العصر، أو يضاف بدلاً منها في فصل الشتاء دبس البندورة، 1كغ لحمة بعظمها أو لحمة مشفة، ويفضل أهل "دير الزور" لحم عظم القص أو لحم الفخذ من الأعلى مع جزء من الالية، على بقية اللحم عند طبخهم للبامية، ومن أصوات المناداة على البامية من قبل الباعة "لحم السمين دوّاج يا بامية"، كذلك يضاف الملح والبهارات وملح الليمون أو عصير الليمون، ثوم لا يقل عن عشرة أسنان، أو أكثر حسب الرغبة».

هي من ألذ الأكلات وأطيب الأطباق عند الديريين، حتى أصبحت من رموز الفكاهة والدعابة عندهم، فعندما يكون أحد أبناء الدير في المغترب ويتصل يسأل عن أهله وأحوالهم وفي نهاية كلامه يسأل، اشلون الباميا هذه السنة والله متلهفين لتذوقها، والله يا أمي مشتهين نأكلها من تحت يديكي

وعن طريقة الطبخ أضافت بالقول: «تقمع الباميا "قرون الباميا" أي تقطع من الدائرة التي تتصل بها بالنبات، قطعاً مستقيماً أو مخروطياً رأسه باتجاه النبات أو ما يسمى بلهجة الدير "تزرير"، ثم تغسل بالماء وتوضع في مصفاة، توضع اللحمة بعد تقطيعها في قدر كبير "قدرية" وتوضع على النار وتقلب قليلاً ثم يضاف إليها القليل من الماء وتترك حتى تحمس ثم يضاف إليها بصلة مقطعة مع الملح والتوابل وتحمس على النار حتى ينتهي ماؤها ويذوب الدهن، تمرس البندورة "تعصر" عصراً جيداً، وهذه العملية تتم أثناء انتظار اللحم حتى يحمس، يصفى عصير البندورة من البذور والقشور الناتجة عن عملية العصر، ويوضع فيها القليل من الملح وتترك جانباً، تضاف الباميا التي في المصفاة على اللحمة المحموسة، وتحمس اللحمة من 2-3 دقائق حسب الكمية، ثم يصب إليها عصير البندورة الذي أعد مسبقاً، بمزجه بكمية كافية من الماء، ثم تحرك قليلاً وتترك الطبخة على النار حتى تغلي وتنضج الباميا ويضاف إليها الثوم قبل النضج بقليل وتضاف التوابل والملح المناسب، ويعرف نضج الباميا بفتح أحد القرون فإذا كانت البذور بداخله لونها أحمر فهذا يدل على أنها نضجت، عند ذلك ينزل القدر عن النار ويضاف قليل من الليمون أو العصير إذا لم تكن حموضة البندورة مقبولة، بعدها يثرد الخبز أي يقطع إلى قطع صغيرة بواسطة الايدي، ومن المفضل أن يكون خبز التنور البلدي، ويوضع في صينية خاصة للثرود مقعرة وعريضة الحواف، ثم تسقى بكمية كافية من مرقة الباميا، وتوضع فوقها قرون الباميا واللحم وتقدم للأكل، واغلب أهالي دير الزور يأكلونها باليد، ويقدم بجانبها الفليفلة الحادة أو المخلل والبصل اليابس أو الأخضر إذا توافر، كذلك يقدم اللبن أو ما يسمى باللهجة الديرية "الشنينة"».

باميا خضراء اثناء البيع

"إبراهيم الخليف" عامل بمديرية الزراعة "بدير الزور" تحدث عن هذا الطبق اللذيذ بالقول: «البامية من الوجبات الغذائية المفضلة لدي ولدى أفراد أسرتي وخاصةً في شهر "رمضان"، فنحن في البيت نجفف كمية كبيرة منها وكذلك نضع قسما منها في الفريزة، لطبخها في فصل الشتاء، وحتى ضيوفنا من خارج المحافظة أو أحياناً إخوتي يأتون من السعودية، فهم يطلبون منا إعداد هذا الطبق لهم، لما له من نكهة خاصةً ومميزة، فصينية ثرود الباميا لا يكاد بيت في "دير الزور" يخلو منها على الأطلاق، وقد تقدم الباميا بجانبها طبق من الأرز».

وعن هذا الطبق تحدث "محمود الحجي" من أهالي قرية "الطوب" بالقول: «هي من ألذ الأكلات وأطيب الأطباق عند الديريين، حتى أصبحت من رموز الفكاهة والدعابة عندهم، فعندما يكون أحد أبناء الدير في المغترب ويتصل يسأل عن أهله وأحوالهم وفي نهاية كلامه يسأل، اشلون الباميا هذه السنة والله متلهفين لتذوقها، والله يا أمي مشتهين نأكلها من تحت يديكي».

لوحة تمثل المواد المستخدمة بطبخة الباميا بريشة صبحي شباط