«عرفت الشعوب الوشم في القديم والحديث، وكان الوشم قبل الإسلام واستمر بعده، والمرأة العربية وخاصة "الجزراوية" سارت على ما توارثته من التقاليد ووشمت أجزاء كثيرة من جسمها».

الكلام بحسب قول معلم التاريخ المتقاعد "زبير حاج توفيق" لموقع eHasakeh ليحدثنا عن "الوشم" في "الجزيرة".

تتركز أماكن الوشم عند المرأة "الجزراوية" غالباً في الساقين والأنف وأسفل الفم والأصابع وأغلب النساء اللواتي كن يوشمن هن من "القرباط"

ويقول "زبير حج توفيق": «تتركز أماكن الوشم عند المرأة "الجزراوية" غالباً في الساقين والأنف وأسفل الفم والأصابع وأغلب النساء اللواتي كن يوشمن هن من "القرباط"».

السيدة سارة محمود

ويضيف "زبير": «لم يعد للوشم انتشار بين النساء مثل أيام زمان، حيث إن الفتيات في هذه الأيام يرفضن هذه النقوش والزخرفات لأنها بحسب رأيهن تربطهن بالمجتمع الريفي، كما أن التقاليد والعادات تغيرت عما قبل وبالتالي لم تعد منتشرة بشكل كبير».

ويتابع "زبير" عن أهداف "الوشم" فيقول: «تختلف أهداف الوشم قديماً بين الذكور والإناث، فالذكور كانوا يحفرون الوشم للعلاج من المرض أو طرد الأرواح الشريرة، بينما البنات كن يستخدمن "الوشم" للزينة».

امرأة تعرض بعض الرسوم على يديها

وعن أنواعه تقول السيدة "سارة محمود": «كل موضع له اسم ومنه "شعابيات" و"سنابل" تدق على الرقبة والصدر يعطى الاسم حسب الشكل الذي يكونه "الوشم" أو يكون قريبا من الشكل المسمى به. و"وردة" و"رثمة" في طرف الشفة (والرثمة وشم بطول 1سم عند آخر الشفة السفلى يتجه نحو الأسفل). "أمشاط" و"شقاليات" تدق على الساق، و"كحلة القطة" أو "غمازيات" على طرف العين من الجنب كما تمد الكحلة اليوم.

"حجول" في سافل الساق حول أسفل وأعلى الكعبين، "زلف" نقطة على الخد، و"هلال" في وسط الجبين يكون في وسطه فوق بداية الحاجبين ويشكل هلالا يصل بينهما، "خصر" حول الرسغ، و"صحن ورد" و"وسادة ابن العم" على الزند بشكل دائري وبأشكال ورد، ووشم على البطن والحنك والزردوم والنهود».

ما زال الوشم بادياً تماماً

وتضيف السيدة "سارة" قولها: «لا يقتصر الوشم على النساء فقط فهناك بعض الرجال أيضا يستخدمون الوشم على زنودهم ويكتبون أسماءهم وصوراً لبعض الأسلحة، كما تقوم نساء القرباط اللواتي يحضرن الى البلد في الربيع ويوشمن لقاء اجر من الخبز أو النقود ويكون بعدة ابر مربوطة مع بعضها في الجلد حيث يذرّ على موضع الدق الكحل وحمام "سماد" القدر، وبعد الوشم يتورم مكانه ولا يشفى إلا بعد أسبوع، وتقوم بالوشم أيضا نساء من العرب وكانت النساء يوشمن أولادهن الذكور لكي يعيشوا هذا حسب معتقداتهم وقد انقرض الوشم تقريباً في أيامنا هذه».