لأن الموسيقا لغة عالمية، تملأنا بالحنين وبالحزن وبالفرح، فحينما يأتي الصباح محملاً بـ"فيروز"، يأتي المطر والفرح، وربما بعد قليل يتساقط الثلج، و"الحسكة" ككل المدن لها ذاكرتها وموسيقاها، حيث كلما هزت السماء أجراسها تصفق قلوبنا بأوتار البزق والعود والطنبورة، ويتساقط في المدى صوتٌ له جرسٌ وايقاعٌ... هذه هي الموسيقا تجعلنا عشاقاً وشعراء.

موقع eHasakeh بتاريخ 28/8/2009 التقى الفنان "حسن رمو" الذي تحدث عن بداياته الموسيقية قائلاً: «كان لي إلمام وشغف كبير بالموسيقا منذ صغري، حيث كنت آتي بقطعة خشب وعلبة فارغة وسلك نحاسي وأقوم بصنع آلة موسيقية من وتر واحد، وأقوم بعزف بعض المقطوعات الموسيقية السهلة، وبعد حصولي على الشهادة الإعدادية شجعني أخي "عبد الرزاق" وكان له الفضل في حصولي على آلة بزق، وبعدها تتلمذت على يدي أستاذيّ: "جان هرمز" و"عدنان أوسيب" اللذين لهما الفضل الكبير في انطلاقتي في عالم الموسيقا».

لا يمكن إبعاد البيئة والتقاليد والتراث عن الموسيقا، فنرى المقطوعات الموسيقية لها ألحانها الخاصة بها في كل مناسبة، حيث لا يمكن فصل التراث من الذاكرة الجمعية، لذا تلحن وتغنى على أوتار البزق والعود وعلى صوت الدف والزرناية، الكثير من طقوس الحياة اليومية، وعبر أصوات جماعية

وعن التلاحم ما بين الآلة والعازف يضيف الفنان "حسن": «المحبة الكبيرة للآلة وعشقها يستطيع العازف أن يتماها مع آلته بحيث تصبح قطعة من جسده، ولكل آلة خصوصيتها، فهناك الكثير من الألحان تعزف على آلات مختلفة ولكن اللحن الجميل ينبع من الآلة التي صمم عليها اللحن، فمثلاً مقطوعة /أز كبوكم/ للفنان العالمي "دلشاد" تعزف على الكمان لأن لهذه الآلة لونها الخاص في إخراج صدى فني مميز لأذن للمستمع، وكذلك نجد مقطوعة /رقصة الشيطان/ للفنان "محمد عبد الكريم" فنكهتها وسماع صوتها الجميل ينبع من عزفها على آلة البزق، لذلك فمعرفة العازف بأسرار الآلة تجعله يستطيع أن يتلاحم معها روحياً، حيث هذا التلاحم يؤدي بالنهاية إلى سماع معزوفة جميلة تطرب لها الآذان».

مشاركاً مع الطفلة افستا بعزف مشترك

أما عن تأثير البيئة في الموسيقا فأضاف الفنان "حسن" قائلاً: «لا يمكن إبعاد البيئة والتقاليد والتراث عن الموسيقا، فنرى المقطوعات الموسيقية لها ألحانها الخاصة بها في كل مناسبة، حيث لا يمكن فصل التراث من الذاكرة الجمعية، لذا تلحن وتغنى على أوتار البزق والعود وعلى صوت الدف والزرناية، الكثير من طقوس الحياة اليومية، وعبر أصوات جماعية».

وعن واقع الحركة الفنية في "الحسكة" أضاف "حسن": «إن الحركة الفنية في تقدم سريع، فقدت وجد أشخاص خلال السنوات الماضية أصبحوا نجوماً استطاعوا أن يبدعوا في العزف الموسيقي ويتربعوا على عرش النجومية، وذلك من خلال الدعم والتشجيع من خلال مشاركاتهم في المهرجانات والأمسيات الموسيقية، وفتح الأبواب لهم للدخول في التنافس مع شخصيات عالمية وبالتالي رفع اسم سورية عالياً في المحافل الدولية في المجال الموسيقي، ونحن نأمل بأن تفتح لتلك المواد الخام في "الحسكة" الأبواب وتلقى الدعم والتشجيع، لكون "الحسكة" تمتلك خامات متنوعة، وخاصة الذين تأثروا بالفلكلور الشعبي الغني والمتنوع، وأتمنى من نقابة الفنانين في "الحسكة"، أن تقوم بالدعم اللازم من إقامة مسابقات موسيقية مفتوحة الأبواب لكل من يود الاشتراك واكتشاف المواهب الفنية وتشجيعها، أسوة بباقي المحافظات».

أثناء تعليمه لأحد الأطفال العزف على آلة الطنبور

وعن أعماله يضيف الفنان "حسن": «خلال السنتين الماضيتين عملت على تأليف مقطوعتين موسيقيتين، إحداهما باسم /اللقاء/ وهي من سلم الدومينو وتعزف منفرداً على آلة البزق، أما المقطوعة الثانية فهي /إلى وطني/ من سلم بيات ره وهي إيقاع المارش، كما أضفت مقطوعات موسيقية إلى مقطوعة لونغا جهاركا ولرقصة الشيطان ومقطوعة لونغا يورغو للفنان الكبير "محمد عبد الكريم" وحالياً أعمل على إضافة موسيقا لبعض قصائد الشاعر "منير خلف" ولبعض القصائد الوطنية».

يذكر بأن الفنان "حسن يونس رمو" من مواليد الحسكة 1974 يعمل حالياً مدرساً في معهد الثقافة الشعبية والمعهد الموسيقي في الحسكة، شارك في مهرجانات عديدة في العزف المنفرد، وحاز جوائز عديدة في العزف على آلة البزق والكمان.

الفنان حسن رمو