كثيرة هي الألعاب التي يتشارك فيها الصبيان والبنات في لعبها، لكن لعبة "الصقلة" في "دير الزور" من الألعاب الشعبية التي تلعبها البنات أكثر لما فيها من بساطة وهدوء، حيث لا تحتاج لمجهود كبير في اللعب وإنما تتطلب فقط التركيز والصبر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2/2/2013 السيدة "ناريمان السعيد" من حي العرضي، التي تحدثت عن لعبة "الصقلة" بالقول: «من الألعاب المميزة في "دير الزور" التي كنا نلعبها نحن الفتيات على عتبة الباب أو في الحوش لما فيها من بساطة وهدوء واعتمادها على سرعة حركة اليد في الالتقاط، وطريقة لعبها يكون بإحضار خمس حصيّاة لا تتجاوز الواحدة منها عرض (واحد سم) على أن تكون متساوية.

هي من الألعاب المسلية والممتعة التي كنا نمارسها ونحن صغار لما فيها من تركيز وتحدّ باستمرار اللعب لفترة طويلة دون أخطاء واللاعبات الأخريات ينتظرن دورهن في اللعب، وسميت "بالصقلة" لأن الحصا يجب أن تكون مصقولة وناعمة حتى لا تؤذي أيدي اللاعبات، وضفاف الفرات مشهورة بتواجد هذا النوع من الحصا بألوانها وأحجامها المختلفة، فقد كانت الفتيات يحتفظن بالحصا الخاصة بحيث تكون قد اختارتهن بعناية وبألوان جميلة فحين يأتي دورها في اللعب تلعب بالحصا التي تملكها

ويتكون فريق اللعب من لاعبتين إلى أربع لاعبات، وتتم القرعة فيما بينهن لاختيار من تبدأ أولاً في اللعب، وبعد الاختيار تبدأ المرحلة الأولى وتسمى "اللقطة" تمسك اللاعبة بالحصا في باطن كفها وتقوم بإلقائها على الأرض واختيار واحدة منها وتقذفها في الهواء، وبينما هي في الهواء تقوم بالتقاط واحدة من الحصياة المتواجدة على الأرض واحدة تلو الأخرى إلى أن تنتهي، ومن ثم تعيد الكرة وترميها أيضاً في الهواء مرة أخرى ويكون عليها التقاط اثنتان هذه المرة وفي المرة الثالثة عليها أن تلتقط ثلاثة، ومن ثم تلتقط المفرد وحده وفي الرابعة التقاط جميع الحصا».

الصقلة ومرحلة القنطرة

تتابع: «بعد الانتهاء من "اللقطة"، تأتي المرحلة الثانية وهي "الفرن" أو "القنطرة"، حيث تقوم اللاعبة بلف أصابعها ووضعها على الأرض مشكلة بذلك قوساً يشبه القنطرة وترمي الحصا من فوقها، وتقوم إحدى اللاعبات باختيار الحصاة التي عليها إدخالها في النهاية داخل القنطرة دون لمس بقية الحصا ويسمى "الأب".

وبعد الانتهاء من هذه المرحلة تأتي مرحلة "الشعُب" بحيث يوضع أصبعان على الأرض على شكل شعُب ويتم رمي الحصا لإدخالها واحدة تلو الأخرى عن طريق حملها ووضعه في الداخل وبعد أن تنتهي هذه المرحلة تأتي مرحلة "اللقف" وهي الأخيرة بحيث توضع الحصى في باطن الكف وترميها لتستقر على الجهة الأخرى من الكف دون أن تقع منها واحدة، وبهذا تكون انتهت المراحل لتبدأ من جديد».

الهام شحادة

أما السيدة "أماني المعطي" فأشارت: «من الأخطاء التي ترتكبها اللاعبة في لعبة "الصقلة" والتي يؤدي لفقدانها حقها في اللعب وانتهاء دورها وانتقاله للاعبة أخرى هو عدم المقدرة على التقاط الحصا من الأرض، أو أنها لمست حصاة عند إدخالها الحصا في القنطرة أو الشعب أو عدم دخولها داخل القنطرة او الشعب بحركة واحدة، وبذلك يأتي دور اللاعبة التي من بعدها.

وهناك الكثير من المراحل التي يتم إضافتها للعبة وذلك ليصعب على اللاعبة المتابعة لفترة طويلة، ومن يلعبها البنات أكثر من الصبيان لأنها لا تحتاج إلى مجهود كبير في اللعب وإنما تحتاج إلى بعض التركيز والهدوء والصبر وهذا ما يفتقده الصبيان وتتميز به الفتيات لذلك لا يرغب الصبيان بلعبها لأنها تحسسهم بالملل».

صورة تراثية للعبة الصقلة

المدرسة "الهام شحادة" أضافت: «هي من الألعاب المسلية والممتعة التي كنا نمارسها ونحن صغار لما فيها من تركيز وتحدّ باستمرار اللعب لفترة طويلة دون أخطاء واللاعبات الأخريات ينتظرن دورهن في اللعب، وسميت "بالصقلة" لأن الحصا يجب أن تكون مصقولة وناعمة حتى لا تؤذي أيدي اللاعبات، وضفاف الفرات مشهورة بتواجد هذا النوع من الحصا بألوانها وأحجامها المختلفة، فقد كانت الفتيات يحتفظن بالحصا الخاصة بحيث تكون قد اختارتهن بعناية وبألوان جميلة فحين يأتي دورها في اللعب تلعب بالحصا التي تملكها».