لاتزال محافظة "دير الزور" تحافظ على الكثير من عاداتها، وخاصة تلك التي يقوم بها أهل الخير من الميسورين والجمعيات الخيرية في شهر "رمضان المبارك"، كتقديم وجبات الطعام (الإفطار) للصائمين، ومن هذه العادات على سبيل المثال لا الحصر تقديم طبق "العدس الرمضاني" لمئات العائلات من أمام تكية "الراوي".

وللوقوف عند هذه حدث الرمضاني الذي يمثل قمة التآخي والإحساس بالآخرين التقى موقع eDeir-alzor بتاريخ 23 أب 2009 المصادف 2 رمضان الحاج "محمد ثاني الفرج" (أبو رامي) أمام تكية "الراوي" أثناء قيامه بتحضير وجبه العدس والذي حدثنا قائلا:

لا يقتصر توزيع الشوربة على المحتاجين فحسب، وإنما هناك من يأخذ الوجبة إيماناً منه بأن ينال القائمون على هذه العملية ثواب صيامه، متبعين الحديث الشريف: «من فطر صائماً فله مثل أجره

«للعام الثالث على التوالي أتطوع للقيام بهذا العمل الذي لا أبغى منه إلا مرضاة الله، ومحبة أهالي مدينتي، حيث يقوم أهل الخير من ميسوري الحال في هذه المحافظة الخيرة بتقديم المال لإعداد وطهو "العدس"، كما نقوم باستقبال أي كمية من المواد الأولية الخاصة بهذه الوجبة من أي مواطن، بهدف عدم حرمان أي شخص راغب في ثواب هذه الأيام الفضيلة.‏ ‏

أثناء التحضير

وتبدأ عملية الطهو بشكل يومي منذ الساعة العاشرة صباحاً حتى الثالثة عصراً، لتبدأ بعدها عمليات التوزيع لمن يريد والكمية التي يرغب بها، دون أن نرجع أحداً، وتستمر عمليات التوزيع حتى أذان المغرب، أما بالنسبة للكميات التي نطبخها يوميا، فهي بحدور 70كغ "عدس" يضاف 15كغ "رز" و15 كغ "سمنة وتوابل ولحم" إن توفر».

ويضيف الحاج "أبو رامي" قائلا:

الجميع ينتظر

«لا يقتصر توزيع الشوربة على المحتاجين فحسب، وإنما هناك من يأخذ الوجبة إيماناً منه بأن ينال القائمون على هذه العملية ثواب صيامه، متبعين الحديث الشريف: «من فطر صائماً فله مثل أجره»، وتصل أعداد العائلات المستفيدة من وجبة "العدس" يوميا مايقارب من 700عائلة، وهذا فيما يتعلق بشهر "رمضان"، أما في العيد فقد جرت العادة بطهو أكلة قبل صلاة العيد يطلق عليها اسم "حبية"، ويتم توزيعها أيضا على الناس الذين يتوافدون لصلاة العيد، ويفطر منها المصلين داخل التكية بعد صلاة، وهذا العادة تشهدها التكية منذ مايقارب 115عاما».

يذكر بأن الحاج "محمد ثاني الفرج" يعمل في معمل "الورق" منذ ثلاثين عاماً، وحاصل على الثانوية العامة الفرع العلمي في 1970.

قبل توزيع الوجبة