لطالما لقبت محافظة "الحسكة" بالمحافظة الزراعية لما تمتاز بها طبيعتها الجغرافية من سهول خصبة وينابيع متعددة وأيد عاملة احترفت مهنة الزراعة وبرعت بها وحين يدور الحديث عن هذه المهنة في "الحسكة" يلمع في الأذهان ذكر عائلة "أصفر ونجار" التي تصدرت قائمة أشهر المزارعين.

eHasakeh وللتعرف على هذه العائلة التقى مع السيد "قسطنطين يونان" أحد الوكلاء السابقين الذي تحدث بالقول: «عائلة "أصفر ونجار" هي مكونة من بيتين أصيلين لهذه الأرومة "آل أصفر" و"آل نجار" تجمعهما والدة مشتركة هي المرحومة "مريم رضوانلي" والدة السيد "مسعود هرموش أصفر" وبعد ترملها تزوجت المرحوم "سعيد نجار" وأنجبت منه "مجيد ولطيف وشكري ويعقوب والياس وسميرة" وكانت تقطن هذه العائلة في مدينة "ديار بكر" في "تركيا" وهاجرت بعد الظروف القاسية التي ألمت بها إلى مدينة "القامشلي" حوالي عام 1930 واستقرت في مدينة "القامشلي" ثم علمت بالزراعة وأصبحت العائلة الزراعية الأولى في المحافظة إن لم يكن في "سورية" فقد كانت تزرع "القمح والقطن والشعير والأرز" في مساحات زراعية قدّرت بستين كيلومترا مربعا موزعة بين "القامشلي" و"رأس العين" وهم أول من ادخل الوسائل الحديثة في الزراعة إلى المحافظة حيث استوردوا الجرار من ماركة "كيز case" والذي كان يعمل على "الكاز" في عام 1936 وفي العام 1938 أدخلوا "التراكتور" "كاتربيلر caterpillar" والحاصدة "الدرّاسة" من ماركة "john deer"».

وفي عام 1952 قرر أعضاء المؤسسة الزراعية تأسيس شركة تجارية للاستيراد والتصدير باسم "شركة أصفر ونجار إخوان" أناطت إدارتها إلى الأخ الأصغر "الياس نجار" وبدأت الشركة بعد تأسيسها بإقامة علاقات تجارية واسعة وعينت لها وكلاء في "ألمانيا وايطاليا وفرنسا وانكلترا والدانمارك "وخاصة في بورصة "الشعير" في "لندن" وخلال بضع سنوات تمكنت الشركة من تصدير ما يزيد على ثلاثمئة ألف طن من "الشعير" ومئة ألف طن من "القمح" إلى "أوروبا" واستوردت الكثير من الآلات الزراعية كما أسست الشركة فرعاً للنقل واستوردت لذلك أسطولاً من الشاحنات "قاطرة ومقطورة" بحمولة صافية 50 طنا وعددها 40 شاحنة وإدارتها كانت للأخ "لطفي نجار" كما ساهمت الشركة في دعم العديد من المؤسسات التعليمية والخدمية والثقافية كبناء المدارس وإنشاء شركة "كهرباء القامشلي" فضلاً عن دور العائلة الوطني والسياسي حيث شغل "الياس نجار" منصب عضو في "المجلس النيابي" عام 1947 وفي عام 1954

التطور والإبداع في الزراعة لم يقف عند مسألة الإنتاج الوفير والتطور المهني بل تعداه إلى تأسيس شركة "أصفر ونجار التضامنية" كما يقول السيد "الياس سعيد نجار" في كتابه "عائلة أصفر ونجار":«مع بدء توسع الأعمال الزراعية واستصلاح الأراضي بالآلة "الميكانيكية" وتطور العلاقات المالية والمصرفية وازدياد عد العمال العاملين مع المؤسسة قررت العائلة التحول إلى شركة نظامية باسم "أصفر ونجار إخوان" شركة تضامنية أعضاؤها: "مسعود أصفر" رئيساً لمجلس الإدارة و"عبد المجيد نجار" نائباً لرئيس مجلس الادارة و"الياس نجار" أميناً للسر والتحق عام 1954 "إدوار مسعود أصفر" كمراقب وعضو إضافة إلى الأعضاء "لطفي وشكري ويعقوب والياس نجار" مع حق التوقيع لجميع الأعضاء والمسؤولية المشتركة والمساواة في الحقوق والواجبات وكان المجلس يجتمع سنوياً سواء "بحلب" أو "القامشلي" يتدارس الأعضاء المواضيع المعروضة وتتخذ القرارات بالإجماع وبعد الحرب العالمية الثانية رأت المؤسسة ضرورة تأسيس فرع خاص لها في "حلب" لتسويق إنتاجها وتأمين احتياجات فرعي الزراعة في "القامشلي" و"رأس العين" وتسلم إدارة فرع حلب الأخ الكبير "مسعود أصفر" يعاونه أخوه "لطفي نجار" حيث ابتاعوا أرضاً في منطقة من "حلب" تدعي "بليرمون" ومساحة الأرض عشرون ألف متر مربع شيدوا عليها المباني التالية، مكاتب إدارية لإدارة الفرع، ميزان أرضي بطاقة خمسين طناً، مجمع كبير لتجفيف "الأرز" بواسطة الحرارة طاقته مائتا طن يومياً من "الأرز" غير المقشور استوردوه من "إيطاليا"- أول مصنع لقشر "الأرز" من نوعه في الوطن العربي استوردوه أيضاً من "إيطاليا" بطاقة يومية لتقشير وتبييض مئة طن من "الأرز الخام"- مستودعات من "الحجر" و"الاسمنت" تستوعب عشرين ألف طن من الحبوب».

ويضيف السيد "الياس نجار" في كتابه:«وفي عام 1952 قرر أعضاء المؤسسة الزراعية تأسيس شركة تجارية للاستيراد والتصدير باسم "شركة أصفر ونجار إخوان" أناطت إدارتها إلى الأخ الأصغر "الياس نجار" وبدأت الشركة بعد تأسيسها بإقامة علاقات تجارية واسعة وعينت لها وكلاء في "ألمانيا وايطاليا وفرنسا وانكلترا والدانمارك "وخاصة في بورصة "الشعير" في "لندن" وخلال بضع سنوات تمكنت الشركة من تصدير ما يزيد على ثلاثمئة ألف طن من "الشعير" ومئة ألف طن من "القمح" إلى "أوروبا" واستوردت الكثير من الآلات الزراعية كما أسست الشركة فرعاً للنقل واستوردت لذلك أسطولاً من الشاحنات "قاطرة ومقطورة" بحمولة صافية 50 طنا وعددها 40 شاحنة وإدارتها كانت للأخ "لطفي نجار" كما ساهمت الشركة في دعم العديد من المؤسسات التعليمية والخدمية والثقافية كبناء المدارس وإنشاء شركة "كهرباء القامشلي" فضلاً عن دور العائلة الوطني والسياسي حيث شغل "الياس نجار" منصب عضو في "المجلس النيابي" عام 1947 وفي عام 1954».

بقي أن نضيف أن أبناء هذه العائلة اليوم قد انتشروا في المهجر بعد وفاة معظم مؤسسي الشركة الأوائل كما عهدوا بما تبقى من أراضيهم بعد قانون تأميم الأراضي الزراعية إلى وكلاء يشرفون عليها وأجّروا بعضها الآخر ولم يبق سوى قلّة قليلة منهم في "سورية"».

المصادر: كتاب "عائلة أصفر ونجار" للمؤلف "الياس سعيد نجار".