"فريوز دياب" اسم فريد لسيدة مبدعة ولكل امرءٍ من اسمه نصيب، وهذا فعلاً ما حدث مع السيدة "فريوز" فاللاسم قصة وللموهبة قصص.

ونبدؤها من الاسم، فاسم "فرموز" اسم "أعجمي" مشهور يطلق على الإناث وكان هو المختار من الأسماء والذي كانت ستحظى لولا أنه كان لابنة صديق والدها والتي كانت قد سبقتها إلى الحياة، وفي مساء أحد الأيام من /1960/ حظي السيد "فائق دياب" بطفلة جديدة، وإصراره على الاسم ومحبته له جعلته يبدل الحروف ويخترع اسماً آخر فتكون ابنته "فريوز".

أحب أن أعرض أعمالي في كل مكان وأتمنى لو نشارك في مسابقات "عالمية" و"عربية" حتى نري أعمالنا للملأ، من مواهب لا تحصى في هذا القطر وهذه المدينة بالتحديد "حمص"

موقع eHoms زار السيدة "فريوز" في منزلها الواقع في "بستان الديوان" وذلك في (7/10/2008) هذا المنزل الذي تحول إلى معرض داخلي لمنتجات يدوية رائعة.

مائدة طعام كاملة من السيراميك

"النفايات والبقايا مصدراً أساسياً لإبداع شخصي ومنفرد".

وعن موهبتها تقول: «موهبتي بدأت من عمر الست سنوات وأول ما صنعته كان جهازاً كاملاً للعبتي (ملابس العروس)، وطرزت بعدها يدوياً "الشرشف" الذي كنت أضعه على فراشي، دون أن يعلمني أحد وإنما كنت أراقب من حولي وأصنع مما حولي أشياء وأشياء، وأهم ما استخدمته البقايا أو ما يسمى النفايات ومنها صنعت بحراً صغيراً (من صغار السمك التي تموت في "البحرة العربية" الموجودة في فناء بيتنا، كان ذلك بعمر السبع سنوات أي الأول الابتدائي، وبمدرسة "خولة بنت الأزور" أكملت دراستي الابتدائية وفي الصف الخامس، كنت أرسم أغلب لوحات (العلوم والجغرافيا) ومجلات الحائط المدرسية، واستمر ذلك طوال مرحلة دراستي حتى الثانوية».

السيدة "فريوز" مع حائط التزيين الذي صنعته بنفسها

"خيّاطة العيلة" الفتاة الثانية في عائلة تتألف من (والد، والدة، وثماني إخوة وأخوات)، وعن ذلك أضافت: «عندما أصبحت في الصف السابع والثامن، تعلمنا مبادئ الخياطة فأصبحت أغلب ملابس إخوتي من خياطتي وهي بكامل الجودة والإتقان، واستمر ذلك حتى دخلت "الصف الخاص" وأصبحت معلمة، ولحسن حظي استلمت الصف الأول مدة خمسة عشر عاماً حتى تفريغي للأشغال اليدوية من قبل فرع الطلائع، إلا أن تعاملي مع الأطفال أشبهه بتعاملي مع السيراميك، عجينة طيبة تصنع أشياء جميلة لا حصر لها، فالطفل برعم صغير لم يتعلم من شرور الدنيا شيئاً ويستطيع المرء أن ينشئه بأحسن خلق وعلم وعلى مبادئ صحيحة كالقطعة الفنية التي تكون أساساتها وألوانها ممتازة».

"لا ترمي شيئاً مما تملكه فهو مفيد"

حائط التزيين والذي يمثل مشاهد حية من مدينة حمص

وعن موادها الأوليّة تابعت قائلة: «أصنع الكثير من اللوحات المجسمة و"التماثيل" من السيراميك والنفايات (بقايا الأشياء) مثل الأغطية البلاستيكية والقصديرية، الأقمشة القديمة، الأوعية التي كانت تحتوي بعض الأطعمة، إسفنج ....، وذلك بعد تنظيفها وأحتفظ بها في مستودع خاص بي في سقيفة المنزل التي خصصتها لذلك، أما أعمالي فأحاول جعلها دائماً متميزة وأذكر لوحة صنعتها كانت من "المخمل الأسود" وكلها ورود من السيراميك اشتراها أحد الأصدقاء بحوالي (150) ل.س عندما كان الراتب (350) ل.س، وغيرها الكثير التي شاركت بها في المعارض، ومن بعض ما صنعت أنا محتفظة به حتى الآن "صالون" مصغر للعرض كان من علب "الكبريت" وعظام "السختورة" التي غليتها ونظفتها ومازال إلى الآن في بيت العائلة لأنه مبتكر وذو شكل جميل ، هذا بالإضافة إلى أن كل ما هو في منزلي من صنعي اللوحات والجدران المزخرفة وحتى "قناطر الجبصين" ودهان الحائط، فأنا أعمل كل شيء بيدي ولا أعتمد القوالب وإنما أصنعه كما أتخيل وأريد ومن كل الألوان والمواد (سيراميك، ايفا، ستربور، مائية) وحتى أنني مرة لونت بالقهوة، وتجربتي الجديدة هي في تركيب العديد من الكريمات للأيدي والشعر من زيوت طبيعية وأعشاب».

هذه بعض من أعمالها فما هي المهرجانات التي شاركت بها وعن ذلك تقول: «كنت أعمل دائماً لصالح المدرسة لتمثل في فرع "الطلائع" بكل المهرجانات مدة (13) عاماً ولم يكن اسمي معروفا آنذاك، لأن العمل على هذا الأساس باسم المدرسة ككل ولا تذكر أسماء فردية بفرعي "الفنون والتقنية"، تفرغت بعدها للمهرجانات التي أقيمت في كل المحافظات ونلت على أغلبها شهادت تقدير، أعتبر الأعز على قلبي منها بطاقة شكر من "غازي الخالدي" رئيس مكتب "الفنون والتقنية" في القطر "العربي السوري" لإبداع الفكرة الجديدة في تجسيم الأشياء عام /1995/ ومن ثمّ معرض "الرقة" وعرضت فيه (مزرعة بقر) بكل ما فيها (كالأبقار وسيدة تحلبها، الدلاء من القصدير (علب النيدو)، بالإضافة لبائع الفول، المزرعة، بائع المازوت) ومشاركتي في تنظيم قسم الطيران الشراعي».

السيدة "فريوز" تعشق عملها، متزوجة وأم لثلاثة أولاد، ومدرّسة سابقة في مدرسة "راغب الجمالي" ورئيسة وحدة نسائية "باب الدريب" لها مشاركات دائمة بمعارض "الاتحاد النسائي" من /2001/، ومعارض المدارس، وهي معلمة دائمة في الدورات التي تقام لتعليم الوسائل التعليمية لمجموعة أساتذة من كل المحافظات، بالإضافة لمعسكرات الطلائع التي تعطي فيها الدروس للطلاب الصغار الذين يحبون الأشغال، وطلاب كلية "التربية" (معلم صف) ، وفي مدرسة "الأنشطة"».

وقد أضافت في آخر حديثها: «أحب أن أعرض أعمالي في كل مكان وأتمنى لو نشارك في مسابقات "عالمية" و"عربية" حتى نري أعمالنا للملأ، من مواهب لا تحصى في هذا القطر وهذه المدينة بالتحديد "حمص"».