قد تصادفك كثيراً إن كنت معتاداً على ارتياد الحدائق العامة، وقد تغريك بألوان أزهارها في حديقة منزلك أو حديقة منزل مجاور، وإن كانت رائحتها قد لا تطيب لك إلا أن جمال أزهارها ودوام اخضرارها قد يشفع لها، ويدفع إلى الترحيب بها حيثما حلت.

للتعرف على هذه الشجرة وخصائصها التقى eSyria المهندس الزراعي "حسين الحيجي" الذي أفادنا بالقول: «شجيرة "الدفلة "هي شجيرة دائمة الخضرة، ارتفاعها من متر إلى أربعة أمتار، سريعة النمو وذات تفرعات كثيرة، أوراقها رمحية سميكة ومتقابلة، أما أزهارها فذات نورات حمراء أو بيضاء مصفرة تتفتح في الخريف، يقارب طولها 15 سم، والموطن الأصلي لها هو دول شمال إفريقيا ومناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ونجدها في سورية طبيعياً في المنطقة الساحلية على أطراف مجاري المياه، وتنمو الشجرة عموماً في البيئات الرطبة وشبه الرطبة ونصف الجافة والجافة وتجود في مختلف أنواع الأراضي وتتكاثر بالعقل والبذور».

يحتوي نبات "الدفلة" على مواد سامة تسمى علمياً "الجليكوسيدات" والأكثر سمية في مكونات هذه الشجيرة هو السائل اللبني الذي قد يخرج عند قطع أي جزء من أجزائها

وحول انتشار شجرة "الدفلة" في "دير الزور" وأسباب هذا الانتشار، فقد التقينا المهندس الزراعي "مروان خرابة" المدير المسؤول عن حديقة "حويجة صكر" والمهتم بنباتات وأشجار الزينة بصورة خاصة فأفادنا بالقول:

المهندس حسين الحيجي

«تعد هذه الشجرة من أكثر أشجار الزينة على الإطلاق انتشاراً في مدينتنا، فهي تأتي بالمرتبة الأولى في الحدائق العامة والجزر الطرقية في الشوارع العامة وكذلك في المدارس والمعاهد، ولهذا الانتشار عدة أسباب أهمها هي القدرة الكبيرة التي تمتلكها هذه الشجرة في التأقلم مع الظروف المناخية في بيئتنا وهذه الميزة لم تمتلكها الكثير من الأشجار الأخرى، بالإضافة لكونها غير مستساغة من قبل الحيوانات مما حافظ على انتشارها وتعدادها بالأخص في ضواحي المدن حيث قد تربى بعض الماشية، ومن الأسباب أيضاً التي تؤدي إلى انتشارها جمال أزهارها واختلاف ألوانها وطواعية الشجرة للتشكيل وإعطاء نسق مرضي للمشرفين على الحدائق وتنسيقها بالإضافة على أنها لا تحتاج إلى كثير من العناية».

وحول الفوائد التي تتميز بها هذه الشجرة والتي كان من الواجب إبرازها، فقد حدثنا عنها حدثنا المهندس الزراعي "لؤي الأبكع" الذي يدير أحد المشاتل المختصة ببيع أشجار ونباتات الزينة في "دير الزور" فأفادنا بالقول:

المهندس لؤي الأبكع

«رغم أضرار هذه الشجرة والتي قد يعرفها البعض ويجهلها البعض الآخر، إلا أنها تعتبر من الأشجار المحبوبة في المنطقة على عدة مستويات أهمها بالدرجة الأولى الفوائد التزيينية، حيث تنتشر بصورة كبيرة في الأماكن العامة والحدائق وواجهات المنازل لخضرتها وجمال أزهارها، وبالدرجة الثانية الفوائد البيئية "فالدفلة" نبات دائم الخضرة وهو يساهم في تنقية الجو من بعض العناصر السامة "كالرصاص" كما أنها تستخدم لأغراض طبية في الطب البديل».

وحول استخداماتها العلاجية في طب الأعشاب التقينا العطار "عامر النجم" المختص بدراسة الأعشاب وخصائصها الطبية والذي أفادنا بالقول:

شجرة الدفلة

«"الدفلة" نبات معروف في العديد من الحضارات القديمة وخاصة حضارات وادي الرافدين والحضارة العربية الإسلامية، ذكره "ابن سينا" في كتاب "القانون" وتحدث عن خصائصه العلاجية، وعموماً تستعمل "الدفلة" في علاج أمراض القلب لتقوية عضلته وتنظيم ضرباته، ويمكن استعمالها في حالة عدم الانقباض المصحوب بالفشل الكلوي كما تعتبر مدرة للبول.

ويستعمل عصير ورقها بعد تخفيفه بالماء كدواء للحكة والجرب، ويستعمل مغلي الأوراق بعد خلطه بمادة "الجلسرين" نقطاً للأنف لوقف النزيف وغرغرة لتقوية الأسنان واللثة، ويستخرج من جذور النبات زيت يفيد في أمراض الجلد وخاصة مرض الصدفية، وفي مطلق الأحوال فإن الاستفادة من خصائص هذه النبتة تتم بعناية ومن قبل مختص لكي يكون استخلاصها آمناً، وهنا لابدّ من التأكيد على أن أوراق أو أجزاء شجرة "الدفلة" قد تجمع في الخريف وتجفف للأغراض الطبية، ولكنها تظل محتفظة بسميتها حتى بعد جفافها».

وحول المكونات والآثار الضارة لهذا النبات فقد عرضها لنا المهندس "معاذ جعفر" بالقول: «يحتوي نبات "الدفلة" على مواد سامة تسمى علمياً "الجليكوسيدات" والأكثر سمية في مكونات هذه الشجيرة هو السائل اللبني الذي قد يخرج عند قطع أي جزء من أجزائها».