تعتبر شجرة "الفستق الحلبي" الشجرة الأقرب لنفوس "مزارعي حماة"، حتى باتوا يسمونها اليوم بالشجرة الذهبية، لكونها ذات قيمة اقتصادية ومردودية عالية، حيث يقدر إنتاج "الدونم الواحد" منها سنوياً بحوالي أربعمائة كيلو غرام، أي ما يعادل قيمته خمسون ألف ليرة سورية.

موقع eHama التقى المهندس "حسن إبراهيم" مدير مكتب الفستق الحلبي بوزارة الزراعة والذي حدثنا قائلاً: «تحتل محافظة "حماة" المرتبة الأولى في زراعة وإنتاج ثمار الفستق الحلبي، حيث أنتجت خلال الموسم الحالي 32686 طن، من أصل المساحات المزروعة والتي تقدر بحوالي 19564هكتاراً. وبذلك تنتج "حماة" أكثر من ثلاث وخمسون بالمئة من إنتاج سورية من ثمار الفستق الحلبي، كما يقدر عدد أشجارها المزروعة بحوالي ثلاثة ملايين شجرة، منها 8ر2 مليون شجرة مثمرة».

وتمتلك "حماة" مقومات النجاح لزراعة هذه الشجرة، لاسيما خصوبة التربة في نطاق الحزام الأخضر الذي تتركز فيه زراعة شجرة الفستق الحلبي، إضافة إلى درجات الحرارة المناسبة، وقلة الرطوبة التي تساعد في تنشيط عمليات التلقيح، فضلاً عن ثقافة "المزارعين" واهتمامهم بزراعة هذه الشجرة وتقبلهم للتقانات الحديثة في رعايتها

مكملاً: «وتمتلك "حماة" مقومات النجاح لزراعة هذه الشجرة، لاسيما خصوبة التربة في نطاق الحزام الأخضر الذي تتركز فيه زراعة شجرة الفستق الحلبي، إضافة إلى درجات الحرارة المناسبة، وقلة الرطوبة التي تساعد في تنشيط عمليات التلقيح، فضلاً عن ثقافة "المزارعين" واهتمامهم بزراعة هذه الشجرة وتقبلهم للتقانات الحديثة في رعايتها».

حقل مزروع بأشجار "الفستق الحلبي"

وعن القيمة الغذائية التي تقدمها هذه الشجرة، يقول: «تمتاز ثمار "الفستق الحلبي" بقيمة غذائية عالية، حيث تحتوي على أربع وخمسون بالمئة دهون، وثلاث وعشرون بالمئة بروتين، وسبعة بالمئة كربوهيدرات، واثنان بالمئة ألياف، كما أنها تمتاز بقيمة اقتصادية حيث يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد مابين 150 ليرة و250 ليرة سورية، وتدخل في العديد من الصناعة كالمكسرات الفاخرة والحلويات الشرقية والبوظة، ويستخرج من أوراقها زيوت تستخدم في الصناعات العطرية والصناعية، كما أنها باتت اليوم مصدراً لجلب العملة الصعبة من خلال ما يصدر منها إلى دول شقيقة وصديقة».

وعن كيفية التعامل مع هذه الشجرة، وما على المزارع أن يقوم به تجاهها، يوضح المهندس "حسن" بقوله: «إن أشجار الفستق الحلبي تمتاز بسهولة التعامل معها، ولا تحتاج إلى سقاية ورعاية كبيرة، فضلاً عن كونها تزرع بعلاًَ ورياً، وتقدر المساحة المزروعة بعلاً في "حماة"، بحوالي 14519 هكتاراَ، في حين تبلغ المساحة المزروعة رياً 5044 هكتاراً، كما أن أشجار الفستق تعتبر من الأشجار المعمرة حيث عثرنا في منطقة عين التينة "بدمشق" على أشجار فستق حلبي، يقدر عمرها بحوالي 1800عام، وهي ما تزال مثمرة».

بيان عملي حقلي حول شجرة "الفستق الحلبي"

وعن أنواع الفستق الحلبي، ختم محدثنا بقوله: «هناك خمس وعشرون نوعاً لثمار الفستق الحلبي، أهمها "العاشوري" ولونه أحمر، وهو الصنف الأكثر تسويقاً والأكثر زراعة، حيث يحتل مساحة خمس وثمانون من المساحات المزروعة بالفستق الحلبي، أما "الباتوري" فلونه أبيض اللون ويحتل خمسة بالمئة، و"العليمي" يحتل أيضاً خمسة بالمئة، وكذلك "اللازوردي" يحتل خمسة بالمئة، وبقية الأصناف جميعها تأخذ خمسة بالمئة من المساحات المزروعة بالفستق الحلبي».

ويبقى أن نذكر أن البعض ممن زرع هذه الشجرة شعر بالممل، فقام بقلع البعض منها والالتفات إلى زراعات أخرى، ولكن ما حدث أن شجرة الفستق الحلبي وإن تأخرت في عملية الإنتاج، إلا انها ما بدأت بذلك فإنها ستتحول إلى ثروة، وهذا ما غفله المزارع في مرحلة من المراحل.

المهندس "حسن ابراهيم" يلقي محاضرة حول أهمية الفستق الحلبي