يقع "دير التجلي" إلى الشمال الغربي من محافظة "حمص" حوالي (50كلم)، في منطقة "ظهر القصير" مطلاً من أعلى الجبل على بلدة "كفرام" ومرتفعاً عن سطح البحرقرابة 1050م في إطلالة رائعة من هذه المنطقة المسماة "غابة الصنوبر".

ولمعرفة المزيد عن الدير وعن أعمال الترميم التي طالته موقع eHoms التقى بتاريخ 17/2/2009م الأب "الياس عبدوكا " كاهن الدير الذي حدثنا بالقول: «يتبع الدير إدارياً لمطرانية الروم الأرثوذكس في "حمص". و منطقة الدير يمكن القول أنها ذات طابع ديني حيث كان يعيش فيها مايسمى "طغمة الرهبان السياح" (وهم مجموعة من الرهبان اللذين كانوا يسوحون في حب الله وكانوا يلجؤون إلى هذه المناطق المرتفعة ليتعبدوا الله بعيداً عن الناس».

إن قسم من هذه القطع وجدت أثناء حفر أساسات الدير والقسم الآخرتم شراؤه من المحلات المخصصة لهذا الغرض بالإضافة إلى هدايا الزوار والأقارب والأصحاب

ويضيف: «يوجد في المنطقة العديد من الأديرة منها "ديرالصليب " الذي كسر اسمه سمي "دير صليب" و"دير الفردوس" الذي يسمى "ديرالفرديس" وهناك "دير ماما" وهذه الأديرة موجودة في "مصياف"، وهناك "دير دوماتيوس" الذي يسمى "ديرمار ضومط" وهناك "دير مار جرجس" إضافة إلى "دير التجلي".

الصليب داخل الدير

وفيما يتعلق بـ"دير التجلي" يقول الأب "عبدوكا": «الدير كان في البدء عبارة عن قبر قديم يعود تاريخه إلى مئات السنين ويحظى هذا الدير باحترام وتقدير الكثيرين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وخاصة أبناء "كفرام" اللذين يلجؤون إليه طلباً للبركة وللشفاعة. وفي العام 1981م وبتوجيهات المطران" الكسي الخوري "إليا عبد الكريم" تابعت وبمساعدة الغيورين من أهالي قرية "كفرام" إعادة ترميم وبناء الدير المقدس على الأنقاض الموجودة بدءاً من المقام الذي كان بمثابة قبر بسيط على وجه الأرض محاطاً بسور من الحجارة على إرتفاع متر واحد».

وعن تاريخ المقام وبدء بناء الدير يضيف الأب "عبدوكا" قائلاً: «هذا المقام يعود لراهب قديس قد تنسك قديماً في هذه المنطقة وهو مجهول الإسم وفي 2/2/1981م وضع حجر الأساس للبدء بالترميم وقد سميَ المكان "دير التجلي" الذي بني من الحجر الأسود وهذه الحجارة بقايا لأبنية مهدمة وقسم كبير من حجارة الدير من مدينة "حمص" (أم الحجارة السوداء) حيث تنقل بعد الهدم وتعالج ثم يتم استخدامها في أعمال البناء».

المقام داخل الدير

يتكون الديرمن كنيسة بنيت من الحجر الأسود القديم هي كنيسة "مار الياس" على شكل صليب وتحتها قاعة تستخدم اليوم للخدمة الروحية ريثما يتم الإنتهاء من بناء الكنيسة وهناك بناء داخل الديرللرهبان وبناء خارجي لاستضافة الكشاف وهناك أيضاً "مغارة العذراء" ومتحف للقطع القديمة ويقعان على بعد عدة خطوات تحت سطح الأرض.

وعن القطع القديمة الموجودة في متحف الدير يقول الأب "الياس": «إن قسم من هذه القطع وجدت أثناء حفر أساسات الدير والقسم الآخرتم شراؤه من المحلات المخصصة لهذا الغرض بالإضافة إلى هدايا الزوار والأقارب والأصحاب».

الأب الياس عبدوكا

وعن أعمال الترميم داخل الدير يقول كاهن الدير: «حينما تم البدء بأعمال الترميم بني فوق القبر غرفة بشكل مظلَة محمولة على أربع أعمدة أعلاها من الجهة الشرقية صليب ولها بابٌ من الجنوب وآخر من الجهة الشمالية ويكتسي البناء بالحجر الأبيض من الخارج وفي الحائط الشرقي صليبٌ أسود اللون وآخر في وسط الحائط الغربي.

كما اكتسى البناء من الداخل بالرخام الأبيض المكلل بالرخام الأسود وفي منتصفه أربع أعمدة رخامية بيضاء صغيرة الحجم تحمل حجراً أسوداً قديماً بشكل "جملون" منحوت عليه صلبان متعددة وبأشكال جميلة طوله 34سم وإرتفاعه 26سم وله ثقب في إحدى جوانبه وقد وجد هذا الحجر في الدير أثناء حفر الأساسات ويرجح أن يكون غطاء لصندوق حجري توضع فيه بقايا ذخائر القديسين. وهناك أيضاً داخل غرفة المقام حجر كبير من البازلت الأسود الصم منحوت عليه أحرف يونانية قديمة بطول 130سم وعرض 85 سم وقد وجد مطموراً في الأرض أثناء حفر أساسات المقام».

وفي كل عام يقام إحتفال ديني وشعبي ليلة "عيد التجلي" في الخامس من آب مساءً حيث تقام صلاة الغروب يعقبها كسر الخبز والزياح بأيقونة التجلي ويشترك في هذه الصلاة معظم رعايا الأبرشية من المدينة والريف والمناطق المجاورة أما أهالي "كفرام" يصعدون بالمئات مشياً على الأقدام تنفيذاً لنذور وطلباً للشفاعة حيث يبدء حرق البخور وإشعال الشموع في مكان القبرثم الطواف حوله من الداخل والخارج مع الصلوات والتضرعات.