وسط حضور كبير وإقبال حاشد تزدحم به كنيسة "مار آسيا الحكيم" في "الدرباسية" تحتفل هذه الكنيسة بعيد شفيعها "مار آسيا" شفيع المرضى في15/10 اليوم الأميز لهذه الكنيسة القديمة والذي يعد من أكبر الاحتفالات الدينية للطائفة السريان الأرثوذكس في المحافظة لما يشهده من توافد عدد كبير من الناس من داخل القطر وخارجه.

eHasakeh التقى الأب" ميخائيل يعقوب" راعي الكنيسة الذي تحدث لنا عن مناسبة العيد وطقوسه بالقول: "يمثل هذا اليوم 15 /10 ذكرى نياحة (وفاة) مار آسيا الحكيم الذي توفي سنة 377 م في مدينة أنطاكيا في تركيا حالياً ويعتبر هذا العيد من أبرز الاحتفالات الدينية لكونه "مار آسيا" شفيع المرضى حيث يتوافد إلى كنيستنا جمع غفير يقدر بعشرة آلاف شخص من مختلف الديانات والمعتقدات خلال يومي 14 و 15 حيث نحتفل بالقداس الإلهي في هذين اليومين ويرأس الاحتفالات نيافة الحبر الجليل مار "أوسطاثيوس متى روهم" راعي الأبرشية ونقيم السهرات الروحية والتأملات وقراءة الكتاب المقدس كما يقوم بعض المؤمنين بالنوم داخل الكنيسة ويقدر عددهم حوالي 500 شخص تيمناً منهم بالشفاء من الأمراض بشفاعة "مار آسيا الحكيم".

وقد جرت العديد من المعجزات خلال أيام العيد في السنين السابقة وهي مستمرة طوال السنين ولكافة الأخوة من كافة الفئات والأطياف فالله تعالى يشرق شمسه ويعم بخيراته على كل البشر وقد كتبت كتاباً عن العديد من المعجزات التي حصلت مع كثير من الزوار لكنيستنا.

الأب ميخائيل يعقوب

ومن الطقوس المميزة خلال هذا اليوم أن الزوار يفترشون الأرض للنوم ويأتون إلى الكنيسة حفاة إيفاء للنذور التي يقطعوها على أنفسهم كما يتضرعون إلى الله تعالى أمام صورة "مار آسيا" القديمة التي يبلغ عمرها 400 سنة ويضيئون الشموع مع طلبتاهم من الله".

وعن تنظيم الاحتفال والاستعداد لهذا اليوم حدثنا الأستاذ "قتيبة عيسى" عضو مركز التربية الدينية بالقول: قبل أيام من الاحتفال نقوم بتنظيف الكنيسة كافة وحرمها كما نقوم بتخصيص الأماكن للزوار الراغبين بالنوم حيث نؤمن لهم كافة المستلزمات من وسائد وفراش ونقوم بإخراج بعض مقاعد الكنيسة لنؤمن مكاناً أوسع للزوراو كي يناموا ونشرف على توزيعهم في الأماكن المخصصة ونقوم بتنظيم الزوار تجنباً للازدحام إضافة إلى تأمين الشموع وصنع "مشحة" الزيت المبارك كما نشرف على عملية دخول الزوار إلى الكنيسة تجنباً للتدافع وتشارك الفرقة النحاسية في عزف بعض الألحان الكنسية والمعزوفات الخاصة بالأعياد كما يشارك كورال الكنيسة في السهرات الروحية وإنشاد التراتيل الخاصة بهذه المناسبة إضافة إلى معرض للكتب والأيقونات الدينية كما نستقبل العديد من ممثلي المؤسسات الحكومية المشاركين في الاحتفال فضلاً عن الجهود الحثيثة التي يقوم بها رجال الأمن مشكورين في تنظيم الحشود خارج وداخل حرم الكنيسة".

الجموع في الكنيسة يصلون

"نريمان بنيامين" إحدى المشاركات في الاحتفال من مدينة الحسكة والتي التقيناها لتحدثنا عن هذا اليوم بالقول: جرت العادة أن نأتي كل عام مع كنيسة "مار قرياقس" للطائفة الآشورية في الحسكة حيث نشارك في الصلوات كافة ونسهر حتى ساعات الصباح الأولى متضرعين إلى الله ليزيح عنا كل ألم، الأجواء تتسم بالروحانية ومن الرائع أن نرى كل هذا العدد من مختلف الأطياف".

أما السيدة "حياة أحمد" من الحسكة فقد حدثتنا عن زيارتها بالقول: أنا أعاني من بعض الأمراض الداخلية وقد أتيت اليوم طلباًً للشفاء من مار آسيا فهو شفيع لنا جميعاً وقد شفى العديد ممن أعرفهم ومن يؤمن بالله مهما كان دينه يدرك أن الله قادر على كل شيء وأنا سعيدة لهذا الاستقبال الجميل الذي نلقاه من أبناء المدينة وازدادت سعادتي عندما شاهدت الناس من مختلف الطوائف يشاركون في هذه المناسبة بحرية مطلقة ودون تمييز وهذه هي سورية الحبيبة رمز الأخوة والتعايش.

يصلون اما صورة مار آسيا

"ميرنا عبدو" من محافظة دير الزور قالت عن مجيئها: لقد سمعت الكثير عن هذا الاحتفال وهذه أول مرة أشارك فيها فقد جئنا من مدينة دير الزور بمجموعة تضم عدداَ من جمعية المرأة السريانية ومركز التربية الدينية والأجواء اليوم أكثر من رائعة وهي فرصة لأن نلتقي مع العديد من الناس الذين لا تسمح لنا الظروف بلقائهم وأنا اليوم هنا لأنني عانيت من بعض الأمراض خلال فصل الصيف وقد نذرت أن ازور الكنيسة في هذا اليوم.

أمّا "إيليا دنحو" من "القحطانية" فقد حدثنا عن مشاركته بالقول: العيد هو عيد الجميع ومار آسيا شفيع الجميع وهذا اليوم هو فرصة لأن نتقرب من الله جميعاً ونلتقي معاً في مثل هذا المكان المقدس وأنا أصلي إلى الله أن يجمعنا دوماً في مثل هذا اليوم على المحبة والتآخي كما أتمنى الشفاء لكل المرضى في هذه المناسبة المباركة"