تقديم الولائم ووجبات الطعام مازال عرفا يخيم على المناسبات في "الحسكة" وخاصة في الأفراح حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء والزملاء من كل أرجاء المحافظة فتكون هذه المناسبة فرصة للم الشمل وتبادل التهاني والمساعدة، للوقوف عند هذا العرف القديم التقينا السيد "محمود عرب" صاحب الدعوة التي حضرها عدد كبير من الناس في قرية "التنورية" بريف " القامشلي" بمناسبة زواج ابنه البكر"رضوان" حيث قال لموقع eSyria أثناء مشاركته فرحته :

«الولائم منذ القديم نمط نسير عليه في المناسبات من أفراح، وأتراح، ويكون الاستعداد لها كبير قبل أيام وخاصة بالأفراح فيتم تجهيز اللوازم من قدور، وحطب، ومناسف، وطبعا الذبائح تكون من غنم، أو بقر، أو حتى جمال أما في يوم المناسبة يوزع الطحين على بيوت القرية في الصباح الباكر أو قبل ليلة ليتم عجنه وخبزه، وهذا الأمر جدا عظيم وكبير بين الأهالي حيث روح التعاون والمساعدة وكأن الفرح للجميع وكذلك الحزن فتجد بنات القرية وشبابها يداً واحدة. الكل يعمل ويساهم بقدر المستطاع تجد مكان المناسبة خلية نحل، وما يميز الفرح عن غيره وخاصة العرس فتجد له بهجة مميزة حيث تجد كل شيءٍ بين يديك يبتسم، وله رونقه الذي لا يوجد إلا فيه حتى بقية الأفراح ليست بهذه البهجة. فبعد كل هذه الترتيبات تتم دعوة الحضور من أصدقاء وأقارب ومعارف لأهل البيت أو للعريس وتتم أيضا دعوة أهالي القرية عن بكرة أبيهم وهنا يكون قد بنا الشباب "الصيوان"، أو بيت الشعر الذي يتسع لكل هؤلاء المدعوين».

وقد نحتاج إلى أكثر من بيت لذلك فيتم إيصالهما ببعض، وعندما يحين موعد الغداء أو العشاء وذلك يعود لصاحب الدعوة يتم استقبال المدعوين عند الباب ليتم إدخالهم وترتيب جلوسهم وفق آلية معينه، ويكون الجلوس على أرتال متقابلة وفي الوسط يكون الرتلين متعاكسين وبعد أن يكتمل حضور المدعوين هنا توضع ما يسمى صفرة تحت المنسف مع الخبز ويوضع بعدها الطعام أمام الحضور وهناك نوعان من المناسف الأول مناسف من رز وبرغل ولحم والنوع الثاني منسف ثرود كما يوضع إلى جواره المناسف المقبلات من بصل وخضروات مختلفة وطبعا الثرود يؤكل باليد أما الرز والبرغل يمكن أن يؤكل باليد أو بالملاعق

وعن المكان يضيف: «وقد نحتاج إلى أكثر من بيت لذلك فيتم إيصالهما ببعض، وعندما يحين موعد الغداء أو العشاء وذلك يعود لصاحب الدعوة يتم استقبال المدعوين عند الباب ليتم إدخالهم وترتيب جلوسهم وفق آلية معينه، ويكون الجلوس على أرتال متقابلة وفي الوسط يكون الرتلين متعاكسين وبعد أن يكتمل حضور المدعوين هنا توضع ما يسمى صفرة تحت المنسف مع الخبز ويوضع بعدها الطعام أمام الحضور وهناك نوعان من المناسف الأول مناسف من رز وبرغل ولحم والنوع الثاني منسف ثرود كما يوضع إلى جواره المناسف المقبلات من بصل وخضروات مختلفة وطبعا الثرود يؤكل باليد أما الرز والبرغل يمكن أن يؤكل باليد أو بالملاعق».

المناسف التي تقدم للضيوف

وعن هذا العرف الذي ما زال محافظاً عليه عدد كبير من الناس قال التربوي "حسن الشناعة" وهو أحد المدعوين للوليمة: «إن هذا العرف من الأعراف الجيدة و التي ما زال محافظا عليها بعض الناس وخاصة المقتدر ماديا حيث يجتمع فيه الأقارب والأصدقاء وكما يقال القاصي والداني حتى من خارج المحافظة كل من له صله بصاحب الدعوة إلا من يعتذر وله أسبابه القاهرة حتما، ومن خلال هذه الدعوة تتم مساعدة صاحب الوليمة في مناسبته أي كانت الدعوة فيقدم المدعوين النقوط للعريس ونقول العريس كون هذه الدعوة هي فرحة عرس، أو لمن يمثل العريس، أو أهله وبعد الانتهاء من الطعام من يحب المغادرة يغادر بعد أداء واجبه ومن يبقى يشارك في الحفلة التي تقام عادة مساء ومن لم يساهم مباشرة في النقوط يحضر بعد أيام إلى دار العريس ليقوم بواجبه حيث يقدم ما يراه مناسبا أو حسب استطاعته وهذا العرف من الأعراف الجميلة التي نجد فيها التعاون والتقارب والمساعدة مع العلم أنه في بعض المناطق قد انقرض واستبدل بحفلات الصالات وتقديم بعض السكاكر وما شابه ذلك. أجد في هذه المناسبة عدة نقاط جميلة ومضيئة وأنا أحبذها كثيرا».

محمود عرب ابو رضوان ينقل المنسف لضيوفة
الحضور وهم على مؤائد الطعام