نزوله إلى أسواق "دير الزور" يعد مؤشراً على قدوم الصيف، يتباهى البائعون بعرضه وينادون عليه "برّاق يا أخضر"، فهو يعتبر من الفواكه المفضلة لدى جميع الناس وخصوصاً الفتيات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30/4/2013 البائع "مازن الطعمة" والذي تحدث عن "الجانرك" بالقول: «يعتبر "الجانرك" من الفواكه المفضلة لدى الفتيات، فخلال فترة نزوله تكثر عربات الباعة الجوالين في أسواق الخضار والأسواق التجارية، وهذا ما يدفع عشاق "الجانرك" لشرائه، فإن الباعة بدورهم يتسابقون لعرضه بمختلف أحجامه، فمنه الصغير والوسط والكبير (الفحل) كما يطلقون عليه، ويعرضونه بشكل لافت للنظر، مع حرصهم على وجود الوعاء الممتلئ بملح الطعام الناعم على أحد جوانب العربة وينادون عليه "برّاق يا أخضر"».

يتم جني محصول "الجانرك" بقطافة حبةً حبه، حيث يستمتع العمال بذلك العمل الذي يتخلله المزاح، وهناك أشخاص مهمتمون بفرز الحبات الكبيرة عن المتوسطة والصغيرة، فمذاقه الحامض يجد قبولاً لدى الناس عموماً والفتيات خصوصاً

يضيف: «يختلف وزن البيع بالنسبة للجانرك، ففي أسواق الخضار يكون سعره أرخص من الباعة الجوالين في الأسواق التجارية، فإن الباعة يبيعونه على عرباتهم عادة بأوزان قليلة (لا تتعدى مئتي غرام) للزبون، والسبب أن أغلب زبائن باعة العربات هم من العابرين والمتسوقين، وخاصة الشباب والصبايا، حيث يتناولونه مع الملح وهم يتمشون في الأسواق، أو على الأرصفة أو في الحدائق العامة».

المهندس "محمد الخضر"

وأشار المهندس الزراعي "محمد خضر" الذي تحدث عن "الجانرك" قائلاً: «يبدأ الفلاحون بجني محصول "الجانرك" منذ منتصف شهر نيسان ويستمر حتى منتصف أيار، ويعتبر أول فواكه الصيف، وشجرة "الجانرك" شجرة كبيرة يصل طولها أحياناً لحوالي سبعة أمتار، وهي شديدة الخضرة تبدو الثمار عليها كاللآلئ المدلاة ثمارها كروية الشكل خضراء اللون أيضاً يؤكل الجانرك طازجاً أو يترك لينضج بشكل واضح فيصبح حلو المذاق ويطلق عله اسم "الخوخ"».

وعن طريقة قطافه يضيف: «يتم جني محصول "الجانرك" بقطافة حبةً حبه، حيث يستمتع العمال بذلك العمل الذي يتخلله المزاح، وهناك أشخاص مهمتمون بفرز الحبات الكبيرة عن المتوسطة والصغيرة، فمذاقه الحامض يجد قبولاً لدى الناس عموماً والفتيات خصوصاً».

الجانرك مع الملح

وبين المهندس الزراعي "حسن هيثم" بالقول: «الجانرك من فصيلة اللوزيات، أي الخوخ والدراق واللوز والكرز، تظهر أزهاره ويثمر قبلها بنحو شهرين قبل أن يصبح خوخاً، يتميز بطعم حامض يميل إلى المزّ، ويأخذ في الحلاوة كلما تأخر موعد قطافه ثم يتحول إلى خوخ أصفر في شهر حزيران، والجانرك الذي يعتبر أحد أصول ثمار الخوخ ويقطف عادة بلونه الأخضر قبل أن يتحول إلى خوخ طعمه حلو».

وبيّن الدكتور "قتيبة الحماوي" عن فوائد الجانرك بالقول: «يخلو الجانرك من العناصر الغذائية، إلاّ أنه يعدّ فاتحاً للشهية قبل الطعام، ومنظفاً للحليمات الذوقية والأسنان، ومهضماً مفيداً بعد الطعام نظراً لاحتوائه على سوائل وأحماض عضوية تساعد في الهضم، وأيضاً هو يحتوي على فيتامين C، ويحتوي على المغنيزيوم الذي يكون سبباً في تحسين المزاج، ويحتوي على البوتاسيوم أيضاً وهذا يضبط الضغط إضافة إلى فائدته في تنشيط الكلى».

أضاف: «يقبل الكثير من الناس على تناوله، وحسب الباعة والمهتمين فإن النساء والفتيات الشابات بشكل خاص، هن الأكثر إقبالاً على شراء وتناول الجانرك بسبب حموضته التي تمنحهن شعوراً بالحيوية والنشاط، ولذلك يتناولنه في أي وقت من النهار والمساء، فيما يفضل الرجال تناوله مرة واحدة فقط مع طبق الثمار المسائي بعد الاستيقاظ من قيلولة العصر، وقبل احتساء قهوة المساء».