«لا شيء أجمل من تفتح البراعم وسط تفتح النفس البشرية على أفق الحق والخير والجمال، لتمنحها السعادة، هي الأزهار تحيا اليوم حتى منتهاه بكل الفرح والسرور، فهدوء الأشجار المعمرة تحمي ذاكرة البلد، كذلك هذه الظلال الوافرة، والخضرة، ونحن على أعتاب البادية، كم هي جميلة وهي تمنحنا الحياة».

هذا ما عبّر عنه الباحث والأديب "محمد الجندي" وهو يتجول بين أجنحة معرض الزهور الأول الذي تنظمه جمعية أصدقاء "سلمية" بمناسبة يوم البيئة العالمي والذي يصادف في الخامس من شهر حزيران من كل عام.

البيئة النظيفة طريق معبّد لراحة الإنسان، ونحن في الجمعية همنا الأكبر خلق ثقافة بيئية لدى المجتمع، وهذا ما دأبنا عليه منذ تأسيسها

موقع eSyria حضر افتتاح هذا المعرض يوم السبت 6 حزيران 2009

"ثائر الضحاك" هي مشاركتي الأولى

وسجلنا انطباعات القائمين على المعرض، والمشاركين، والزوار

فالأستاذ "حسن القطريب" عضو الجمعية ورئيس لجنة البيئة قد اختار مقهى "الجندول" مكاناً لإقامة هذا المعرض، وفي هذه المناسبة يقول: «للمكان أثر طيب في نفوس أهل هذه المدينة، وكم كان مهمَلاً فيما مضى، ولكن أن يقام المعرض هنا فهو لشيئين، الأول العراقة التي يتمتع بها هذا المكان، والشيء الثاني هو فتح باب هذا المقهى للزوار، وتأتي الزهور لتزيده ألقاً وجمالاً».

د."ثائر داؤد" و د."محمد صادق الدبيات"

ويضيف: «البيئة النظيفة طريق معبّد لراحة الإنسان، ونحن في الجمعية همنا الأكبر خلق ثقافة بيئية لدى المجتمع، وهذا ما دأبنا عليه منذ تأسيسها».

أما السيد "سالم القطريب" رئيس مجلس المدينة فتأتي مشاركته من خلال الدعم وتقديم المكان للجمعية كي تقيم عليها هذا المعرض، ويؤكد قائلاً: «نحن في مجلس المدينة لن نتوانى عن دعم أي جهد يصب في مصلحة هذه المدينة، كما أننا وبمجرد طرحت علينا الفكرة وافقنا عليها، وقمنا بتجهيز المكان والذي هو بالفعل مهمل منذ زمن بعيد، أما فيما يخص المعرض فهو بادرة عطرة تقدمها جمعية أصدقاء "سلمية" لسكان هذه المدينة، وهذا ليس غريباً عنها».

المكان "مقهى الجندول"

أما الدكتور "محمد صادق الدبيات" رئيس الجمعية فيقول: «نحن نحاول أن تكون "سلمية" بمعنى الكلمة كما هي في الماضي، فقد كان مقهى "الجندول" وطوال سنوات عبارة عن جزيرة معزولة، وما هذا المعرض إلا خطوة أردناها أن تكون بداية لمشاريع لاحقة، فاليوم هو معرض تجريبي، وتنقصنا الخبرة الكافية في تنظيم مثل هذه المعارض، كما أنه جاء تزامناً مع يوم البيئة العالمي، والخطوات القادمة هي إقامة معارض بمناسبة عيد الشجرة، و"سلمية" معروفة بتاريخها الغابر وكيف كانت قطعة من الجنة على الأرض، وما علينا نحن سوى إعادة مجدها».

ومن زوار المعرض الدكتور "ثائر داؤد" رئيس المجلس الإسماعيلي المحلي والذي اعتبر هذه الخطوة جديدة وجيدة، وأضاف: «نحن من المشجعين لهذه المبادرة التي قامت بها الجمعية، فالبيئة هي صديقة الإنسان وبقليل من الوعي سنجد أنها تقدم لنا ما لم نتوقعه، بيدنا يمكن أن نسعد بمكان نظيف عبق، وبيدنا نحولها إلى خراب، وما الزهور التي أراها اليوم إلا خطوة في طريق إنعاش السعادة في النفوس، وهذا أمر في غاية الأهمية، ونحن ندعم هذه الخطوة بالقول والفعل معاً، وسنكون شركاء في بناء بيئة نظيفة».

السيد "منور ضعون" مدير مركز "سليمان الرازي" وأحد المشاركين في هذا المعرض عبر عن أهمية أن يشارك المرء في المعرض رقم واحد، ويضيف: «الفكرة جديدة، لم يسبق أن أقيم معرضاً للزهور في مدينة كانت فيما مضى تسمى "كور الزهور" ونحن إذ شاركنا في هذا المعرض بدعوة من الجمعية، فلم نضع في حساباتنا الربح، بل هو المشاركة والتعريف بما يقوم به مركزنا، كما وأتمنى لهذا المعرض متابعة كثيفة من الأهالي للدفع بنا إلى معارض قادمة».

ومن قرية "جنان" الواقعة إلى الغرب من "سلمية" جاء "مشتل الفدعوس" مشاركاً، ويعتبر السيد "سمير الأحمد فدعوس" أن هذا المعرض هام وخطوة في طريق التعريف بأهمية الزهور في حياة الإنسان، ويتابع: «هذه أول مشاركة لنا في أي معرض، وإن كانت المشاركات خجولة، لكنها البداية، وتبقى البدايات صعبة في أي شيء، أشكر الجمعية لأنها دعتنا للمشاركة».

الأستاذ "هزيم الدبيات" زار المعرض، وسجل انطباعه فقال: «كان الزهر وما زال علامة الحب، فكيف به اليوم وهو يجمعنا في مكان لطالما تمنيت زيارته، هذا المقهى الشهير لم ألج بابه منذ عشرين سنة، لأنه فقد بريقه نتيجة الإهمال، والإستثمار في مشاريع خاصة أبعدت عنه الكثيرين، وإقامة المعرض هنا هو أهم ما قد يميزه، فهل تتحمل الورود وزر إعادة "الجندول" إلى الواجهة السياحية لأبناء المنطقة، أتمنى ذلك».

ولأنه يحب الجمال، والورد رمز الجمال شارك السيد "ثائر الضحاك" صاحب معرض "إنانا" للزهور في هذا المعرض، ويعبر عن مشاركته بالقول: «أن تصل الزهرة إلى كل الناس أمر في غاية الجمال، وهذا ما يعطي للمعرض قيمة جمالية كبيرة، ورغم الأخطاء التي وقعت، لكنني متأكد أن البداية دائماً تحتاج للكثير من الانتباه، ومع هذا فإنني أرى أن مشاركتنا اليوم ما هي إلا لتثبيت قدم هذا المشروع السياحي، وأحببت أن أكون من المساهمين في تثبيت هذا الحدث الجميل».