شاعر تقدمي رومانسي النزعة، وصاحب مدرسة التجديد في الشعر العربي المعاصر، وظَّف قصائده في خدمة قضايا الوطن والإنسان ومحاربة الاستعمار والدفاع عن الفقراء والكادحين، ألفاظه منتقاة، لقـِّب بشاعر "حمص".

من مواليد مدينة "حمص" عام (1911) وتلقى دراسته الابتدائية في المدرسة الأرثوذكسية في "حمص"، وأكمل الصف الحادي عشر، ولم يتمكن من متابعة دراسته الثانوية والتحق بالعمل في دائرة المساحة في عام (1929)، وانكبَّ على المطالعة بنَهَم فكوَّن نفسه بنفسه، وتلقى بعض الدروس في اللغة العربية على يد العلاّمة اللغوي "يوسف شاهين" والأستاذ "جرجس كنعان"، وفي السادسة عشرة من عمره نظمَ قصائده في الوطنية والغزل.

سافر فترة إلى مصر واطَّلع على الحركة الأدبية فيها، واتصل بالأدباء والشعراء ونشر بواكير أشعاره في الصحف والمجلات المصرية.

عاد إلى "حمص" وتوطدت صداقته مع "نصوح فاخوري" (1924–2002) و"عبد السلام عيون السود" (1922–1954) حيث ألَّفوا حلقة أدبية لمناقشة قضايا الأدب والشعر والفن.

وفي عام 1954 أصدر كراساً مع صديقه "نصوح فاخوري" (1924–2002) بعنوان: موعد وعهد ضمَّنه ثلاث قصائد هي لنا النصر بمناسبة الاحتفال بيوم الطفل، وقصيدة موعد وعهد تحية لمؤتمر بوخارست عام (1953)، والقصيدة الثالثة مع السلم.

وفي عام (1957) بدأ المرض يتغلغل في جسده، ولكنه أهمل نفسه وتأخر في العلاج فاستفحل المرض وقرر الأطباء استحالة الشفاء منه، وأصبح في نهاية عام (1967) مشلولاً طريح الفراش حتى وافته المنية في (12/12/1972)، بعد عدة سنوات قضى عليه المرض العضال، وأقام له فرع اتحاد الكتاب العرب "بحمص" حفلاً تأبينياً شاركَ فيه كلٌ من الأدباء والشعراء "نزار قباني، ومراد السباعي، وعبد المعين الملوحي، وحامد حسن، وعبد الرحيم الحصني، وعفيف قرنفلي".

وكانت الحكومة السورية منحته في (5) آب (1969) وسام الاستحقاق السوري تقديراً لدوره الريادي في حركة الشعر العربي المعاصر، ومناداته بالعدالة الإنسانية والاجتماعية والحرية للشعوب المقهورة، كما أصدرت وزارة الثقافة في نفس العام ديوانه "وراء السراب" الذي كتبت مقدمته الأديبة الدكتورة "نجاح العطَّار"، كما كتب صديقه الأديب "ممدوح السكاف" رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب "بحمص" عن الديوان قائلاً: "إنَّ وصفي قرنفلي يملك موهبة ممتازة في التعبير عن خلجات النفس الإنسانية والعواطف المتلهفة والأحاسيس الطاغية، لذا فالكلمة عنده شحنة من الشعور المتدفق والصدى الرمزي المسموع في اللفظة والصورة، والصورة في شعره وليدة الكلمة وضلعٌ من حروفها، فهي أحياناً مثقلة بالضباب مضمَّخة بالغموض، وأحياناً أخرى صافية كالصباح الجميل.

من أشهر مؤلفاته: "موعد وعهد شعر، بالاشتراك مع "نصوح فاخوري"، "حمص" (1954)، وديوان وراء السراب منشورات وزارة الثقافة، "دمشق" (1969)"