«للحب في "عامودا" أبجدية من نوع خاص، والموسيقا هي القاسم المشرك الأكثر مصداقية ودفئاً بين الشعوب على اختلاف انتماءاتهم وتباين مستوى هواياتهم وأنماطها المختلفة، الموسيقا لغة الحب التي يفهمها الجميع، إنها لغة السماء المقدسة لكل البشر».

هذا ما صرح به ابن "عامودا" الفنان "شيدا" الذي التقاه eHasakeh بتاريخ 9/5/2009 في الحوار التالي:

  • جميع القصائد التي تغنيها عالية فنياً، من حيث غناها بالصور والتشابيه والإيحاءات المختلفة، وقد حافظت في جميع أغانيك على هذا المستوى، كيف يمكن فهم هذه النمطية في أغانيك؟
  • الفنان شيدا

    ** تتدخل في اختياري للقصيدة عدة عوامل، اعتقد أنها عوامل موضوعية، لعل أهمها الذائقة التي تنتجها الخلفية الثقافية لأي شخص، اقصد الثقافة الموسيقية والثقافة بمفهومها العام، إن أي ذائقة لا تستند على ارث معرفي ستكون ضحلة وغير ذات أهمية كبيرة في عملية الانتقاء، فالقصيدة هي تفاعل موضوعي لمجموعة مرتكزات، هي الكلمة والعلاقة بين الصور والموسيقا الداخلية للقصيدة.

  • "عامودا" كأنك على موعد معها لتحزم حقائب قلبك ولا تنسى أن تصطحب الفراشات علها تصبغ أجنحتها بلون عينيها، "عامودا"... ماذا عنها؟
  • شيدا في حفلته الاخيرة في المانيا

    ** "عامودا" كانت بالنسبة لي ولا تزال أكثر من مجرد جغرافيا، مكان ومساحات وحقول ومطر، "عامودا" تشبه علاقة الفنان بالريشة والألوان، انها الوحي الذي يسبق القصيدة، في كل مكان في "عامودا" هناك دفء من نوع خاص، لا تمنحه إلا لمن يقدم إليها لجوءا عاطفيا. إن روحي هائمة هنا... في كل مكان، هنا في عامودا كل شيء يختلف عما هو عليه في مكان آخر، هنا المطر يختلف، والفراشات، السماء، الأغاني، وللحب هنا أبجدية من نوع خاص وللبنفسج هنا لون آخر ورائحة أخرى. لهذا كله ليس بإمكان احد أن يقطع حبل المشيمة بيني وبينها، طوبى لها أكثر مما نريد.

  • ماذا عن تجربتك في إعادة طرح الفلكلور أو التراث إن صح التعبير؟ وأسألك عن الدافع أو الغاية من إعادة إنتاج المادة الفلكلورية والتراثية، وكيف يمكن الخوض في هذا الجانب دون المساس بروحها وبنيتها؟
  • شيدا مع فرقة الرقص الفلكلورية

    ** إن التعامل مع المادة الفلكلورية أو التراثية يحمل الكثير من الحساسية، لان الفلكلور يرتبط عضويا بحياة الشعب المنتج لها، أي باختصار روح الشعب، لذا كله أرى أن أي موسيقا أو حتى أي فن لا يرتكز على قاعدة من الموروث الشعبي سيكون هشا وفقيرا، فلنأخذ جانب الشعر مثلا فإننا نجد أن الشعر الأوروبي يستمد مادته من الملاحم القديمة "لهوميروس" و"سوفوكليس"، وهي مادة خام لكثير من المواضيع التي أغنت التجربة الشعرية الأوروبية.

    إن الارتقاء بالفلكلور وإدراك قيمته الفنية هو ارتقاء بالذوق العام لقد أردت من خلال تجربتي أن تطلع الأجيال الراهنة على جمالية هذا الفلكلور وغناه وان تتذوقه وتنهل من معينه، إن التعامل مع أي مادة فلكلورية أو تراثية تحتاج إلى فهم هذه المادة وبالتالي التفاعل والتماهي معها.

  • كيف تجد واقع الأغنية الكردية الراهنة؟ هل أنت راض عن هذا المشهد، كيف تقيمه؟
  • ** الأغنية كما ذكرت تتشكل بنيتها بتضافر مجموعة عوامل: الكلمة.. اللحن.. الأداء.. التوزيع الموسيقي، وأي خلل أو نقص في تكوين هذه العناصر سيشكل خللا دون شك في بنية الأغنية ككل. ويمكن أن يقال عما نشهده من أغان بأنها سطحية، وتفتقر إلى المرتكزات التي أشرت إليها آنفاً، في المقابل استطيع أن أقول إنني أرى النصف الممتلئ من الكأس أيضا، فهناك تجارب جادة ناضجة بما فيه الكفاية للارتقاء بالذائقة العامة. إن ما يجري الآن ليس سوى سحابة صيف وان الشرائح الواسعة ستعتمد على فطرتها وموروثها لفرز كلتا الحالين، إن لكل منا ذائقة ربما تكون فطرية تشبه البوصلة تتجه دائما بالاتجاه الصحيح.

    يذكر ان "شيدا" هو الاسم الفني للفنان "احمد حسن" من مواليد "عامودا" 1971 اتم تعليمه في مدينة "عامودا" ودرس المعهد الموسيقي في "القامشلي" صدر له أول ألبوم عام 1998 بعنوان dilber heger وأصدر ألبوماً مع فرقة "ناسو" وله ألبوم xwezî Esmer وألبوم Ma Îro.