يضحك أبو محمود أثناء حديثه عن أخوته الذين لا يعرفهم, والبالغ عددهم / 158 / أخ وأخت, لم ينتظر أبداً ليتعرف عليهم, مع أن بعضاً من الدم الذي يجري في عروقهم, منه ..!!!

(علي محمود) سليمان البالغ من العمر ( 47 سنة) من أهالي وادي العيون, وسكان ضاحية الوليد بحمص, صاحب الرقم القياسي السوري بعدد مرات التبرع بالدم في سورية, والتي بلغت لغاية 22 / 2 / 2008 فقط ( 158 مرة) توزعت على محافظات " حمص, اللاذقية, درعا, السويداء, ودمشق" ودوماً من باب التطوع.

علي روى لموقع eHoms حكايته مع التبرع للمرة الأولى التي كانت بتاريخ 30/5/1979 حيث قال:" حين تقدمت للوظيفة طلب مني وثيقة تبرع بالدم كواحدة من الأوراق الثبوتية الخاصة للتوظيف, وهناك لاحظت خوف البعض ممن يودون الحصول على مثل هذه الوثيقة, مما ولّد لدي التحدي معهم ومع ذاتي, ليبدأ المشوار الذي لن ينتهي ما دمت حياً".

أثناء الاحتفال المركزي باليوم العالمي للتبرع بالدم (يصادف في الرابع عشر من حزيران من كل عام) وتنظمه إدارة نقل الدم بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري, تم تكريم علي سليمان بشهادة تثبت أنه صاحب المركز الأول بعدد مرات التبرع كما قدمت له مجموعة من الشركات الدوائية بطاقة سفر لشرم الشيخ مدفوعة الأجر(تذاكر الطائرة مع الإقامة), هذه الرحلة التي ينتظر"علي " أن تتحسن أحواله المادية ليستطيع القيام بها كون البطاقة هذه اسمية ولا يمكنه بيعها أو نقلها لأحد غيره. وعلي متزوج ولديه ثلاثة أبناء أحدهم ذكر, موظف في الشركة العامة للطرق والجسور, والتي سبق أن قامت بتكريمه بسبب إنجازه الغير مسبوق في التبرع بالدم, كما كرمه اتحاد نقابات العمال, ومحافظ حمص المهندس محمد إياد غزال.

علي يخبر موقع eHoms بأنه وفي ليلة رأس السنة من كل عام يقوم بالتبرع بدمه لحظة انتصاف الليل, كي يحافظ على لقب المتبرع رقم واحد في كل عام, ورغم أنه قام فيما مضى من السنوات بالتبرع لثماني مرات خلال العام الواحد, إلاّ أنه ومنذ العام 2002 قد منعه الأطباء من التبرع أكثر من مرة كل ثلاثة أشهر, والسبب تعرضه لحادث سير وإصابته بـ/ 19/ كسر مختلف في جميع أنحاء جسده.

وعن غايته من عمليات التبرع هذه يقول علي:" في جميع مرات التبرع لم أكن أتطلع سوى لزيادة عدد أخوتي في رابطة الدم".

ورغم أنه يصنف بين العشرين الأوائل على مستوى العالم, إلاّ أن علي يطمح لتحطيم الرقم القياسي العالمي بعدد مرات التبرع".