ضمن فعاليات مهرجان حمص السنوي /2008/أقيمت بتاريخ 16/10/2008 في قاعة "سامي الدروبي" في ثقافي "حمص" ندوة عن الدراما بعنوان: (الدراما السورية واقعها وآفاقها المستقبلية)، اشترك فيها كل من السادة: الفنان "عبد الفتاح مزين"، والكاتب المعروف "نور الدين الهاشمي"، والمخرج والممثل المسرحي "حسن عكلا". وأدار الندوة الأستاذ "مروان المرعي" مسؤول الإعلام في مجلس المدينة.

البداية كانت مع الفنان "عبد الفتاح مزين" الذي رأى أن صدق الدراما السورية ومصداقيتها هو من أهم أسباب نجاحها وانتشارها، واستعرض تطور هذه الدراما شيئاً فشيئاً منذ الستينيات من القرن الماضي ونهضتها الكبيرة منذ مضي (15) سنة وحتى اليوم وأرجع ذلك للفسحة التي أعطيت في مجال النقد البناء والحيز الواسع أمام الكاتب التلفزيوني، وأكد أنه يجب توفر عنصرين أساسيين لنجاح الدراما وهما تقيد الفائدة أولاً وتقديم المتعة ثانياً.

أهم قوة في الدراما السورية هو بحثها الدائم عن الجديد نصاً وإخراجاً تمثيلاً .

وأشار إلى أن الدراما السورية تتطور بشكل دائم وخطها البياني متصاعد، وأعمالنا الدرامية هادفة وفيها مصداقية، والهدف هو المشاهد ورفع الوعي الثقافي لديه.

المخرج المسرحي حسن عكلا

وختم حديثه بالقول: «من خلال اطلاعي وتتبعي للبعض منها فهناك قفزة نوعية كبيرة ستكون في الأعمال الدرامية السورية للموسم القادم، وهناك تحضيرات هامة جداً، ونتمنى تلافي الأخطاء التي ارتكبت في موسم /2008/ والمواسم الماضية.. درامتنا بخير، وبلدنا بخير..».

بدوره أكد الكاتب "نور الدين الهاشمي" أن: «أهم قوة في الدراما السورية هو بحثها الدائم عن الجديد نصاً وإخراجاً تمثيلاً .». وعزا أسباب نجاح الدراما السورية إلى: دخول رأس المال في هذه الصناعة من خلال الشركات الخاصة، عودة الأجيال الشابة من المخرجين والفنيين إلى سورية بعد دراستهم في الخارج والخبرة التي اكتسبوها، انتقال عدد من كتّاب القصة والرواية إلى الكتابة التلفزيونية، تدفق خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية إلى الوسط الدرامي، التنوع الثقافي والديموغرافي والطبيعي في سورية، أعطى تنوعاً وإبداعاً في الصورة البصرية، جو الحرية المتوفر في سورية، والدعم المادي الذي قدمته الدولة لشراء الكثير من الأعمال».

الفنان عبد الفتاح مزين

وأشار في حديثه إلى أن الخطورة الكامنة في بعض الأعمال التي قدمت للمتلقي، والتي قد توهمه أن ما جرى في الدراما هو ما حدث فعلاً، وأعطى مثال على ذلك مسلسل "باب الحارة" والمغالطات الكثيرة التي حدثت فيه، حيث لم يعطي المسلسل كما رأى صورة حقيقية عن "دمشق" في ثلاثينيات القرن الماضي وشوه صورة الحياة الاجتماعية فيها في العديد من الجوانب. وتساءل عن تغييب دراما الطفل عن الأعمال الدرامية السورية وخطورة هذا الأمر على المجتمع.

من جهته رأى المخرج "حسن عكلا" أن الدراما السورية في خطر يكاد يجعلها دون مستقبل ولك تؤكد وتكرس نفسها في التربة الوطنية.

ورأى أن بعض الأعمال عملت على تزييف التاريخ والواقع الاجتماعي لدمشق. ورأى أن الدراما السورية تابعة وليست قائدة وهي تنتج حسب متطلبات السوق وتحوّل الفن إلى سلعة وتشتغل على عناصر الدهشة والاحتيال البصري على المشاهد لتمرر موضوعاتها. وقال: «هناك شيء ملتبس وهذا الالتباس قصدي وليس عن عدم وعي وإدراك، والسبب إدخال الدراما في نفق السلعة الإنتاجية التي تنافس في السوق..»

وتمنى في ختام مداخلته إعادة النظر بما نشاهده كجمهور وأن نشاهده من منظور نقدي أي بتأمل وتفكير وعقلنة وأن نلجأ للحوار والنقاش مع الآخرين حول مايعرض.