في أحضان مدينة حمص القديمة وداخل أسوارها العتيقة وفي حي بستان الديوان تحديدا ترى بيت الآغا يستقبل زوراه العرب والأجانب بحسن الضيافة التي عرفت عنه.

ممثلا روعة البيت الحمصي القديم بما يحمله من خصائص متميزة من حيث هدوئه الخارجي وغناه الداخلي فالحجر الموجود في الداخل لا يقتصر على الحجر الأسود الشهير في حمص فحسب بل هناك مزيج من الحجر الأسود والأبيض الذي استُقدم من خارج حمص كإشارة إلى غنى من بناه أيام الحكم العثماني مما يضفي روعة على أجواءه المعمارية الحميمية حيث يسمى هذا النظام الذي عمر به البيت يسمى النظام الأبلق حسب خبراء الفن المعماري.

استُثمر هذا البيت من قبل ثلاثة شركاء اشتروا جزء من البيت ليكون مطعما تراثيا سمي بمطعم بيت الآغا والآغا هي كلمة تركية تعني الرجل الأمين. المطعم مقسم إلى قسمين رئيسين هما أرض الدار والسطيحة، كما يحوي على عدد من الغرف والقاعات مثل الغرفة الإبلية وقاعة حرم الآغا والإيوان العجمي. ويتميز المكان ككل أنه قطعة تراثية خالصة من الباب الخارجي وحتى المصابيح والكراسي التي يجلس عليها الضيوف حيث حافظ مستثمري المطعم الجدد على كل شيء قديم بأمانة كبيرة وأضافوا إليه أدوات المطعم بالشكل المكمل ليرسم المكان لوحة عثمانية غاية في الروعة سواء من ناحية العمارة أو من ناحية الضيافة فالمطعم يركز بشكل كبير نوع الأطعمة وطريقة تحضيرها. وهو يتميز بمحافظته على فريق العمل الذي بدأ به المطعم مما يعطي انطباعا مريحا لدى الزائر عندما يرى الوجوه ذاتها في زيارته الثانية. كما يحوي البيت على بئرماء بعمق (20) متر يخدم الضيوف بالمياه العذبة والصحية، تاريخيا يعتقد بأن والي حمص التركي قد عاش هنا مع عدد من ضباطه ومر من هنا أيضا الفرنسيون وهذا واضح من تنوع التراث المعماري في البيت فهو مزيج بين العمارة العربية وتأثرها بملامح العمارة المملوكية العثمانية.

eHoms زارت هذا المطعم وتحدث مع السيد راني خوري (أحد الشركاء فتحدث عن بيت الآغا قائلاً: "بيت الآغا ليس ملكاً لشخص واحد بل هو تراث للشعوب فهذا المشهد الأثري المتهادي أمامك هو من ذاكرة شعب بأكمله. وهذا ليس رأيّ بل انطباع كل من زاره ومن كافة أنحاء العالم.

أستطيع أن أؤكد لك أنه أقدم بيت ليس في سورية بل في منطقة الشرق الأوسط وهو الأوسع من حيث استيعابه للضيوف (كبيت أثري) فإننا نستطيع استقبال (350) ضيف فقط في أرض الدار والسطيحة دون استخدام القاعات والغرف .عام ( 2002) قام السيد الرئيس بشار الأسد وعقيلته بزيارة المطعم وأبديا إعجابهما بالمكان وبحسن الضيافة. عام (2003) قام الشركاء بشراء البيت ليدمج مع بيت الآغا وأقدم جزء فيه الآن هو القبو الذي يعود تاريخه الآن إلى أكثر من (300) سنة.

الوجوه المشرقة .. شعار بيت الاغا

استقبل المطعم العديد من الوفود الرسمية والشعبية وقصده عدد من الفنانين مثل وديع الصافي وصباح، وكان الجميع يخرج من هنا بانطباع ساحر لما يحويه هذا البيت من مزيج بين الأصالة المعمارية العثمانية والعربية وحسن الضيافة والطعام المتميز بالسعر المقبول في آن معا".

هذا هو سر بيت الآغا.... الآغا الرجل الأمين الذي يختصر في شخصه كافة الصفات الحميدة في الرجل .

النظام العمراني الأبلق