مكانٌ واحد جمع عدداً من الفنانين التشكيليين من محافظة "الحسكة" تحت اسم "المعرض الجوال" اجتمعوا سوياً في صالة "الباسل" بالمركز الثقافي بـ"القامشلي" مساء يوم الأحد 3/4/2011م. ليأتي كلٌ منهم بعملٍ فني كان نتاج ريشته وما ترجمتها من أفكار ومواضيع كامنة في هواجسهم، لوحاتٌ زيتية وأخرى بقلم الفحم وقِطعٌ نحتية ثم الأسماء المتعددة التي شكّلت لوحةً فسيفسائية رائعة عكست عبرها البيئة الجزراوية من خلال استخدام الألوان الزاهية حيناً والرمادية حيناً آخر، أكثر من /50/ فناناً شاركوا في هذا المعرض الجماعي الذي يُعتبر خطوة إيجابية للمضي بالفن التشكيلي نحو التألق. موقع esyria كان متواجداً في صالة العرض وأجرى عدة لقاءات مع بعض الحضور والفنانين المُشاركين.

الآنسة "هيلين بطال" تقول: «شيء جميل أن نرى كل هذه الأسماء مجتمعة تحت سقف واحد؛ والشيء الأجمل هو تعدد المواضيع المطروحة من خلال الألوان، لكن هناك تفاوت في المستوى بين فنان وآخر».

شيء جميل أن نرى كل هذه الأسماء مجتمعة تحت سقف واحد؛ والشيء الأجمل هو تعدد المواضيع المطروحة من خلال الألوان، لكن هناك تفاوت في المستوى بين فنان وآخر

السيد "عبد الكريم محمد" من متابعي الحركة الفنية في المحافظة وحريصٌ دائماً على حضور هذه المعارض؛ يقول: «أعجبني كثيراً الانسجام بين المدارس الفنية المُشاركة؛ فكل فنان يبدو أن لديه توجه واضح نحو أسلوبٍ معين؛ لكن أغلب اللوحات تحاكي المدرسة الكلاسيكية من خلال الألوان الواقعية والبعد عن الغموض في المعنى؛ وبالرغم من هذا الاختلاف تبقى فكرة المعارض الجماعية أفضل من الفردية حتى يبصر المتلقي أساليب مختلفة في التعامل مع الريشة والألوان».

الفنان التشكيلي "عيسى حمد"

الفنان التشكيلي "عيسى الحمد" شارك بلوحةٍ فنية واحدة؛ يقول عن هذه المشاركة: «الفنان عندما يرسم لوحة ربما تستغرق أيام أو شهور أو حتى سنين حتى ترى النور ضمن معرض فردي أو جماعي؛ لذلك فإن اتحاد الفنانين التشكيليين ساعد فناني محافظة "الحسكة" على خوض هذه التجربة من خلال المعرض الجماعي الذي ضم أغلب الأسماء وأفسح المجال أمامهم للتعرف على خبرات بعضهم الآخر».

كما تحدث الفنان "سعد الدين جديد" عن مشاركته بالقول: «حاولتُ في هذا المعرض تقديم لوحة معبرة عن موضوعٍ يخصّ كافة الناس؛ وهي بعيدة عن الواقع كصورة بذاتها؛ لكنها تخبئ وراءها معاناة وشقاء الإنسان منذ لحظة الولادة وحتى نهاية العمر، ولوحتي هي عبارة عن شريط كاسيت مكرر تُمثل سنوات العمر وبجانبه طفلٌ صغير يحبو من أجل التسلق إلى آلة التسجيل وفي نهاية المطاف نرى بأنه أصبح رجلاً كبيراً في السن ولا يقوى على التقدم أكثر مما وصل إليه. وقد حاولت عبر هذه اللوحة التلاعب بالألوان تعبيراً عن تغير الزمن خلال سنوات عمر الإنسان».

الفنان التشكيلي "أمين عبدي"

بدورهِ تحدّث الفنان التشكيلي "أمين عبدي" عن مشاركته قائلاً: «شاركتُ بلوحتين واستخدمتُ فيهما الألوان الزيتية؛ حقيقةً هي بادرة طيبة من اتحاد الفنانين لسعيهم الدؤوب من أجل تنشيط الحركة الفنية في المحافظة ومحاولتهم لاكتشاف المواهب الحقيقية من خلال مثل هذه المعارض الجماعية؛ وهي فرصة للوقوف عند النشاط الفني لفناني المحافظة ككل، وبالنهاية كل فنان يُقدم رسالة محددة للمتلقي عبر الريشة والألوان وبالنسبة لهذا المعرض فإن موضوع المرأة هو طاغي على متن معظم اللوحات المُشاركة وهذا دليل على حضور الأنثى بشكلٍ قوي في مخيلة الفنانين».

لم تكن الريشة وحدها حاضرة في رواق المعرض؛ بل كان وجود القطع النحتية أمراً ضرورياً لتكتمل سيمفونية العزف الجماعي؛ النحات "محمد خليل إبراهيم" تحدث عن المعرض قائلاً: «شاركتُ بثلاثة قطع نحتية تُمثل جميعها صورة المرأة على اختلاف الزمان والمكان؛ وهي فرصة جيدة للتعرف على فنانين جدد والاستفادة من خبرات بعضنا البعض بالرغم من قلة النحاتين قياساً للرسامين؛ وهي خطوة طيبة من جانب اتحاد الفنانين لافتتاح هذا المعرض من أجل إشراك مواهب وأسماء جديدة».

الفنان التشكيلي "جورج ميرو" رئيس اتحاد فناني "الحسكة"

وخلال حديثه لـ esyria أشار الأستاذ "جورج ميرو" رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بـ"الحسكة" إلى أهمية مثل هذه المعارض الجماعية؛ بالقول: «هذا المعرض هو الأول منذ تأسيس اتحاد لفناني المحافظة وحاولنا إشراك جميع الأسماء ضمن هذا المعرض من خلال المشاركة بلوحةٍ فنية أو لوحتين شملت مناطق (رأس العين- عامودا- القامشلي- الدرباسية- تل تمر- المالكية بالإضافة إلى الحسكة) ومن خلال هذا التنوع المُتجانس استطعنا رسم لوحة فسيفساء رائعة عكست طبيعة الحياة الثقافية والاجتماعية في المجتمع الجزراوي الغني بالأفكار والمواضيع الخلاّقة التي عبّرت عنها ريشة هؤلاء الفنانين الذي وصل عددهم إلى أكثر من /50/ فناناً وسيتم عرض هذه الأعمال في سبعة مراكز ثقافية ضمن المحافظة». ويضيف "ميرو": «الهدف من هذا المعرض هو منح الثقة لبعض الفنانين الذين لم تسنح لهم الفرصة لعرض لوحاتهم في السابق أمام المتلقين؛ لذلك حاولنا قدر المُستطاع اختيار العمل الفني بالاستناد على قيمة اللوحة ومستواها بغض النظر عن أسم الفنان وبالنهاية فإن هذا المعرض الجماعي كان بمثابة فرصة حقيقية أمام الفنانين المُشاركين للتعرف على تجربة بعضهم البعض».