حكاية المرأة الأميرة التي استطاعت أن تحمي مملكتها بحنكتها، وذكائها محافظة على رعيتها بعد وفاة زوجها لتسمى "الخاتون"!.

ورويت الكثير من الحكايات عن هذه المرأة وصفاتها الحميدة وجمالها الرائع، وقدرتها على أدارة أمور "الجزيرة" بعد وفاة زوجها. إنها "الخاتون". ويشتهر أهلها بالكرم وحسن الضيافة وبالفراسة والذكاء، ولشدة دهائهم وحنكتهم روي عنهم الكثير من القصص الخيالية. وهناك مثل معروف في الحسكة وهو " الخاتوني قدر على الشيطان مين يقدر علي". وتدور حكاية هذا المثل: أن "الخاتوني" و"الشيطان" تشاركا في يوم من الأيام في قطعة أرض لزراعتها، فزرعَ البصل والفجل والشوندر. وعندما نضج المحصول أتى "الخاتوني" إلى الشيطان وقال له: ما ينبت فوق الأرض لك وما ينبت تحتها لي، واتفقا على هذه الصيغة. وبعد جني المحصول وجد الشيطان نفسه مخدوعاً وحصته القش و"الخاتوني" حصته الثمر. أتى الشيطان إلى "الخاتوني" والشر بعينيه للانتقام، واتفقا على المبارزة بالعصا داخل غرفة ومن يفوز يأخذ المحصول. أعطى "الخاتوني" للشيطان عصاً طويلة وأخذ لنفسه العصا القصيرة، وبدأت المبارزة وكل ما أراد الشيطان إصابة "الخاتوني" والإطاحة به تضرب عصاه السقف بينما "الخاتوني" يتقدم بسرعة ليضرب الشيطان من قريب ويرتد للخلف وهكذا استطاع "الخاتوني" أن يغلب الشيطان.

ومن الروايات التي حصلت مع المرحوم الشيخ "عبود السلطان" شيخ عشيرة الخواتنة. المعروف بكرمه : أنه استضاف في يوم من الأيام رجلاً بدوياً في فترة الحصاد ولسوء حظ البدوي احترق محصوله (البيدر) بما فيها سيارة الرجل البدوي وبعد أن أراد الشيخ "عبود" المغادرة أعطى سيارته للبدوي تعويضاً عن خسارته، وعندما أراد البدوي توصيله إلى منزله بالسيارة لم يقبل الشيخ "عبود" وأصر أن يذهب إلى المنزل مشياً على الأقدام . هذا ما رواه لنا السيد "سليمان السلطان" شقيق المرحوم "عبود السلطان" عند لقائنا به في "البحرة الخاتونية".

أما موقعها: فهي تقع في الجهة الشمالية الشرقية من محافظة "الحسكة"، تبعد عن مركز المدينة /50كم/. محاذاة الحدود العراقية،على امتداد سلسلة جبال "سنجار" العراقية». هذا ما أكده السيد " كمال سليمان" رئيس مجلس بلدية "خاتونية البحرة" في مقابلة مع "ehasakeh". بتاريخ 18/8/2008 وأضاف "سليمان": «تعرف المنطقة في العهد الروماني باسم "لاكوس بيبراس"،وقبل حوالي /300/ عام كانت تعرف باسم "علقمة يزيد بن مرة". تسكنها حالياًً عشيرة "الخواتنة" لذلك سميت بهذا الاسم. و"خاتون" تعني بالعربية "المرأة" الشريفة الحسناء. كما كان يوجد لقرية البحرة "سور" يقفل في المساء ويفتح في الصباح. وتعتبر اللهجة الخاتونية من أقرب اللهجات إلى العربية الفصحى، وذلك حسب اللهجات العربية المدروسة في الجامعات الألمانية. كما تعتبر البحيرة "الخاتونية" أكبر بحيرة طبيعية في سورية، تبلغ مساحتها / 6كم2/. يوجد فيها عدة جزر. وأعداد كبيرة من الأسماك منها: (الكرب والزازان والرومي ومشط أبيض). كما يوجد أعداد كثيرة من الطيور المهاجرة والأليفة مثل: (البط والباشق الأسود والنوارس). إضافة إلى: (الذئب والضبع وابن آوى والقط البري والأرنب) وغيرها من الحيوانات البرية. ويوجد بالقرب من "البحرة" موقع أثري اسمه "الشيخ صالح". مؤخراً تم تخصيص من قبل مديرية السياحة "بالحسكة" بموقعين في الجهة الجنوبية من "البحرة" بمساحة / 50/ دونماً وعرضهم على مؤتمر الاستثمار السياحي المنعقد في "دمشق" ما بين 24-26/4/2007. كذلك أعداد دراسات لمشاريع خدمية للموقعين المذكورين من "طرق وكهرباء وهاتف ومجارير". وأضاف السيد "سليمان" أنه لوحظ أمكانية استثمار البحيرة سياحيا، لو توفرت الاستثمارات المادية كونها "بحيرة" طبيعية مياهها نقية صافية خالية من الملوثات. فيها أشجار نابتة بشكل طبيعي، بالإضافة إلى وجود بعض الأمور الخدمية للقرية من مركز صحي_ نادي رياضي.

مخطط البحرة الخاتونية