ضربت محافظة "دير الزور" مساء الأربعاء 20 أيار 2009 عاصفة غبارية، استمرت حتى صباح اليوم التالي، وقد أدت إلى حالات اختناق وضيق تنفس لدى المواطنين، وانقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب على معظم مناطق "دير الزور"، إضافة لنشوب حرائق، واقتلاع عدد من الأشجار من جذورها، وقد خلت شوارع المدينة من المارة والتزم أغلب السكان منازلهم، فيما انتشرت دوريات المرور على مفارق الطرق الرئيسية والعامة تحسبا لوقوع حوادث، وأنيرت الشوارع في أوقات مبكرة، كما اختفت معظم معالم المدينة تحت سحب الغبار، وبدت السيارات بلون واحد بسبب الغبار المتراكم عليها، بحيث صار من الصعب رؤية مابداخالها من كثافة الغبار على النوافذ.‏

وللوقوف عند الأسباب التي أدت إلى هذه العاصفة، والأضرار التي خلفتها أجرى مراسل eDair-alzor بتاريخ 21أيار 2009 عدة اللقاءات مع أصحاب الشأن في الجهات المعنية في محافظة، وكانت البداية مع مدير الأرصاد الجوي السيد "خضر اليوسف" والذي شرح لنا الأسباب وراء هذه العاصفة قائلا:

تسبب انقطاع التيار الكهريائي عن محطات المياه النموذجية إلى قطع المياه عن معظم مناطق المحافظة، كما أدت العاصفة الغبارية إلى زيادة نسبة العكارة في مياه النهر وانتشار الأوساخ في المآخذ الخامية للمياه، وبالتالي تكرار عمليات تصفية المياه والتأخر في ضخ المياه إلى أحياء المدينة

«تعرضت محافظة "ديرالزور" إلى منخفض جوي ترافق مع جبهات هوائية باردة، مما أدى إلى حدوث حالة عدم استقرار شديد وتنشيط الرياح بشكل كبير على شكل تيارات جوية شرقية، أدت إلى حدوث العاصفة الغبارية، وقد وصلت سرعة الرياح المحملة بالغبار من 130 إلى 140 كم في الساعة، مما أدى إلى انعدم الرؤية بشكل نهائي لتصل إلى 400م في أحسن حالاتها».

استنفار عمال الكهرباء بعد العاصفة

أما المهندس "فواز الصالح" مدير عام كهرباء "دير الزور" فقال:

«كانت شركة الكهرباء أكثر المتضررين، حيث أدت العاصفة إلى انهيار 30برجا توتر عالي من استطاعة 230ك.ف، وانهيار أغلب خطوط التوتر، مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي وفصل الخط الذي يربط مابين محطة "التيم" ومحطة التحويل الرئيسية، وبالتالي انقطاع التيار لحوالي 9 ساعات على مناطق "الجبيلة" و"الرشدية"، "عمال شرقي"، و"الحفرة"، "معجون"، "المطار"، "الثورة"، "الموظفين"...الخ.

تكسر الأبراج

كما ساهمت العاصفة بتكسر الأعمدة الخشبية وانقطاع التيار الكهربائي على مدينة "الميادين" و"الصور"، وقد تمكنت ورشات الكهرباء من إعادة الكهرباء إلى 80% في الأماكن المقطوعة، ولا يزال العمل مستمر لإعادة كامل خطوط الكهرباء خاصة في ريف "دير الزور"».

وعن الجانب الصحي قال الدكتور "غسان العرب" مدير صحة "ديرالزور":

«فور بدء العاصفة اتخذت المشافي استعداداتها لاستقبال حالات الاختناق التي يمكن أن تحدث في مثل هذه الحالات، خاصة لدى مرضى (الربو والأطفال)، وقد وصل إلى المشفى "الأسد" نحو 140 حالة اسعافية، منها 21حالة نتيجة سقوط من شاهق و حوادث سير بسبب انعدام الرؤية، و18حالة اختناقات صدرية ومرضى الربو، والباقي يعاني من ضيق في التنفس، وقد قدمت لهم العلاجات اللازمة من موسعات قصبات وتصوير وفحوصات عامة، والحمد الله تم السيطرة على الوضع ولم تحدث أي حالة وفاة».

وعن الحرائق التي وقعت قال العقيد "بشير العمر" قائد فوج الإطفاء:

«ساهمت العاصفة بنشوب أكثر من 20حريقا، ناتجة عن ملامسة الأشجار أثناء سقوطها على خطوط التوتر العالي، خاصة أشجار "الكينا" العالية والتي تسببت بحرائق متنوعة أبرزها في قرى "الجزرة" و"مظلوم" و"الكسرة" و"حويجة صكر" و"الكورنيش" وأماكن أخرى، والحمد لله تم السيطرة على هذه الحرائق دون أي إصابات بشرية».

أما عن الأسباب التي أدت إلى انقطاع المياه والإجراءات المتخذة، قال "هشام الحمد" مدير عام مؤسسة المياه "بدير الزور":

«تسبب انقطاع التيار الكهريائي عن محطات المياه النموذجية إلى قطع المياه عن معظم مناطق المحافظة، كما أدت العاصفة الغبارية إلى زيادة نسبة العكارة في مياه النهر وانتشار الأوساخ في المآخذ الخامية للمياه، وبالتالي تكرار عمليات تصفية المياه والتأخر في ضخ المياه إلى أحياء المدينة».