«على بعد 25 كم من محافظة "الحسكة" والى الجنوب منها يقع جبل "عبد العزيز" الذي يشكل مع جبل الطويل حدود المحافظة مع "الرقة"، وفي كنف "جبل عبد العزيز" تقع محمية لا أحلى ولا أروع، وهي محمية جبل "عبد العزيز".

حيث إنها مشروع لحفظ التنوع الحيوي، يهدف لإعادة الغطاء النباتي إلى سابق عهده، وإعادة الحيوانات البرية والطيور التي أصبحت على وشك الانقراض إلى دفء أعشاشها، ومن ثم المحافظة على الأصول الوراثية لبعض النباتات والحيوانات، وكل ذلك سيؤدي إلى تحسين المناخ الموضعي لمنطقة جبل "عبد العزيز" والتي تضم- وبالتحديد في "سكرة"- مزاراً يؤم إليه زائرو جبل عبد العزيز تبركاً وتيمناً راجين تحقيق أمانيهم».

"المحمية" عبارة عن نظام بيئي غابي متدهور وذكرت الدراسات على أنة يوجد في المحمية أكثر من (400) نوع نباتي إذاً فالمحمية غنية بالتنوع الحيوي النباتي (flora) وتقدر الدراسات والمشاهدات العينية في جبل عبد العزيز وجود (25) نوعاً من الثدييات و(50) نوعاً من الطيور وأكثر من 10 أنواع من الزواحف وعشرات الأنواع من مفصليات الأرجل إذاً الجبل غني بالتنوع الحيوي الحيواني (fauna)

هكذا عرّف المهندس الزراعي "رياض محمد الطرفو" مدير محمية جبل "عبد العزيز" مشروع حماية التنوع الطبيعي في "الحسكة" حين التقاه موقع eHasakeh بتاريخ 16\1\2009.

رياض محمد الطرفو

وعن أهمية اختيار جبل "عبد العزيز" كمحمية طبيعية أكمل "الطرفو": «يأتي اختيار جبل "عبد العزيز" كمحمية طبيعية ضمن توجه عام لاختيار عدد من المحميات على مستوى القطر ذات بعد استراتيجي من نواح عدة بيئية وسياحية وعلمية وغيرها وقد اختير جبل "عبد العزيز" كمحمية طبيعية بموجب القرار رقم/27/ ت تاريخ: 11/5/2002 الصادر عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وذلك لتوافر شروط المحمية فيه ومن أهمها: أن جبل "عبد العزيز" يعتبر الموطن الأصلي لأشجار" البطم الأطلسي" و"الكونجوك" بشكل رئيسي وبشكل ثانوي أشجار "اللوز الشرقي" و"الزعرور" و"السويد الفلسطيني" و"التين" وبعض النباتات الرعوية المعمرة "كالشيح" و"الصر" و"الروثة" و"الزعتر" و"القيصوم" وتتوافر فيه إمكانية التجدد الطبيعي والحيوانات البرية المتأقلمة مع بيئتها وبعض النباتات البرية الأخرى».

وعن تاريخ اختيار محمية جبل "عبد العزيز" تابع "الطرفو": «أعلنت محمية جبل "عبد العزيز" في محافظة "الحسكة" بالقرار الوزاري رقم 20/ت تاريخ 29/6/ 1993 الصادر عن السيد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي وينص هذا القرار على إعلان الأجزاء المركزية من جبل "عبد العزيز" محمية طبيعية بمساحة (4220) هكتاراً وذلك بهدف حماية التنوع النباتي والحيواني والبيئي ومنع الاحتطاب والرعي وكسر الأراضي وإعادة الغطاء النباتي الطبيعي في الجبل إلى سابق عهدة ثم عدل هذا القرار لتصبح مساحة المحمية (18900) هكتار ثم عدل هذا القرار أيضاً لتصبح مساحة المحمية (49000) هكتار بالقرار رقم 27/ت تاريخ 11/5/2002 حيث اعتبرت المنطقة الأولى والبالغة (4220) هكتاراً نواة المحمية (المنطقة المركزية) وتخضع إلى نظام حماية صارم بهدف حماية التنوع النباتي والحيواني والبيئي، أما باقي المساحة فقد قسمت إلى قسمين:

1ـ منطقة الوقاية: تبلغ مساحتها (14680) هكتاراً ويسمح فيها بإجراء الدراسات العلمية والأبحاث البيئية.

2ـ منطقة النشاطات الحراجية والإدارية والإدارة التشاركية: تبلغ مساحتها (30100) هكتار ويتم فيها إقامة المسيجات النباتية والحيوانية وبناء مواقع الإدارة والخدمات والنشاطات التعليمية وتجرى فيها النشاطات التشاركية والأنشطة الحراجية المختلفة. طبعاً مساحة المحمية الكلية تبلغ (49000) هكتار هي من مساحة الجبل الإجمالية والبالغة (84050) هكتاراً».

وعن تمويل هذه المحمية أضاف "الطرفو": «يمول المشروع وبشكل تشاركي كل من مرفق "البيئة العالمي" (GEF) وبرنامج "الأمم المتحدة الإنمائي" (UNDP) وحكومة الجمهورية العربية السورية ويقوم برنامج "الأمم المتحدة الإنمائي" في سورية بإشراف السيدة "عبير زينو" على التنفيذ بمدة تبلغ سبع سنوات، حيث تمت المباشرة بهذا المشروع منذ عام 2005 وهو مشروع لحفظ التنوع الحيوي حيث يضم المشروع ثلاث محميات: محمية جبل "عبد العزيز" في محافظة "الحسكة"، ومحمية "الفرنلق" في محافظة "اللاذقية"، ومحمية "أبو قبيس" في محافظة "حماة".

ميزانية المشروع: 6723850 دولاراً أميركياً مقسمة على الشكل التالي:

1ـ المساهمات العينية المقدمة من مرفق "البيئة العالمي" GEF (3291850) دولاراً أميركياً.

2ـ المساهمات العينية المقدمة من برنامج "الأمم المتحدة الإنمائي" UNDP (1000000) دولار أميركي.

3 ـ المساهمات العينية المقدمة من الجمهورية العربية السورية (2407000) دولار أميركي.

وتقوم كل من "وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي" ممثلة بمديرية الحراج عن طريق ممثل لها لدى المشروع وفريق عمل في مواقع المشروع بالتنفيذ إضافة لهيئة تخطيط الدولة كجهة مشاركة وممثلة من اللجنة التنفيذية التي هي أعلى سلطة في المشروع تقدم التوجيه العام والدعم لتنفيذ نشاطاته».

وعن الهدف الرئيسي من تأسيس المحمية من قبل "وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي" تابع "الطرفو": «الهدف الرئيسي لإنشاء هذه المحمية هو إعادة الغطاء النباتي إلى سابق عهد وإعادة الحيوانات البرية والطيور البرية والمحافظة عليها من الانقراض بالإضافة الى تحسين الوضع البيئي والسياحي للمنطقة والمحافظة على الأصول الوراثية لبعض النباتات.

كما سيعمل المشروع على استعراض عدد من الوسائل التطبيقية لإدارة المناطق المحمية علماً بأن الوسائل ستساهم بفعالية في المحافظة على التنوع الحيوي وفي حماية مصالح المجتمعات المحلية بما سيعزز في الوقت ذاته من تكامل البيئة الملائمة، بحيث يكون ثمة مجال للتكرار في مختلف أنحاء البلاد».

ولتحقيق هذه الغاية سيسعى المشروع إلى تحقيق ثلاث نتائج قسمها "الطرفو" قائلاً: «إيجاد السياسات والتشريعات والنظم المؤسساتية التي سيكون من شأنها أن تختار بطريقة مطلعة وأن تشغل بطريقة فعالة المناطق "المحمية" بهدف المحافظة على التنوع الحيوي بتميز عال.

استعراض السبل الفاعلة لإدارة المناطق "المحمية" وللمحافظة على التنوع الحيوي في ثلاث مناطق بمساحة إجمالية قدرها (60000) هكتار مع توفير السبل لتكرار هذا العمل.

استعراض الاستخدامات المستدامة للموارد الطبيعية في الداخل وحول المناطق المحمية وذلك بإعداد وتنفيذ برنامج لإيجاد سبل بديلة للإعاشة ولإدارة الموارد الطبيعية.

وبشكل عام المشروع هو للمحافظة على التنوع الحيوي لضمان استخدام واستدامة التنوع الحيوي ذي الأهمية الوطنية والعالمية للأجيال الحالية والحفاظ عليه للأجيال القادمة، ولتحقيق هذه الغاية يهدف المشروع إلى بيان الطرق العملية لإدارة المحميات التي تحفظ التنوع الحيوي بشكل فعال وتحافظ بنفس الوقت على مصالح المجتمعات المحلية وتدعم وتسهل تأمين الشروط لإنشاء محميات أخرى في القطر.

وتنمية المجتمعات المحلية يكون عن طريق إيجاد مصادر دخل بديلة للمجتمع المحلي عن طريق القيام بمشاريع صغيرة مدرة للدخل وتمويلها من المشروع أو تأمين جهات ممولة لهذه المشاريع وإشراك المجتمع المحلي في إدارة المحمية، ولقد تم اختيار وجهاء من القرى المحيطة للمحمية بعد أن تم انتخابهم من مجتمعهم المحلي ليتم التعامل معهم عند القيام بإدارة المحمية أو تأمين مشاريع صغيرة مدرة للدخل».

ولدى سؤال "الطرفو" عن خصوصية التنوع الحيوي في "المحمية" قال: «"المحمية" عبارة عن نظام بيئي غابي متدهور وذكرت الدراسات على أنة يوجد في المحمية أكثر من (400) نوع نباتي إذاً فالمحمية غنية بالتنوع الحيوي النباتي (flora) وتقدر الدراسات والمشاهدات العينية في جبل عبد العزيز وجود (25) نوعاً من الثدييات و(50) نوعاً من الطيور وأكثر من 10 أنواع من الزواحف وعشرات الأنواع من مفصليات الأرجل إذاً الجبل غني بالتنوع الحيوي الحيواني (fauna)».

لمحة تاريخية historical overview كقيم مضافة للتحقيق:

كان "جبل عبـــــد العزيز" في السابق عبارة عن غابة من أشجار "البطم الأطلسي" و"الكونجوك" وهو الموطن الأصلي لهما ويرافقها أشجار "اللوز الشرقي" و"السويد الفلسطيني" و"التين" و"الزعرور" والنباتات الرعوية المعمرة "كالشيح" و"الصر" و"الروثة" و"القيصوم- الختمية".... الخ.

ولقد تدهورت هذه الغابة بسبب الاحتطاب والرعي الجائر والحرائق والاستعمار الذي كان يستخدم أخشاب الغابــــة كحطب وقود للقطارات وفلنكات للسكة الحديد.

كما يوجد في المحمية موقع أثري صغير يسمى "قلعة سكرة" وكذالك يوجد على حدود المحمية من جهة الشمال مزار "الشيخ عبد العزيز" ابن "الشيخ عبد القادر الكيلاني" وسمي هذا الجبل على اسم هذا الشيخ المدفون فيه "عبد العزيز" ويضم جبل "عبد العزيز" (50) قرية بعدد سكان حوالي (15000) نسمة منها (26) قرية هي التي تحيط بالمحمية بعدد سكان (7500) نسمة تقريباً ويعمل سكان هذه القرى بشكل أساسي في رعي المواشي وزراعة المحاصيل.

ويقدر تعداد الأغنام بحوالي (32000) رأس وتقدر المساحات المزروعة في القرى المحيطة بالمحمية بحوالي (10930) هكتاراً».

أهم الأشجار والشجيرات الموجودة في المحمية: البطم الأطلسي، بطم الكونجوك، اللوز الشرقي، الزعرور، التين البري، السويد الفلسطيني.

أهم النباتات الطبية في المحمية: الشيح، الزعتر البري، الحرمل، النعناع البري، الجعدة، الخطمية، الخشخاش، الروثة، القيصوم.

أهم الأعشاب والنباتات الأخرى في المحمية: الاربيان، توليب جبلي، البختري القندريس، العيصلان، الخبازة، الشوفان البر، كعوب الباعر، الصر، الخذراف، ابو شويرب (الشعير البري)، اجرد الكمأة، السعد أو النميص، الحليان، الرغل، الصريمة، (العوسج)، القبا، شقائق النعمان.

أهم أنواع الطيور في المحمية: الهدهد (الحجل)، الحمام البري، الغراب، الحباري، الطائر الحر، النسر الأسود، النسر الأسمر، أبو زريق، القطا، العصفور، البوم، الرخمة، العقاب، الباشق، الدرغل، الدوري، الوروار.