مخلوق أخذ اسمه من الفرات، المكان الذي أصبح موئله الأساسي، وبيئته التي أمدته بسبل الحياة، وحوائجه النهرية التي استمد حرارة جسمه من رمالها الدافئة، لتمنحه طاقةً وحيوية، وصنف عالمياً على هذا الأساس.

ولتسليط الضوء على هذا المخلوق والذي قلما شاهده الناس، إلا في شباك صيادي الأسماك، التقى eSyria المهندس الزراعي "غازي العبد" والمهتم بالحياة البرية، والذي بدأ حديثه معنا بالقول: «تعيش هذه السلحفاة في "نهر الفرات" فقط ولا توجد في أي منطقة حول العالم، ومن هنا جاءت تسميتها "سلحفاة الفرات"، وأخذت الاسم العلمي المرتبط بالفرات وسط معيشتها "Euphrates turtle"، وتعيش في النهر بشكل مباشر أو في الأماكن الضحلة والهادئة نسبياً، وفي البرك وقنوات النهر الأساسية، ويسمى هذا الكائن الحي في "دير الزور" وقراها "الِرقة" بكسر الراء، أو باللهجة العامية "ركّة" وأخذت هذا الاسم نتيجة وجود جلد رقيق ولكنه قاسٍ ولا يمكن اختراقه، وهو وسيلة حماية شبيهة بدروع السلحفاة العادية، فهي تخبئ رأسها وأطرافها بداخله عند حدوث أي خطر يهدد حياتها، ودائماً يتم اصطيادها بشباك صيادي الأسماك أو تخرج مع صناراتهم».

هذه السلحفاة نادراً ما تظهر بشكل عادي على الشواطئ نظراً لقدرتها العالية وسرعتها على الاختباء والنزول إلى مياه النهر، فلا يمكن صيدها مباشرة وإنما تظهر بطريق الصدفة في الشباك المخصصة لصيد الأسماك، أو في الصنارة عندما يكون الطعم مخصص لصيد الأسماك لاحمة التغذية مثل سمك "الجري"، ويجب الانتباه أثناء إمساكها من قبل الصيادين فهي تملك أسناناً قوية وحادة ولها قدرة عجيبة على المناورة وتختلف في ذلك عن السلاحف العادية والمعروفة ببطء حركتها

وعن طريقة عيشها وتكاثرها أضاف بالقول: «يصل طول هذه السلحفاة حوالي 60سم وهي ذات لون أخضر زيتوني مائل في بعض الأحيان إلى اللون الأصفر في المراحل العمرية المتقدمة، فهي تأخذ هذا اللون لكافة أنحاء جسمها ماعدا البطن والأطراف من الأسفل فتكون مائلة للبياض، والسلحفاة الفراتية حيوان ينشط في النهار ويحب الخروج إلى سطح الماء أو بالقرب من الشواطئ الرملية الدافئة ليعرض جسمه لأشعة الشمس والحرارة المباشرة ليزيد من نشاطه، لأنه من ذوات الدم البارد فهو يأخذ حرارة الوسط الذي يعيش فيه، والحرارة الملائمة لقيامها بالوظائف الفيزيلوجية كالتغذية والتكاثر، هي بحدود 20-23 درجة مئوية، وانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون عشر درجات يؤثر عليها ويهدد حياتها، وتتغذى على الأعشاب المائية وكذلك تتغذى على الحيوانات البرمائية الصغيرة، كالضفادع والأفاعي المائية، والأسماك الصغيرة ويرقات الحشرات، يتم التزاوج بين الذكور والإناث فتبني أعشاشها في الرمال ويتم وضع البيض من شهر أيار وحتى آب وتضع الأنثى بحدود 30-70 بيضة، ويفقس البيض خلال الشهرين تقريباً وحسب درجات الحرارة، وتدخل السلحفاة الفراتية في مرحلة السبات الشتوي مثلها مثل بقية الزواحف، وتعاود ظهورها في الربيع عند ارتفاع درجات الحرارة».

المهندس غازي العبد

صيّاد الأسماك "هزاع العلي " قال: «هذه السلحفاة نادراً ما تظهر بشكل عادي على الشواطئ نظراً لقدرتها العالية وسرعتها على الاختباء والنزول إلى مياه النهر، فلا يمكن صيدها مباشرة وإنما تظهر بطريق الصدفة في الشباك المخصصة لصيد الأسماك، أو في الصنارة عندما يكون الطعم مخصص لصيد الأسماك لاحمة التغذية مثل سمك "الجري"، ويجب الانتباه أثناء إمساكها من قبل الصيادين فهي تملك أسناناً قوية وحادة ولها قدرة عجيبة على المناورة وتختلف في ذلك عن السلاحف العادية والمعروفة ببطء حركتها».

الصيّاد "صالح الحاج" قال بهذا الخصوص: «دائماً تظهر هذه السلحفاة أثناء قيامنا بصيد الأسماك، وهذا المخلوق غريب الشكل وهو يختلف عن السلحفاة ذات الدرع الصدفي، وأيضاً حركتها أنشط، وهي تعتبر غريبة عن بعض الناس باستثناء صيادي الأسماك والمهتمين بالحياة البرية، والبعض لم يشاهدها إطلاقاً ولكن سمع عنها، وعند اصطيادها يجتمع الناس من حولها، ليشاهدوا سلحفاة درعها عبارة عن جلد قاسٍ ورقيق، يؤمن لها الحماية الكافية من المفترسات داخل النهر، أو أثناء خروجها إلى الحوائج النهرية أو شواطئ نهر الفرات لتستمد طاقتها من حرارة الشمس، وأغلب صيادي الأسماك يترك هذا المخلوق ليعود إلى مياه النهر ويتابع حياته».

السلحفاة الفراتية

مخلوقات غريبة في التكوين رائعة المنظر، دخلت التنوع الحيوي من أوسع أبوابه، يميزها في ذلك عدم ظهورها بشكل مباشر، وكذلك خصوصية المكان الذي تعيش فيه والذي أعطاها الصبغة العالمية.

صالح الحاج