تشتهر نساء الريف في محافظة "الحسكة" بصناعة الخبز، إلى جانب الكثير من الصناعات أما صناعة الخبز فهي الحرفة الرئيسية التي يجب على كل امرأة ريفية إن تتقنها وبمهارة وللخبز أنواع عديدة منها خبز "الصاج" وخبز "التنور".

التقت eHasakeh بالسيدة "شاهة ضامن" (50)عاما بتاريخ 3/10/2008 لتحدثنا عن صناعة الخبز فتقول: «إننا نقوم بصناعة الخبز بأنفسنا وللخبز أنواع عديدة عندنا فهناك خبز "المرقد" والخبز العادي والكعك "الخميعة"». أما خبز "الصاج":«نقوم بعجن العجينة ونتركها قليلا لتختمر، بعد وضع الخميرة بداخل العجينة وأحياناً يخبز وهو " فطير" وتقطيعها على شكل دوائر صغيرة وسميكة وفي هذه الأثناء نكون قد جهزنا الصاج. و"الصاج": وهو عبارة عن قطعة دائرية الشكل مصنوعة من الحديد تحمل في الحل والترحال، نضع الصاج على ثلاث أحجار كل حجر في زاوية على شكل مثلث، ونوقد النار تحته وبعد أن يصبح حار نكون قد رققنا القطع الدائرية ومددناها على الصاج ونتركه قليلا ثم نقلبه على الوجه الأخر حتى ينضج وهكذا حتى تنتهي عملية الخبز».

إننا نقوم بصناعة الخبز بأنفسنا وللخبز أنواع عديدة عندنا فهناك خبز "المرقد" والخبز العادي والكعك "الخميعة"

والمرأة "الحسكاوية" القاطنة في الريف ماهرة جداً في صناعة خبز "الصاج" ومن الأمور التي تحدد نشاط الفتاة وشطارتها هي قدرتها على إتقان خبز خبز "الصاج" ويقال:«فلانة تصنع خبز الصاج كورق السيجارة» وهو دليل على مهارتها في صنعه. وأكثر الناس استخداماً لخبز "الصاج" هم البدو الرحل كون "الصاج" خفيف وسهل التنقل والاستخدام، كما يقدم عندما يكون هناك فرح أو عزاء، وأكثر استخداماته مع أكلة "الثرود" المصنوعة من اللحم وخبز الصاج والمرقة وأحياناً يوضع معه الرز».

أما خبز "التنور":«نقوم بعجن العجينة مساءً وتركها للصباح لتخمر وبعدها نقوم بإشعال النار في "التنور". وتقطع العجينة بمثل طريقة خبز الصاج، ولكن يجب إن تكون القطع أثخن ونقوم بلصقه على أطراف التنور بواسطة "الكاره" وهي عبارة عن قطعة من القماش المحشو بالقماش بسماكة /10/سم تقريباً، والكثير من نساء الريف لا يضعن رغيف العجين على "الكاره" وإنما يقمن بلصقها بأيديهن مستغنيات عن "الكاره".

وبعد إن ينضج الرغيف نقوم بإخراجه من التنور، وتكون رائحته اللذيذة قد ملأت المكان».

"والتنور":« هو عبارة عن عجينة مصنوعة من التراب الأحمر المشوية بالنار تصنع على شكل دائري واسع من الأسفل وضيق من الأعلى، ويوضع مع التراب الأحمر المشوي شعر "الماعز" التي تمنع جدار "التنور" من التشقق».

أما خبز "الخميعة":«فهو عبارة عن خبز رقيق مصنوع من السمن البلدي والسكر مضافا إليه الحليب والتي تعتبر وجبة سريعة ومغذية عند أبناء الريف».

ومن الأدوات المستخدمة أيضاً في صناعة خبز "التنور" تشير السيدة "شاهة":«أننا نستعمل قطعة قماش بمساحة "متر" مربع يلف فيها الخبز بعد إخراجه من التنور. و "الشيش" فهو عبارة عن قطعة خشبية أو معدنية أو عصا طويلة يحرك بها الجمر عندما تخمد النار بداخل التنور. وتسعى النسوة وربات البيوت خلال فصل الصيف لتأمين حاجة العائلة من الطحين بعد تنظيف القمح وغسله وتجفيفه ثم طحنه ووضعه في أماكن مخصصة ضمن المنزل لتخزينه لفصل "الشتاء"». وعن الفائدة المرجوة من الجمعة حول التنور تخبرنا السيدة "شاهة":«يعد صنع الخبز منبعاً للألفة والتعاون الذي يمثله ملتقى نساء القرية وتعاونهم أثناء اجتماعهن على التنور وتبادلهم أطراف الأحاديث والقصص الِشائقة التي تلامس واقع حياتهم الاجتماعية».