تأتي صناعة الشمع في مقدمة الحرف اليدوية التي ما زالت محافظة على مستواها اليدوي الفني المميز، بالرغم من دخول الآلات الحديثة إلى هذه الحرفة أيضاً. وللتعرف على تفاصيل صناعة الشمع، موقع eHoms زار أحد مشاغل صناعة الشمع في مدينة "حمص" بتاريخ 2/12/2008 والتقى بالسيد "كمال قاعي" صاحب المشغل، الذي يحترف هذه المهنة منذ فترة طويلة والذي وصف لنا صناعة الشمع بقوله:

«صناعة الشمع أكثر من مجرّد صناعة، إنها حرفة وفنٌّ ذوّاق». في البداية حدّثنا السيد "قاعي" عن أنواع الشمع ومصادره فقال: «هناك نوعان أساسيان للشمع: النوع الأول هو "شمع البارفين" الذي يستخرج أثناء عملية تكرير البترول، ويكون أبيض اللون، وتوضع معه صبغات لتلون الشمع، مثل الصبغة الفرنسية وهي أفضل الأنواع وتسمّى "صبغة الديك"، وعملية الصباغ هذه لها نسب محددة. وهناك "شمع النحل" وهذا كان يستخدم قديماً في الكنائس القديمة بسبب رائحته العطرة. كما يستخدمه أيضاً أطباء الأسنان في صنع الجسور والقوالب، إذ يكون فيها رقائق شمعية يستطيع الطبيب أن يتعامل فيها بطريقة أفضل بسبب طراوته.

صناعة الشمع أكثر من مجرّد صناعة، إنها حرفة وفنٌّ ذوّاق

وهناك مادة تدعى "الإسيستريك" تُضاف إلى "شمع البارفين" من أجل زيادة صلابته بنسبة (10%) وبالنسبة لمصادر الشمع فهناك "الشمع المصري" و"الشمع الإيراني" و"الشمع التركي" الذي يستخدم لصناعة "الكراميلا" أكثر من صناعة الشمع، وهناك "الشمع الألماني" وهو أفضل الأنواع، وذلك بسبب درجة نقاوته العالية، إذ لا نلاحظ فيه شوائب كثيرة مثل الأنواع الأخرى، وهذا يسهّل علينا العمل لتنقية الألواح الشمعية قبل التصنيع».

وعن طريقة تذويب الشمع وآلات تصنيعه أضاف السيد "كمال" فقال: «هناك طريقتان أساسيتان لتذويب الشمع: الطريقة المباشرة وفيها يتعامل الوعاء الشمعي مع الحرارة مباشرةً. وهناك الطريقة الغير مباشرة، حيث نضع وعاء داخل وعاء آخر من الماء المغلي، فيقوم الماء بتذويب الشمع. والطريقة المباشرة هي طريقة تذويب فقط، وقد تحتاج أيضاً إلى الغلي من أجل تصفية الشوائب. أما الآلات التي تستعمل في التصنيع فهناك الطريقة اليدوية التي يدخل فيها ألواح من الألمنيوم، نقوم بإغلاقها بعد إدخال الخيط القطني بانتصاف، فلوجود الخيط دور مهم في العملية، وهناك نسب معينة لحجم الخيط تتناسب مع قطر الشمعة.

وبعد إدخال الخيط في الألواح يجري تغطيس القالب في الشمع الذائب، كما توجد الآلات الكهربائية الحديثة لتصنيع الشمع، وهناك أيضاً آلات الحقن، التي تساعد بشكل كبير على إخراج الشمعة بالشكل المطلوب. ونحن في مشغلنا لا نستعمل الآلات الحديثة، وإنما نقوم بتصنيع الشمع بطريقة حرفية فنية، من خلال الحفر والقش والتلوين والتزيين».

وعن مميزات صناعة الشمع وصعوبات العمل فيها، يختم السيد "كمال" حديثه بالقول: «صناعة الشمع أكثر من مجرّد صناعة، فالشمع عندما يخرج من القالب لا يكون قد انتهى، فهو يحتاج إلى عمليات يدوية وفنية كثيرة كالحفر عليه، وتفريغه من الداخل، وتزيينه وإدخال صور شخصية على الشمعة. وهنا تتعدد الأنواع والأشكال للشمع التي تعود إلى مهارة الحرفي الذي يقوم بالصناعة. وصعوبة العمل تكون في البداية فقط، من خلال عملية التعلّم فصناعة الشمع هي عملية فنية بحتة، لذلك هناك بعض الأشخاص الذين يجدون صعوبةً في هذه الصناعة، وذلك بسبب قلة الخبرة الفنية لديهم».