تعلم فن صناعتها قبل أن يتعلم العزف عليها، شهد وهو طفل ولادة عدة آلات منها دون أن يمتلك واحدة، فامتلك حلم العزف عليها وهو الذي عرفها وصنعها بيديه.

منذ سن الحادية عشرة عاش طقوس صناعة آلة الطنبور، وبدأ يسترق لحظات يومية ليداعب أوتارها، حتى استطاع اقتناء واحدة منها وبدأ يتعلم فن العزف عليها.

طبعاً يشكل العامل المادي أحد الأسباب الرئيسية إلى جانب عدم توفر جميع الآلات التي أرغب بتوزيع اللحن عليها

فحدثنا "رامان أوسمان" من مواليد "الحسكة" عام 1975 عن ذكرياته في مرحلة البدايات: «ولدت عاشقاً للموسيقا، حيث كانت آلة الطنبور برفقتي دائماً ومن حولي، أستيقظ وأنام وهي أمام ناظري، استمعت للكثير من الأنواع الموسيقية التي أفرزتها البيئة التي أعيش فيها، فأدمنت الموسيقا بكافة أنواعها التركية والعربية والكردية والفارسية وحتى الأجنبية مثل الإسبانية والإنكليزية والأمريكية، تأثرت بالكثير من الفنانين الذي عزفوا على الطنبور، والأمر الذي لاقى تشجيعاً من أصدقائي، وبت أشارك بجميع النشاطات الموسيقية التي تقام في المنطقة».

رامان أوسمان

ولسوء حظه كما يرى أنه لم يتسن له الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقا بعد اجتيازه المرحلة الثانوية، فقد كان ضمن خططه المستقبلية لاحتراف العزف على هذه الآلة.

خلال رحلته الفنية مع آلة الطنبور حمل هاجس صنع هوية موسيقية خاصة به، فجهد في الاستماع والتعرف على شتى أنواع الموسيقا: «أثرت بي الموسيقا الفارسية بشكل خاص والموسيقا المنتشرة في منطقتي بشكل عام، استمعت للكثيرين محاولاً إغناء أذني الموسيقية والارتقاء بذائقتي الفنية، فتأثرت بالعازف الراحل "محمد شيخو" إلى جانب الكثيرين الذي امتلكوا إحساساً خاصاً، ثم بدأت رحلة البحث عن الخصوصية، وأصبحت أعد ألحاناً خاصة بي لأدخل مرحلة التأليف منذ 15 سنة، لأعلن عن ولادة مقطوعاتي الموسيقية على البزق والطنبور والباغلما».

في ملتقى البزق

انطلقت مرحلة التأليف لديه من تلحين بعض الأشعار التي كانت تراوده على شكل جملة موسيقية تعيش معه أياماً لتولد لحناً يحمل بصمته، ثم جاءت مرحلة المقطوعات الموسيقية التي يأسف أنها لم تر النور بعد وذلك لعدة أسباب: «طبعاً يشكل العامل المادي أحد الأسباب الرئيسية إلى جانب عدم توفر جميع الآلات التي أرغب بتوزيع اللحن عليها». إلا أن ملتقى البزق الأول الذي أقامته الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون في شهر تشرين الأول 2010، جعل أول مقطوعة ألفها "رامان" بعمر العشرين تصل إلى الجمهور، يقول عنها: «حملت المعزوفة اسم "تأمل" وهي قريبة جداً لقلبي، لأنها أول مقطوعة متكاملة خاصة بي ولذلك لم أعزفها في أماكن كثيرة».

ويأمل "رامان" أن ترى باقي مقطوعاته النور، كما يطمح إلى دراسة الموسيقا التصويرية.

يعشق آلة الطنبور

قدم "أوسمان" عدة أمسيات موسيقية أهمها كانت في المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأوسط في "دمشق" عام 2003، إلى جانب أمسية في جامعة تشرين في "اللاذقية" عام 2005، وكانت له مشاركة في افتتاح موسم الصيف في دار الفنون بدمشق عام 2010، إلى جانب مشاركته بملتقى البزق الأول.

مازال "أوسمان" يعتبر نفسه هاوياً لهذا الفن ولم يصل درجة الاحتراف، يخبئ في جعبته الكثير من المقطوعات المغمورة، هو عاشق للموسيقا وصديق مخلص لآلته.