تكثر في "دير الزور" بسطات بيع الرمان، ويطلق بائعوه للتعريف به عن رمان المحافظات الأخرى "رمان السوسة.. حلاة وحَمَار"، أو "الله على رمان السوسة"، لذياع صيته عند أهالي المنطقة.

ارتبط اسمه ببلد "السوسة" القابعة على ضفاف نهر الفرات بالقرب من "مدينة البوكمال"، ويتميز بمذاقه الحلو، وهو ما يسميه السكان المحليون الطعم المزي، إضافة إلى لون قشره الوردي وارتفاع نسبة الشراب فيه، وعصيره ذي اللون الأحمر الغامق، وشكل الثمرة الخارجي المستدير المائل إلى المضلع وبسماكة الحواجز داخلها.

إنتاج بلدة السوسة من الرمان يصل إلى 10 آلاف طن سنويا، وتكثر فيها بساتين الرمان حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة به 4 آلاف دونم تضم 200 ألف شجرة

وللتعرف على "رمان السوسة" وما تنتجه تلك بلدة التقى موقع "eSyria" بتاريخ 2/12/2011 المهندس "خليل ياسين" مدير مصلحة السوسة في مديرية زراعة المحافظة والذي قال: «إنتاج بلدة السوسة من الرمان يصل إلى 10 آلاف طن سنويا، وتكثر فيها بساتين الرمان حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة به 4 آلاف دونم تضم 200 ألف شجرة».

المهندس محمد حاجي خضر

أما عن زراعته وما أفضل الأجواء له قال "ياسين": «يحتاج الرمان إلى جو حار صيفا وإلى تربة طينية وهي ما تتمتع بها البلدة وخبرة أهلها في زراعة الرمان والاعتناء به جعل من بلدة السوسة تحتل مرتبة متقدمة في إنتاج محصول الرمان "بسورية"».

وأضاف "ياسين" بالقول: «شجرة الرمان تتحمل الحرارة العالية صيفا والباردة شتاء وظروف الجفاف مبيناً إلى الإقلال من ري الأشجار في فترة النضج خلال شهر تشرين الأول لأن كثرة الماء تؤدي إلى تشقق الثمار وتلفها».

الرمان في سوق الجبيلة

وعن طرق زراعته التقينا المهندس الزراعي "محمد حاجي خضر" الذي قال: «يزرع الرمان بعدة طرق منها العقل والبذور والترقيد والسرطانات لكن أفضل طريقة لزراعة وإكثار شجر الرمان هي طريقة العقل، وتتم بأخذ أفرع التقليم الناضجة بطول لا يقل عن 25 سنتيمترا وسماكة تتراوح بين 10 إلى 15 ميليمترا وزراعتها في التربة وفق خطوط تبعد عن بعضها 60 سنتيمترا وتبعد كل عقلة عن الأخرى مسافة 30 سنتيمترا ويجب غرسها بالكامل في التربة وألا يبقى منها سوى البرعم الطرفي الذي يجب أن يكون ظاهرا فوق سطح التربة».

وأشار "الخضر" إلى فترات ري الرمان فقال: «لا يحتاج الرمان إلى الري بشكل مستمر بل خلال فترات حيث تروى الأشجار في شهر شباط برية ثقيلة لمدها بالماء، وأخرى خلال فترة الإزهار والعقد في أيار وبعد فترة العقد تعطى للأشجار ريات خفيفة مع الاحتراس من تعرضها للعطش لأنه يؤدي إلى سقوط ثمارها وهي لاتزال صغيرة وفي شهر أيلول تبدأ الثمار بالوصول إلى حجمها الكامل وتبدأ بالتلون بحيث تكون جاهزة للقطاف في تشرين الأول والثاني».

هاشم الملا حميد صاحب منشأة

وعن دبس الرمان التي تشتهر به بلدة "السوسة" على مستوى "سورية" وطريقة صنعه أشار "هاشم ملا حميد" صاحب منشأة لصناعة دبس الرمان في البلدة قائلاً: «أضحى الرمان الذي تنتجه بلدة السوسة في محافظة "دير الزور" علامة فارقة في عالم الرمان نظرا لمزاياه وخصائصه المميزة من حيث المذاق والفائدة حيث يطلبه سكان المحافظة باستمرار ويحمله المسافرون منها كهدية إلى محبيهم في المناطق الأخرى، حيث يتمتع دبس رمان السوسة بميل طعمه إلى الحموضة لأن نسبتها فيه تبلغ 50 بالمئة مبيناً الطريقة المتبعة في صناعة دبس الرمان هي عصر حبات الرمان بواسطة مكبس خاص ثم تسخين العصير لدرجة حرارة محددة ليتم بعدها تكثيفه وتعبئته في زجاجات خاصة دون إضافة أي مواد حافظة».

وبين "ملا حميد" بالقول: «كل 10 كيلو غرامات من الرمان تعطي كيلو غراما واحداً من الدبس الذي يتمتع بخاصية عدم التأكسد لافتا إلى الطلب المتنامي على عصير ودبس رمان السوسة داخل وخارج سورية وإلى ضرورة الاهتمام بهذه الصناعة وزيادة عدد المعامل المصنعة لهذه المادة التي أخذت شهرة واسعة».

كما التقينا الباحث والمهتم بطب الأعشاب "عامر النجم" والذي قال: «يمكن الاستفادة من قشور الرمان في دباغة الجلود كما أن لثمرة الرمان ولحائه فوائد عديدة فهي تقوي القلب والمعدة وتمنع تصلب الشرايين وتعالج الإسهال وتطرد الديدان المعوية».

وأضاف بالقول: «بذر الرمان مهضم عام يلطف الجلد والبشرة، وهو ذو تأثير قابض ينشط وظائف الكبد ويمنع اليرقان والتهابات الكبد الوبائي، كما يخلص الجسم من اليوريك أسيد ويمنع تصلب الشرايين فتناول كوب واحد من عصير الرمان يمنع حدوث النوبات القلبية. وتعالج المضمضة بالرمان التهابات الحلقوم واللوزتين كما يعد الرمان الحامض مدراً قوياً للبول والتخلص من الأملاح أما الرمان الحلو فيعالج السعال ويحسن الصوت».