التقويم هو النظام الذي وضعه الإنسان لإحصاء عدد السنين والشهور والأيام، وقد اقترن هذا التقويم بكل مراحل الحضارة الإنسانية التي مرت، فتعددت التقاويم وفقا للأمم والشعوب، فكانت هناك العديد من التقاويم كـ (الميلادي، والهجري، السرياني، المصري القديم، القبطي، الفارسي..)، ولأن مجمل هذه التقاويم تعتمد في أساسها على دوران القمر أو الدوران حول الشمس أو الكواكب حاولنا أن نلقي الضوء عليها فلكيا وذلك من خلال تواصلنا في eSyria مع جمعية هواة الفلك السورية، ومدير العلاقات العامة فيها السيد "سامر بيازيد" في حديث عن بدايات التقويم الميلادي، وما يربطه بميلاد السيد المسيح نبي الله "عيسى" عليه السلام، وذلك بتاريخ 25/12/2008)م.

وفي نبذة عن بدايات التقويم الميلادي تحدث السيد "بيازيد" قائلاً:

يختلف المسيحيون الغربيون عن الشرقيين في موعد احتفالاتهم بعيد ميلاد السيد المسيح، فبينما في الغرب هو يوم (25) "ديسمبر" (كانون الأول)، فإنّه في الشرق يوم (7) يناير (كانون الثاني) من كل عام. ولم يبدأ الاحتفال بعيد الميلاد إلاّ منذ منتصف القرن الرابع الميلادي، بعدما تحولّت الدولة الرومانية إلى الديانة الجديدة على يد الإمبراطور "قسطنطين"

«تتبع البشرية ومنذ عدة عقود التقويم "الغريغوري" (الميلادي) في حياتها العملية، وبحسب هذا التقويم فالسنة المقبلة هي (2009) بعد ولادة السيد المسيح، وتبدأ في ليل الأول من كانون الثاني...

سامر بيازيد

ولادة التقويم "الغريغوري" حصلت في (24) شباط لعام (1582) حينما وافق البابا "غريغوار الثامن" على التقويم الذي طرحه العلامة "ألويسوس ليلايوس" (Aloysius Lilius) والذي يقضي بتقسيم السنة إلى (12) شهراً واعتبارها مؤلفة من (365) يوماً، وذلك للاحتفال بعيد قيامة السيد المسيح في الربيع كما كانت قد أقرته المجامع الدينية الأولى..

والتقويم "الغريغوري" مقتبس عن التقويم القيصري (أي التقويم الذي بُدئ العمل به أيام الإمبراطور الروماني "يوليوس قيصر") وينص على أن السنة مؤلفة من (445) يوماً مقسمة إلى (12) شهراً، تبدأ في الأول من كانون الثاني، تاريخ بداية العمل بالقانون المدني وبتولي ممثلي الشعب مناصبهم لمدة سنة.

كما أنه ومنذ آلاف السنين تعتبر البشرية بداية فصل الربيع هو عودة "الحياة" إلى الأرض بعد انقضاء فصل الشتاء، ويرمز بالتالي لبداية سنة جديدة، والجدير بالذكر أن أوروبا المسيحية لم تتبع بمجملها وبسرعة التقويم "الغريغوري"، ففي "بريطانيا" مثلاً بقيت احتفالات رأس السنة تُقام مع بداية فصل الربيع حتى أواخر القرن الثامن عشر..».

*التقويم الحالي يسمى بـ "الميلادي"، هل لبداية السنة علاقة بميلاد السيد المسيح، الذي يُحتفل بميلاده في الـ (25/12) من كل عام؟

** «إذا عدنا للتاريخ قليلا نجد أن "البابليون" هم أول من بدأ باحتفالات رأس السنة مع بداية فصل الربيع منذ أكثر من (4000) سنة - وكانت تدوم لسبعة أيام- ولا يزال سكان الأرض يحتفظون ببعض من تلك العادات، ومنها أن يتعهد كل شخص القيام بما لم ينجح به في السنة الماضية وأن يضع لائحة بهذه المقررات.

وهذا التقليد ليس الوحيد المستوحى من الحضارات القديمة، فكثيرة هي بطاقات المعايدة التي تصور أطفالاً، واعتبار الطفل رمزاً للسنة الجديدة هي عادة عمرها أكثر من (3000) سنة وبدأت في اليونان.

ومن هنا نرى أنه لا علاقة أبدا بين مولد السيد المسيح والتقويم الحالي، وإنما التقويم الحالي معتمد كليا على عادات وتقاليد كانت سائدة، وعلى أمور سياسية وعلمية فلكية بحتة أيضا..».

*وتابع حديثه عن تحديد عيد الميلاد قائلاً:

** «يختلف المسيحيون الغربيون عن الشرقيين في موعد احتفالاتهم بعيد ميلاد السيد المسيح، فبينما في الغرب هو يوم (25) "ديسمبر" (كانون الأول)، فإنّه في الشرق يوم (7) يناير (كانون الثاني) من كل عام. ولم يبدأ الاحتفال بعيد الميلاد إلاّ منذ منتصف القرن الرابع الميلادي، بعدما تحولّت الدولة الرومانية إلى الديانة الجديدة على يد الإمبراطور "قسطنطين"».