يعد الزي الشعبي جزءاً من التراث وعنواناً له؛ لارتباطه على نحو وثيق بالعادات والتقاليد على مرّ الزمن، لذا، كان الزي هو الإطار الأكثر جاذبية في عملية التمايز بين المجتمعات، ويمثل صورة عن المجتمع والحياة في هذه المنطقة أو تلك، ويشكل مرجعاً وطنياً لأهل البلد.

وبالتالي وإن تحولت هذه الأزياء التراثية بفعل تتابع الزمن وتطور أدواته إلى مجرّد حكاية تتناقلها الأجيال. لا بد لنا من فسحة جميلة نلتجئ إليها لنتذكر أيام الأجداد بكل تفاصيلها، فنشعر بحلاوة الأيام الماضية وطيبة "أهل زمان".

هناك "الدامر" الذي يلبس فوق الصاية العربية" وهو يشبه الصدرية ويكون على عدة ألوان بما يتلاءم مع الصاية ويكون مطرّزاً من أسفله بأشكال مختلفة، وبخيوط الحرير، ويطرّز الطوق الذي في أعلى الرقبة والأكمام أيضاً ويأتي "الدامر" على نوعين: إما دامر بأكمام أو دون أكمام. وهناك "الدرّاعة" وهي عبارة عن رداء طويل ذي قماش سميك يدعى "الدُبك"، مبطّن بقماش سميك أيضاً، ويلبس اتقاءً للبرد

تلك هي حكايات التراث، وإن كان من حديثٍ لا بد أن نستذكره فلا بد أن نقوم بجولة بين الأزياء التراثية التي اشتهرت بها مدينة "حمص"، والتي كونت لنفسها تراثاً مميزاً عن المدن الأخرى.

العباءة

الخياط "عبد الحفيظ الأشقر" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24/11/2008 عن أهم مكونات ملابس الرجل الحمصي القديم بالقول: «الأزياء الحمصية كثيرة ومتنوعة فهناك "القمباز" العربي الحمصي والذي يلبس على "السروال" الأبيض و"الصدرية" البيضاء أو "الصدرية" المقلّمة، وهي من الحرير النباتي. ويُخلع أثناء العمل أو يوضع عند الخصر "كمر" أو حزام فيرفع القمباز. ويكون من الجوخ الأصلي الذي هو على عدة أنواع كالإنكليزي والصيني والهندي، وأفضل الأنواع الأجواخ الإنكليزية، وهي من الأجواخ الغالية الثمن.

ويوضع مع القمباز البطانة التي يجب أن تكون من الحرير. والقمباز بدأ بالتراجع في الفترة الحالية، فلا يلبسه إلا الرجال الكبار في السن والمشايخ. كما يختلف القمباز الحمصي عن القمباز الحلبي، الذي يدعى "الركوب"، وهو يختلف من حيث تصميمه وتفصيله، كما يختلف عن القمباز الدمشقي. ونستعمل في القمباز خيوط الحرير"الخرج" التي نستخدمها في تطريز القمباز عند منطقة الصدر وهناك أشكال مختلفة للتطريز».

القمباز

ويضيف بالقول: «هناك "العباءة" التي ما زالت تستخدم حتى الآن، وهي على أنواع وألوان، وأهمها الأسود والأبيض والرمادي والكحلي وهناك العباءة المقصّبة وهناك الحريرية أيضاً، وهذا من حيث الخيط الذي تطرّز به وليس الخيط الذي تحاك منه وتصنع يدوياً أو من خلال الآلات الحديثة، ولكن تبقى العباءة اليدوية صاحبة الكفة الراجحة عند الاختيار. وتلبس فوق القمباز.

وهناك "الصاية" العربية وهي مثل "الجلابية" ولكنها تكون من الحرير النباتي ويلبس عليها الشال، فيرمى على الكتف بشكلٍ عريض، ويكون الشال من "البروكار" كما يوجد أيضاً "المشلح" الذي يوضع فوق "الصاية" بنفس الشكل وبالنسبة للصاية هناك أشكال وألوان وهذه أيضاً لم تعد مطلوبة بكثرة في أسواقنا».

الصاية

ويتابع السيد "عبد الحفيظ" حديثه بالقول: «هناك "الدامر" الذي يلبس فوق الصاية العربية" وهو يشبه الصدرية ويكون على عدة ألوان بما يتلاءم مع الصاية ويكون مطرّزاً من أسفله بأشكال مختلفة، وبخيوط الحرير، ويطرّز الطوق الذي في أعلى الرقبة والأكمام أيضاً ويأتي "الدامر" على نوعين: إما دامر بأكمام أو دون أكمام. وهناك "الدرّاعة" وهي عبارة عن رداء طويل ذي قماش سميك يدعى "الدُبك"، مبطّن بقماش سميك أيضاً، ويلبس اتقاءً للبرد».

وعن التطريزات المستخدمة يضيف: «أما بالنسبة للتطريز فإننا نستخدم الخيوط المصنوعة من الحرير النباتي، وتدعى "البريم" أو "البند"، فنقوم بتخطيط العلام الأساسي على القماش، ثم نقوم بتطريزه وفق الأشكال التي نود وضعها. وهنا تكمن العملية الجمالية للتطريز، من حيث الرسم الذي نقوم بتطريزه، ومن حيث صعوبته وجماله ومهارة الخياط الذي يقوم به، وهذه العملية كلها تقوم بشكل يدوي بحت، ومن دون استخدام لأية آلة غير يدوية».

ويذكر الباحث "مصطفى الصوفي" في كتابه " التراث الشعبي الحمصي" أن «اللباس الشائع قديماً في "حمص" وما زال معمولاً به حتى وقتنا الحاضر، تعود جذوره في تاريخنا وثقافتنا إلى ما قبل الإسلام، وقد ذكر منه الكثير في الكتب التراثية كما في الأغاني للأصفهاني: العمامة والجبة والإزار والملحفة والقميص (الجلابية) والملاءة والسروال الرجالي والنسائي والدراعة والزنار والخمار والبرقع والمرط والقباء: وهو القنباز. واللباس الشعبي الشائع قديماً عند الرجال هو ما يسمى القنباز وفوقه ما يسمى السترة أو الدراعة أو الجاكيت بالإضافة إلى الشروال وفوقه حزام قماشي (شملة) أو جلدي (قشاط عريض) وقمصان تقليدية دون قبة أو ياقة وفوقها العباءة والفروة».