تقع منطقة "وادي النضارة" على طريق "حمص"- "طرطوس" غربي مدينة "حمص" بنحو 50كم، وتتميز هذه المنطقة بجمالها وسحرطبيعتها حيث تكسو جبالها ووديانها الكثير من القرى الجميلة مثل "مرمريتا" و"حب نمرة" و"الناصرة" و"المشتاية" و"الزويتينة".

وتتمتع منطقة "الوادي" بمناخ معتدل صيفا وبارد شتاء وتنتشرعلى تلالها مجموعة من الفنادق والمطاعم لذلك يتوافد عليها السياح صيفا للابتعاد عن الحر والتمتع بجوها المعتدل.

المستوى الخدمي في منطقة الوادي جيد حيث تتوافر كافة الخدمات من مياه وكهرباء وهاتف وطرق ومراكز طبية

وللتعرف على الأهمية السياحية لمنطقة "وادي النضارة" موقع eHoms التقى المهندس "حبيب عباس" مدير سياحة "حمص" الذي بين أن: «منطقة "وادي النضارة" تعد المنطقة الرئيسية لسياحة الاصطياف والاستجمام في المحافظة وهي الثانية من حيث عدد السياح الوافدين بعد منطقة "تدمر" حيث يرتادها السياح من جميع أنحاء العالم لما تتمتع به من مقومات سياحية هامة حيث تحتضن المنطقة مجموعة من الأماكن الأثرية والدينية كقلعة "الحصن" التي تعد من أشهر قلاع القرون الوسطى حيث يؤمها الزوار يوميا من مختلف بلدان العالم كما يطل على القلعة من جهة الشمال دير "مارجيرجيوس" الحميراء بمنطقة تحيط بها الغابات الحراجية بالقرب من بلدة "المشتاية" والذي يعد رمزا من رموز السياحة الدينية في سورية ويجاور الدير نبع "الفوار" الذي تنتشر بجانبه المطاعم والمنتزهات وتجاوره الجبال الخضراء ويؤمه الزوار والسياح السوريون والعرب والأجانب للتمتع بجمال الطبيعة وانتظار فوران مياهه إضافة لمنطقة "ضهر القصير" ذات المناظر الطبيعية الخلابة».

المهندس حبيب عباس

وأضاف "عباس" أنه «إلى جانب هذه المقومات الأثرية والدينية تنتشر في المنطقة مجموعة من المطاعم والفنادق ذات المستوى الرفيع كما يقام في المنطقة مجموعة من المهرجانات الفنية والثقافية كمهرجان "القلعة والوادي" وكرنفال "مرمريتا"».

وعن الواقع الخدمي للمنطقة بين مدير سياحة "حمص" أن «المستوى الخدمي في منطقة الوادي جيد حيث تتوافر كافة الخدمات من مياه وكهرباء وهاتف وطرق ومراكز طبية».

قلعة الحصن

وعن التطورات التي شهدتها المنطقة يقول"عباس": «شهدت "وادي النضارة" خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا من حيث إقبال السياح وإقامة المشاريع السياحية في المنطقة بتشجيع من وزارة السياحة ومحافظة "حمص" مشيرا إلى أن عدد منشآت المبيت المستثمرة في منطقة "الوادي" والحاصلة على تأهيل وتصنيف سياحي من مختلف التصنيفات وصل إلى 16 منشأة بـ422غرفة و960سريرا كما أن عدد منشآت الإطعام المستثمرة في الوادي يصل إلى 23 مطعما مشيرا إلى أن المنشآت السياحية توفر 318 فرصة عمل».

ولفت مدير السياحة إلى أن: «منطقة "الوادي" ونظرا للإقبال من قبل السياح في فصل الصيف تشهد اختناقا كبيرا في تأمين الغرف للسياح مشيرا إلى أنه من المتوقع دخول عدد لا بأس به من الغرف الفندقية خلال العامين القادمين».

زياد عثمان رئيس مجلس مدينة "الحواش"

وعن الخطط والمشاريع التي يتم إعدادها للمنطقة ذكر "عباس" أن: «محافظة "حمص" وضمن دراسات "حلم حمص" وضعت مخططا لمنطقة القلعة والوادي تحت عنوان "حلم القلعة والوادي" يسعى إلى الحفاظ على التراث التاريخي لمنطقة القلعة وان تكون المنطقة مركزا للاستجمام والسياحة الطبيعية والتاريخية والدينية ومنطقة زراعية تنمي قدراتها بطريقة علمية».

وأضاف: «أنه نتيجة اهتمام وزارة السياحة بالمنطقة يتم العمل حاليا على إحداث مركز للشرطة السياحية في مدينة "الحصن" ومكتب استعلامات سياحي في قلعة "الحصن" لتقديم الخدمات السياحية اللازمة للسائحين في المنطقة».

وأشار "مدير السياحة" إلى أن «المديرية أعدت استبيانا لقلعة الحصن والمنطقة المحيطة بها لأخذ آراء السياح الأجانب الزائرين للمنطقة بهدف التعرف على آرائهم لتطوير الخدمات المقدمة».

وعن أهمية المهرجانات المقامة في المنطقة أشار "عباس" إلى أن: «المهرجانات المقامة في المنطقة تلعب دورا كبيرا في عملية التسويق والترويج السياحي وجذب السياح ورؤس الأموال للاستثمار مبينا أهمية مهرجان "القلعة والوادي" الذي أصبح مهرجانا دوليا يستقطب عددا كبيرا من السياح عبر فعالياته الإعلامية والسياحية وغيرها من الأنشطة المتنوعة التي تقام في معظم قرى منطقة الوادي ويضاف إليه كرنفال "مرمريتا" السنوي».

من جهتها قالت "نعيمة محرطم" مديرة قلعة الحصن أنه: «ومع خلال الموسم السياحي الحالي فإن القلعة تشهد إقبالا سياحيا متميزا فقد زارها منذ بداية العام الحالي وحتى النصف الأول منه 116887 زائرا وزائرة منهم 60 ألفا و946 من الأجانب والعرب و9941 طالباً من جنسيات مختلفة و46 ألفاً من البعثات العلمية المختلفة وبلغت الإيرادات خلال الفترة المذكورة 9 ملايين و570 ألف ليرة».

وأوضحت "محرطم" أن: «عدد زوار القلعة خلال نفس الفترة من العام الماضي كان أقل حيث بلغ 86 ألفاً و896 زائراً وزائرة من الأجانب والعرب والطلاب والبعثات الأجنبية والعلمية وبلغت الإيرادات 6 ملايين و324 ألف ليرة مبينة أن سبب زيادة عدد الزوار هذا العام إقبال المجموعات السياحية الأجنبية ما يبشر بموسم سياحي نشط ».

من جهته ذكر" زياد عثمان" رئيس مجلس مدينة "الحواش" إحدى بلدات المنطقة أن: «منطقة "وادي النضارة" يصل عدد سكانها إلى 50 ألفا تقريبا وتتميز بكثرة عدد المثقفين والمغتربين فيها حيث تضم عددا من المنشآت التعليمية كجامعة "الوادي الدولية الخاصة" وجامعة "الحواش الخاصة" وثانوية "المزينة الخاصة" وتحوي عددا من شركات الأدوية وأراض زراعية إضافة إلى توافر مجموعة من المنشآت الخدمية كمشفى "الحصن البطريركي" وفروع لبنك "بيمو" وبنك "عودة" و"المصرف التجاري السوري"».

من جهته أشار "إلياس خوري" رئيس مجلس بلدة "الناصرة" إحدى بلدات الوادي إلى «ارتفاع نسبة المتعلمين والمغتربين في المنطقة مبينا دور المغتربين في التنمية الاجتماعية وتطوير المنطقة من خلال تقديم بعض الخدمات الضرورية كبناء المراكز الصحية والمدارس وتقديم السيارات الخدمية للبلديات كما يساهم بعض المغتربين حاليا ببناء مجمع إنساني /مأوى للعجزة/ في المنطقة».

ولفت "خوري" إلى «دور المنشآت السياحية في تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة إضافة إلى مساهمتها في استقبال المغتربين والسياح في فصل الصيف».