اختلفت القصص التي تناولت سبب تسميتها، فتنوعت الأسماء واللون واحد.. لزهرة واحدة لا يمكن أن تراها بمفردها لذلك أطلق عليها اسم جمعٍ وهو "شقائق النعمان"، تسلب الأخضر من الحقول، وتشد الأبصار عن الدروب، وتنام في موسم الجفاف ويخجل وجه الأرض باحمرارٍ بعد يومٍ نيساني ماطر، فلك أن تناديها كما أطلق عليها بـ زهرة النساء، أو زهرة الرياح، أو زهرة النعمان، واليوم وهي تزين حقول الزيتون بين الأشجار في منطقة "المزيرعة" وأطراف الطرق، وفي حقول الشعير في أراضي "الشيخ علي" و"برقان"، ما كان إلا أن نسلط الضوء على هذه الزهرة الحمراء بظهورها اللافت والمبهر للنظر في سنة لم تبخل بها السماء على أرضها، وفي حديث لـeSyria يوم الأحد 19/4/2009 مع المهندس الزراعي الأستاذ "حسن الشيخ حسن" عن هذه الزهرة فيقول: «زهرة "شقائق النعمان" من الفصيلة النباتية "الشقارية"، وتنمو في البيئات شبه الرطبة ونصف الجافة وشبه الصحراوية والمناطق المعتدلة، وموطنها منطقة الشرق وحوض البحر المتوسط، وينتشر في المناطق الزراعية والحقول والبراري والغابات والطرق والمراعي وفي المناطق الحراجية».

يتابع الأستاذ: «وهو نبات بري يتكاثر بالبذور ويمكن زراعته واستعماله للزينة ولأغراض طبية، ويغلى كمشروب بحيث تقطف أوراق الزهرة وتجمع لتجفف في الظل وتحفظ في مكان بعيد عن الرطوبة والتلوث، يفيد في حالات السعال الشديد والتهاب الحلق والحنجرة، وفي ألمانيا يستعمل كغذاء حيث تجمع أزراره قبل تفتحها ويقلى بالزيت».

وهو نبات بري يتكاثر بالبذور ويمكن زراعته واستعماله للزينة ولأغراض طبية، ويغلى كمشروب بحيث تقطف أوراق الزهرة وتجمع لتجفف في الظل وتحفظ في مكان بعيد عن الرطوبة والتلوث، يفيد في حالات السعال الشديد والتهاب الحلق والحنجرة، وفي ألمانيا يستعمل كغذاء حيث تجمع أزراره قبل تفتحها ويقلى بالزيت

وفي مداخلة للأستاذ "محمود شحود الجرعتلي" مدير الشؤون الزراعية في معمل تجفيف البصل عن استخدامات هذا النبات وفوائده الطبية يقول: «يحتوي التركيب الكيميائي لهذه الزهرة على عناصر فعالة مثل (أنيمونين، وأنيمول، وسابونين، وهيباتوترابيلوبين)، التي تدخل في صناعة الأدوية لمعالجة بعض الأمراض مثل التهاب الأعصاب، ومهدىء عام، ومدر للبول، ويستعمل مع المركبات الغولية المعقمة، ويستعمل كملون طبيعي في الصباغة واستخراج اللون الأحمر الطبيعي».

لون شقائق النعمان يغطي وجه الأرض

وفي تواجد أحد زبائن الصيدلية الزراعي وهو السيد "أمين طالب" وهو يملك مزرعة زيتون يقول: «كنت أريد أن أحرث الأرض بين الأشجار، كالعادة في كل سنة في فصل الربيع لتنظيفها من أعشاب الربيع الضارة، ولكن هذه السنة يغطي شقائق النعمان الأرض بينها بشكل ولا أجمل من ذلك، الأمر الذي منعني من حراثتها وأصبح الأولاد يأخذون الصور بينها، وكذلك كل من يمر بجانب الحقل يشد انتباهه هذا المنظر الرائع، وهناك الكثير من الناس نراهم في الحقول المجاورة يقومون بقطافه وجمعه وبيعه للمحلات التي تهتم بالأعشاب وأصنافها».

في ختام الحديث تضاربت الأحاديث وتنوع أسباب تسميتها بـ"شقائق النعمان"، فاشترك الجميع بعلاقتها باسم "النعمان بن المنذر"، ويحكى أنه أثناء حروبه ضد "كسرى" في معارك الروم والفرس، منهم من تحدث عن ظهور الزهرة على بقعة الأرض التي قتل فيها "النعمان بن المنذر" بعد جعل الفيل بأمر من "كسرى" بالمرور على جسده، ومنهم من تحدث عن ظهورها بعد معارك ضارية لـ "النعمان بن المنذر" من كثرة سفك الدماء بتلك المعارك، وآخرون قالوا بأن "النعمان بن المنذر" أطلق عليها الاسم نسبة له، عندما كان يشاهدها في الحقول المطلة على شرفة قصره، وأمر بزراعتها ومنع قطافها، وتبقى زهرة "الشق شقيق" كما يسميها أهالي "سلمية"، زهرة "الزيز" الوحيدة، و"الزيز" حشرة من نوع النحل البري، والتي يجذبها لونها الأحمر ورائحة رحيقها الخاص، فقد تسكن في الزهرة حتى تموت بداخلها، وفي الصيف عندما تجف أجراس "شقائق النعمان" يتحول إلى صفارة بفم الأطفال، وتودعهم لربيع آخر.

صورة لأحد كروم الزيتون في "المزيرعة"
صورة للزهرة بين الأزرار التي لم تتفتح بعد