لقد أصبح من الصعب الآن أن ننظر للثقافة بمفهومها البسيط، الذي انحصر يوماً ما في الكتاب أو اللوحة أو الرواية أو قصيدة الشعر، فمفهوم الثقافة اتسع ليشمل معظم جوانب الحياة الفكرية والروحية والاجتماعية، وجوانب أخرى مادية كثيرة، وأصبح تعريف الثقافة في معظم دوائر المعارف الكبرى بلغاتها المختلفة، أنها «أسلوب الحياة السائد في أي مجتمع بشري» وأصبحت الثقافة تمثل حياة المجتمع ومستوى تطوره ونموه وانطلاقه.

السؤال الذي طرحه ehasakeh على عدد من المهتمين بالحياة الثقافية هو: كيف تنظر إلى النشاط الثقافي قي الحسكة؟!.. وما هي أبرز ملامح الحياة الثقافية؟!..

أحمد خالد «موظف» قال: النشاط الثقافي ليس ضعيفاً أو قليلاً، لكنه ليس غنياً أو مؤثراً، فنحن نشعر بأن ما يقدم هو لرفع العتب، وليس للتأثير والتثقيف، نشعر بأن المطلوب هو رفع مستوى الفعاليات والأسماء والعناوين.

د. أحمد الدريس مدير الثقافة

سليم داوود «معلم» قال: لقد حضرت أنشطة كثيرة، ولا زلت أذكر مهرجان المسرح الثاني الذي أقامته وزارة الثقافة هنا في الحسكة، ولذلك أسأل: لماذا لا تكون كل الأيام مثل أيام المهرجانات؟!... ثم لماذا تكون هذه المهرجانات «بعلية»!!.. مثل مواسم الحبوب التي تعتمد على المطر؟!.. بمعنى: لماذا يعتمد النشاط الثقافي على المناسبات فقط؟!...

وبالعودة إلى السؤال نفسه، الذي طرحناه على المهتمين بالشأن الثقافي، يمكن التذكير هنا أيضاً، بأن إحداث مديرية خاصة بالثقافة، كان خطوة متقدمة وهامة باتجاه تفعيل النشاط الثقافي، حيث تقوم هذه المديرية بدور هام في مجال التنسيق والتخطيط للمراكز الثقافية، لقد تطور العمل الثقافي بشكل كبير، ولعل من أهم المقومات التي أسهمت في هذا التطور، الاهتمام الكبير بالمسألة الثقافية، وتأمين متطلباتها. وفي هذا السياق، ذكرالدكتور أحمد الدريس مدير الثقافة بالحسكة، أن الحركة الثقافية شهدت تطورات على صعيد الكم والكيف في المحافظة، فقد كان عدد المراكز الثقافية في محافظة الحسكة ثلاثة مراكز «الحسكة - القامشلي - المالكية» ولم تكن لهذه المراكز مقرات مستقلة تتناسب وطبيعة النشاط الثقافي، من حيث توفر القاعات الواسعة وصالات العرض والمسارح والتجهيزات الفنية، ويلاحظ أن عدد المراكز القائمة فعلياً الآن قد ارتفع ليصل إلى سبعة مراكز في: الحسكة، القامشلي، رأس العين، عامودا، المالكية، الشدادي، رميلان. وأضاف الدريس: كما تم إحداث خمسة مراكز جديدة في كل من: الدرباسية وتل تمر والقحطانية واليعربية وتل حميس، والتطور في عدد المراكز بلغ 20% في هذا المجال، وتم بناء خمسة مقرات حديثة للمراكز الثقافية، تتوفر فيها الصالات والقاعات والأجهزة الفنية وذلك في الحسكة والقامشلي وعامودا ورأس العين والدرباسية، بالإضافة إلى مجمع الشهيد باسل الأسد في رميلان.

من أنشطة المراكز الثقافية

كما تم إحداث مراكز للفنون التشكيلية، وازداد عدد معاهد الثقافة الشعبية، من ثلاثة معاهد إلى ستة معاهد في مراكز المحافظة، إضافة إلى ازدياد حجم المكتبات الخاصة بالمراكز، وتضاعف عدد الكتب بنسبة تصل إلى 30% عما كانت عليه من قبل، وتم إحداث فرع لاتحاد الكتاب العرب في محافظة الحسكة، كما تم إحداث فرع لنقابة الفنون الجميلة، ومكتب لنقابة الفنون التشكيلية.