إلى الشرق من مدينة حمص, حيث تضفي أشجار الزيتون لوناً أخضر على جنبي الطريق تأخذنا جولة اليوم, إلى مدينة المخرم الفوقاني, تلك القرية الكبيرة (تسميتها الإدارية مركز مدينة رغم أنه تحافظ على كونها قرية كبيرة) التي يحافظ أهلوها على كل ما يتعلق بقرويتهم وريفيتهم وعفويتهم.

إلى الشرق من حمص بحوالي /45/ كم تمتد المخرم على مساحة تقارب العشرين ألف متر مربع, أغلبها مزروعة بأشجار الزيتون واللوز, رغم حداثة التنبه له كمحصول بديل عن الحبوب (القمح والشعير) اللذين كانا المحصول الأساس في المنطقة.

رئيس مجلس المدينة في المخرم الحقوقي الأستاذ عدنان طعمة وفي لقاء مع موقع eHomsقال لنا" يبلغ عدد سكان المخرم / 9946 /نسمة وفق إحصائية الشهر الأخير من العام الماضي, وتمتد على مساحة تقارب /20.000 م2/ وقد أحدثت المخرم كمجلس مدينة في العام 1976 فيما أن البلدية فيها كانت قد أحدثت منذ العام /1969/. وفيها الكثير من الخدمات الأساسية مثل ( مركز التوليد الطبيعي, المركز الصحي, مركز بريد وهاتف, مخبز آلي, مديرية مالية, دائرة السجل العقاري, فرع لمؤسسة الأعلاف, فرع لمؤسسة العمران, مركز الوحدة الاقتصادية للمياه, مركز شعبة الكهرباء, مركز ثقافي, مصرف زراعي, صالات استهلاكية, محطة توليد كهرباء على الغاز, محكمة الصلح المدنية, شعبة تجنيد, ثانوية عامة للذكور, ثانوية عامة للإناث, ثانوية صناعية, ثانوية فنون نسوية, ثانوية زراعية, إضافة لمركز محطة الانطلاق".

مجلس مدينة المخرم وفي رحلة البحث عن استثمارات ذاتية لتمويل وتطوير وزيادة الخدمات المقدمة للمواطنين, سعى للاستفادة من مشروع المشتل الزراعي الذي تم إعادة ملكيته للبلدية بعد أن كان بيد مديرية التربية, وعنه قال الأستاذ طعمة:" المشتل الزراعي قطعة أرض تبلغ مساحتها / 12 دونم / وكانت تستخدم من قبل مديرية التربية لممارسة النشاط الزراعي للطلاب, وبعد عودة ملكيته لمجلس المدينة تم تخصيص جزء منها مساحته / 5 دونم / لمشروع محطة الوقود ليتم طرحها وفق نظام B.O.T لمدة استثمار مقدرة بـ / 12 سنة / ونسبة أرباح لمجلس المدينة تبلغ / 28 % / من إجمالي الأرباح". كما اطلعنا على مشروع المنطقة الحرفية والصناعية المزمع إقامتها في المنطقة بقوله:" تمتد المنطقة الصناعية والحرفية على مساحة / 27 دونم / إلى الشرق من المخرم على طريق قرية السنكري, وتضم / 52 / مقسم متعدد الأغراض, وقد تم تجهيز كافة الأوراق الخاصة بالمشروع وإرسالها إلى الجهات التنفيذية لاستصدار قرار الاستملاك للعقارات التي سيقوم عليها المشروع".

أمّا عن المحاصيل الزراعية ومكانتها في حياة أهل القرية, قال طعمة:" يتجاوز عدد أشجار الزيتون في المنطقة قرابة مليون شجرة, الأمر الذي صبغ منطقتنا باللون الأخضر الدائم, كما يوجد في المنطقة ست معاصر زيتون آلية, والتوجه لزراعة الزيتون جاء إثر تراجع منسوب المياه الجوفية, وسيطرة الجفاف على المنطقة, كما تنتشر أشجار اللوزيات ولكن بأعداد أقل, وثمة محصول بعلي ساهم في تنشيط دورة الاقتصاد في المنطقة بشكل ملفت, هو نبات (القبار البري) والقبار هو نبات شوكي ينبت في الأراضي البعلية بشكل كثيف, وكان فيما مضى يقوم الفلاحون بنزعه من أراضيهم, فيما اليوم يقومون برعايته وحصاد أزهاره وبيعها, وقد وصل سعر الكيلو الواحد من زهر القبار في إحدى السنوات حتى / 200 ليرة / الأمر الذي ساعد في تنشيط أوضاع الفلاحين الذين عملوا بحصاده".

ومع تحسن مستوى الدخل لأهل القرية, بدأت تغيب المنازل الريفية المصنوعة من اللبن والحجر, لتحل محلها بيوت الإسمنت , في محاولة لإظهار أن (المخرم) قرية تتجه بحق لتصبح مدينة.