يعتبر دير "مار الياس الريح" من أهم الأديرة التابعة لأسقفية "طرطوس" و"صافيتا" ومن أقدم الأديرة السورية. يقع الدير على تلة بالقرب من طريق "حمص- طرطوس"، ويبعد عن ناحية "الصفصافة" حوالي كيلو متر واحد. ويقال أنه سمي بالريح (نسبة إلى الرياح المستمرة التي لا تتوقف عن الهبوب) ويقال أيضاً أنه سمي كذلك نسبة (إلى القرية المجاورة له التي تسمى "الريحانية").

بني هذا الدير على أنقاض دير قديم سنة /1806/ م وذلك على عهد المطران "مكاريوس" مطران "عكار" وتوابعها للروم الأرثوذكس. ولكن هذا الدير، يعود في تاريخه إلى القرن السادس الميلادي. وربما يكون قد بني على أنقاض معابد وثنية كانت منتشرة قبل المسيحية.

والدير عبارة عن طابقين الأول تشغله الكنيسة الأثرية القديمة التي تحوي على ثلاث أيقونات أثرية (الضابط الكل- السيدة العذراء- مار الياس) رسمت في العام /1817/ تنتمي للمدرسة الحلبية لرسم الأيقونات البيزنطية، وهي معلقة على حامل الأيقونات الخشبي. أما الطابق الثاني فيحوي عدداً من الغرف، يتم فيها استقبال الزوار واستضافة المخيمات الكنسية التي ترغب بالإقامة عدة أيام.

كنيسة الدير

ويوجد في أرض الدير الجنوبية عدد من المغاور المنحوتة بالصخر ولها مدخل واحد استخدمها النساك للعبادة في القرون الأولى قبل بناء الأديرة والكنائس.

وخلال التنقيبات تم العثور على بعض اللقى أثرية، التي تعود للقرن السادس الميلادي، وعلى أعمدة حجرية بيضاء وأخرى بازلتية سوداء، موجودة حالياً أمام مدخل الدير، وقد نقش على بعض هذه الأعمدة صلبان بيزنطية متعددة الأشكال.

الكنيسة من الداخل

وتذكر المصادر التاريخية أنه تم تدمير الدير "الكنيسة القديمة" في القرن الثاني عشر خلال الحروب الصليبية.

وقد تعاقب على الدير بعد إعادة بنائه عدداً من الرهبان ورؤساء الدير الذين حافظوا على رسالتهم التبشيرية والتعليمية، وحاولوا الترميم والتجديد ما أمكن في بناء الدير.

حجر بازلتي قديم

ومنذ عدة سنوات وبعد أن استلم الأسقف "باسيليوس منصور" أسقفية "طرطوس وصافيتا" أولى اهتماماً كبيراً بالدير المذكور فعمل على ضبط ماليته وبناء بوابة خارجية للدير وجداراً استنادياً، وتشجير بعض الأراضي المحيطة بالحمضيات واسترجاع بعض الأراضي من المزارعين التي لم يكن للدير أي استفادة منها وقام بترميم القسم المتصدع من البناء نتيجة القدم والعوامل الجوية وتسوية أوضاع البئرين الارتوازيين الموجودين ضمن أملاك الدير والذين تهدما نتيجة الإهمال وعدم الاستفادة منهما منذ فترة طويلة وما زالت المشاريع الجديدة قائمة إلى اليوم.