«الأرض التي نحيا عليها تشكل الجزء الأكبر من حياتنا، بل هي حياتنا كلها ووجودنا، فمن خيراتها نأكل ومن مائها نرتوي، وعلى سطحها نسير، وفي أحضانها ننام، إلا أننا للأسف لم نقدر هذه النعمة التي وهبها الله لنا، مع إن الأرض هي حياتنا ووجودنا.

بتلك الكلمات الساحرة والمعبرة عن معنى الحياة، بتلك الأحرف الماسية والتراتيل الطفولية والبراءة والعفوية بدأت أديبتنا الصغيرة "وفا" حديثها، الذي لربما يدخلها في يومٍ ما عالم الشهرة من أوسع أبوابه».

في كل عام تكافئ منظمة الطلائع روادها بالسفر لدولة ما، وهذه السنة كانت وجهتنا لدولة "ليبيا" لقد اختير منا (14) طفلا؛ (7) شباب و(7) شابات، وسافرنا بتاريخ 1/7/2010، وهناك استقبلنا السفير "السوري" في "ليبيا" وقام بتكريمنا، كما التقينا منظمة "فتية" "الليبية" وأقمنا معهم نشاطات ومناظرات عدّة، إضافة لزيارتنا لمركز البحوث الطبية والتعرف على اقسامه وشرح آلية العمل فيه، وزرنا المطبعة التابعة لوزارة الإعلام ومنحونا كتاب الدستور "الليبي"، ما جعلني أحس بعمق محبتي وانتمائي لبلدي الحبيب سورية

موقع eHasakeh التقى بتاريخ 22/3/2011 الأديبة والكاتبة المستقبلية "وفا بهنان يونان" لتحدثنا عن تجربتها قائلا: «أنظر للعالم كله من عيني أمي، أمي التي أرى نوري خلالها وأسير على الأرض بهواها، أمي الحنونة التي أراها كل الناس وفي كل مكان بين أحضان الطبيعة، وفي أنفاسي لتسكن روحي.

في رواد طرطوس 2010 مع رائد الفضاء محمد فارس

لقد تقصدت ذكر أمي في البداية لأنها وراء كل خطوة ونجاح وصلت إليه، فلقد بدأت هواياتي مع قراءة أمي للقصص وحكاية الأطفال منذ صغري، وفي تلك المرحلة أدركت معنى التعبير عن مخيلتي بملكة الكتابة، كنت أود فعل شيء لوالدتي التي رعتني بكل حنان، علمتني معنى الحياة، لأترجم بعض أفكار مخيلتي منمنمات أسطّرها على دفتري، وأحياناً أكتبها على باب غرفة أمي معبرا عن حبي الكبير لها.

بدأت ملكة الكتابة لدي وأنا في المرحلة الابتدائية، عندما أصبحت الأفكار تتالى في مخيلتي وقتها اصبح بمقدوري ترجمة تلك الأفكار لكتابة الواقع، وكان أول موضوع كتبته وأنا في الصف "الثاني" في مجلة "الطليعي" بعنوان "أنا طليعية":

الرائدة والاديبة المستقبلية وفا يونان

أنا طليعية من "رأس العين"، قرأت مجلة "الطليعي" وأحببت أن اشارك فيها، فأنا سعيدة بانتسابي إلى منظمة الطلائع لأنها تعلمنا حب الوطن، وتعلمنا أن نحب بعضنا بعضاً، وتعطينا الفرصة لنعبر عن مواهبنا من خلال المشاركة في مسابقات الرواد ومجلة "الطليعي"».

وعن أهم مسيرتها الأدبية أكملت "وفا" قائلة: «مسيرتي بدأت عندما علمت من مدير مدرستي بوجود مسابقة على مستوى المنطقة في مجال التعبير الأدبي في الصف الرابع واصريت على المشاركة، وهذا الإصرار جعلني أحصل على المركز الأول، لأقوم بتمثيل مدينتي "رأس العين" على مستوى المحافظة لأنال أيضاً المركز الأول، بعدها توجهت لتمثيل فرع "الحسكة" لمنظمة الطلائع على مستوى القطر وهناك كانت المنافسة تتطلب بذل جهد أكبر وأقوى ومثابرة وبفضل الله وتشجيع والدتي وأساتذتي حصلت على المركز الأول ووسام الرائد الطليعي على مستوى القطر في التعبير الأدبي، لتكون هذه الخطوة بداية مشواري الأدبي ودفعة معنوية كبيرة للاستمرار في الكتابة، والمواظبة على قراءة القصص والكتب التي تناسب عمري وتنمية موهبتي أكثر فأكثر.

وسام الرائد الطليعي الذي نالته وفا

أما المشاركة التالية فكانت في الصف الخامس بمجال القصة القصيرة وشاركت بمجموعة قصصية أسميتها "قلم" وأيضاً حصلت على وسام الرائد الطليعي على مستوى القطر وبالمركز الأول فكم كانت فرحتي كبيرة حين استطعت أن أمثل مدينتي ومحافظتي خير تمثيل وعلى مستوى أعلى، وها هو طموحي يكبر ويكبر، ليبقى حلمي الأكبر أن أصبح رائدة على مستوى الوطن العربي».

وعن موهبتها وانجازاتها حدثتنا الآنسة "نجاح ملكي" والدة "وفا" قائلة: «أنا لا أعتبر نفسي والدتها فقط بل صديقتها أيضاً، لقد أعتدت عليها كثيراً حيث كانت تفاجئني بكتاباتها المعبرة عن حبها لي، التي من خلالها اكتشفت ملكتها واستطعت أن انميها بداخلها لتكبر وتصبح رائدة على مستوى القطر وتمنحني أجمل هدية في حياتي، وماعدا فوزها بالريادة في الصفين الرابع والخامس شاركت "وفا" بمهرجان "إيبلا" للطلائع ووسام الجمهورية من منظمة طلائع البعث، وبراءة الوسام الطليعي من منظمة الطلائع، كما شاركت في المهرجان القطري في محافظة "ادلب" وكانت عريفة الحفل على مستوى القطر وأيضاً شاركت في مسابقة الرواد للقصة في "طرطوس" عام (2010) شاركهم آنذاك رائد الفضاء السوري "محمد فارس" وحدثهم عن تجربته في الفضاء، بالإضافة إلى أنها رئيسة مجلس مدينة "رأس العين" للأطفال وهو مجلس نادر تأسس حديثاً في مدينتا، بالإضافة إلى إجراء لقاء معها عبر التلفزيون السوري عام (2009).

كما أنها الآن أنهت مجموعتها القصصية بعنوان "القلم" وهي جاهزة للطباعة والنشر وتتألف من (30) قصة كتبتها "وفا" ولن أدخل في تفاصيلها حتى يتم إتمامها وطبعها».

وعن سفرها لتمثيل وطنها سورية في الجماهيرية الليبية حدثتنا "وفا" قائلة: «في كل عام تكافئ منظمة الطلائع روادها بالسفر لدولة ما، وهذه السنة كانت وجهتنا لدولة "ليبيا" لقد اختير منا (14) طفلا؛ (7) شباب و(7) شابات، وسافرنا بتاريخ 1/7/2010، وهناك استقبلنا السفير "السوري" في "ليبيا" وقام بتكريمنا، كما التقينا منظمة "فتية" "الليبية" وأقمنا معهم نشاطات ومناظرات عدّة، إضافة لزيارتنا لمركز البحوث الطبية والتعرف على اقسامه وشرح آلية العمل فيه، وزرنا المطبعة التابعة لوزارة الإعلام ومنحونا كتاب الدستور "الليبي"، ما جعلني أحس بعمق محبتي وانتمائي لبلدي الحبيب سورية».

الأستاذ المرشد "عبد الرزاق حمزة" أحد أساتذة "وفا" حدثنا عنها قائلاً: «"وفا" من الطلاب المبدعين والأذكياء القلائل الذين مروا علي، ولطالما كانت تدهشني بكلماتها وجملها المنمقة التي تدل على موهبة كبيرة وإبداع زرعه الخالق تعالى في داخلها، لذلك كنت دوماً أشجعها على كتابة المزيد في أوقات الفراغ وقراءة القصص والأناشيد التي تناسب عمرها، واقترحت على والدتها المشاركة في مسابقة الرائد الطليعي ولم أكن مستغرباً حين فازت بالمركز الأول لأنها تملك خامة أدبية أتمنى من الله أن تستمر في تنميتها لأنها مكسب لنا جميعاً.

"وفا" التي تؤمن بتوضيب الوقت وتنصح كل الأطفال على القراءة والكتابة وحب العلم لم تشأ إلا أن تختم حديثها بكلمات كتبتها كنصيحة لرفاقها في مجلة "الطليعي" كالآتي: رفاقي الطليعين نودع عاماً جميلاً حافلاً بالجد والمرح والسعادة، طوى من تاريخ حياتنا صفحة رائعة، ازداد بالكفاح والنجاح مع منظمة الطلائع التي ترعانا لنكبر في أحضان هذه الأمة العظيمة والتي تتسع لإبداعاتنا من خلال معسكراتها ونواديها، وتعلمنا الجرأة في التعبير عن أفكارنا، وتبرز مواهبنا ومهاراتنا عبر مسابقات الرواد، لتجعل منا جيلاً يتحدى الصعاب، رفاقي الطليعيين كافحوا واعملوا وتعلّموا لتكونوا الجند الأوفياء للوطن».