«يتميز العيد في محافظة "الحسكة" بتفرده بالعديد من الطقوس والعادات والتقاليد عن باقي المدن والمحافظات السورية بدءاً من حلوى العيد وانتهاءً بطقوس المعايدات بين الأسر».
بهذه الكلمات ابتدأت الخالة "سعاد" وهي ربة منزل من الحسكة كلامها عن حلويات العيد لموقع eHasakeh. وعن هذه الحلويات أكملت الخالة "سعاد": «تتنوع حلويات العيد في "الحسكة" وتتعدد أشكالها وطعمها، ومن أنواع الحلويات الرئيسية "الكليجة" و"الكوكة" و"الغريبة" والتي تشتهر بصناعتها المحافظة».
تتنوع حلويات العيد في "الحسكة" وتتعدد أشكالها وطعمها، ومن أنواع الحلويات الرئيسية "الكليجة" و"الكوكة" و"الغريبة" والتي تشتهر بصناعتها المحافظة
أما عن طريقة صناعة هذه الحلويات فأكملت الخالة "سعاد": «الطبق الرئيسي في العيد من الحلويات هي "الكليجة" والتي لا يكاد يخلو بيت من بيوت المحافظة منها وهي في الغالب صناعة منزلية، فمنذ القديم كانت عملية صناعة "الكليجة" تستغرق الوقت الطويل من حيث العجن والخبز، أما اليوم ومع توافر مقومات الحياة، تحولت هذه الصناعة إلى صناعة سريعة لا تتطلب سوى القليل، فهي صناعة بسيطة تتطلب القليل من الدقيق الناعم، والسمن العربي الأصيل لإضافة النكهة الزكية إلى هذه الحلويات، بالإضافة إلى السكر الناعم وبعض المنكهات والبيض، ومن ثم يتم عجن هذه المواد مع بعضها وعجنها بالشكل الأنسب وتركها حتى تختمر، ثم توضع هذه العجينة في قوالب عدة حتى تأخذ شكل القالب لتوضع في الفرن الخاص لها وتصبح جاهزة للأكل».
أما عن النوع الثاني من الحلويات "الكوكة" فتقول الخالة "سعاد": «تتطلب هذه الصناعة الدقة والمراقبة الجيدة ذلك لأن هذا النوع من الحلويات سريع الاحتراق لأن المواد الداخلة في صناعتها تصطبغ باللون الأبيض وإذا بقيت زمناً طويلاً في الأفران فإنها تحترق وتصبح غير صالحة للأكل والضيافة، ومن المواد الداخلة في صناعة هذا النوع من الحلويات "الدقيق الأبيض" و"السمن" وجوز الهند" والسكر".
وتتحدث الخالة "سعاد" عن القوالب المستخدمة في هذه الصناعة فتقول: « تتنوع القوالب المستخدمة في صناعة حلويات العيد فمنها يأخذ شكل "النجمة" أو "القمر" أو "القلوب"، ومن طقوس الضيافة التي تتميز بها "الحسكة" قدوم الأطفال في العيد لأخذ هذه الحلويات وتوزيعها على أصدقائهم كنوع من التفاخر بحلويات الأمهات ومهارة أمهاتهم في صناعة هذه الحلويات، التي تعد من العادات والموروثات التقليدية والصناعات القائمة إلى يومنا هذا في المحافظة».
وعن هذه طبيعة هذه الحلويات قالت "جورجيت شاهين" آنسة تدبير منزلي في مدرسة الفنون النسوية: «تنفرد محافظة "الحسكة" والمحافظات الشرقية بهذه الحلويات لكونها تقليد اجتماعي يعبر عن طبيعة المنطقة، حيث إنها كانت تصنع سابقاً من القمح الطري الذي يطحن باستخدام حجر الرحى المعروف، كما كانت تسود أجواء عائلية رائعة وفرحة عارمة لدى العائلات التي تصنع مثل هذه الحلويات في الاعياد بالاضافة الى أن هذه الحلويات تحولت الى عرف اجتماعي معروف لدى الجميع الى الدرجة التي تجعل هذه الحلويات تتصدر الموائد والطاولات والجلسات في الاعياد كما أنها حديث النسوة خلال شهر العيد».
