إلى الجنوب من ساحة الحسبة الشهيرة حيث الأسواق الأثرية، وبالتحديد في سوق العطارين تقع "مكتبة خالد بن الوليد" أقدم مكتبة في حمص، والتي بقيت إلى اليوم محافظة على رفوفها الخشبية وشكلها القديم كما كان عند تأسيسها.

ومع صاحبها الأستاذ "غسان الشيخة" كان لموقع eHoms التعرف على تاريخ المكتبة الذي يعود إلى العهد العثماني. يقول "صاحب المكتبة": «قديماً كانت عبارة عن محل لبيع العطارة يملكه جدي الشيخ عبد القادر شأنها شأن جميع المحال الموجودة في سوق الحسبة، الذي أسسه "أسعد باشا العظم" إلاّ أنه وبعد وفاة جدّي قام والدي "الشيخ عبد المؤمن" بتحويل المحل إلى مكتبة وكان ذلك عام /1920/ نظراً لاهتمامه بالثقافة والمعرفة وخاصة في زمن الاحتلال الفرنسي فكان والدي ممن يهتمون بمناهضة الاستعمار هو ورفاقه فغدت المكتبة مركزاً يرتاده المثقفون والوطنيون أمثال الأساتذة: "محي الدين الدرويش"، "رفيق الفاخوري"، "رضا صافي" وغيرهم الكثير».

كانت المكتبة تهتم بكل ما يتعلق بالكتب الثقافية والإسلامية والتركيز الأكبر كان على الكتب التي من شأنها تنوير عقول الناس وزيادة وعيهم بمخاطر المستعمر وخاصة أنه في تلك الفترة كانت نسبة كبيرة من الناس محرومة من التعليم، أضف إلى ذلك سعي المكتبة إلى استقدام كل جديد من الكتب فكان لوالدي علاقات خارج سورية مع عدد من المكتبات المتميزة في مصر والعراق ومنها مكتبة المثنى لصاحبها "قاسم محمد الرجب" حيث كان يستورد الكتب الحديثة، ليواكب كل جديد في عالم الثقافة

أما عن اختصاص المكتبة فيضيف الأستاذ "غسان": «كانت المكتبة تهتم بكل ما يتعلق بالكتب الثقافية والإسلامية والتركيز الأكبر كان على الكتب التي من شأنها تنوير عقول الناس وزيادة وعيهم بمخاطر المستعمر وخاصة أنه في تلك الفترة كانت نسبة كبيرة من الناس محرومة من التعليم، أضف إلى ذلك سعي المكتبة إلى استقدام كل جديد من الكتب فكان لوالدي علاقات خارج سورية مع عدد من المكتبات المتميزة في مصر والعراق ومنها مكتبة المثنى لصاحبها "قاسم محمد الرجب" حيث كان يستورد الكتب الحديثة، ليواكب كل جديد في عالم الثقافة».

"غسان الشيخة" صاحب المكتبة

وعما إذا كان هناك تعديل في المكتبة يؤكد "الشيخة" قائلاً: «منذ استلامي المكتبة بعد وفاة والدي في العام /1989/ وأنا أتابع ما بدأ به، فلم أغيّر شيئاً فيها من حيث الديكور والرفوف الخشبية، كل شيء بقي على حاله، أما بالنسبة لنوعية الكتب فلا يخلو الأمر من بعض التعديل في الأنواع الجديدة (وهو أمر ضروري لتوفير كافة ما يطلبه القراء) مع الإبقاء طبعاً على الأهم من حيث الكتب التراثية والثقافية والدينية، كما أنه بعد الجيل الأول من المثقفين الذي تحدثنا عنه أصبح يرتاد المكتبة جيل ثانٍ من المثقفين منهم الأساتذة: "محمد أنيس مهرات"، "خالد الزهراوي"، "يحيى عبارة"».

وعن حركة القراءة وشراء الكتب يرى "الشيخة" أنها ضعيفة جدّاً وخاصة بعد انتشار وسائل الاتصالات الحديثة، فيقول: «هذه الوسائل تستطيع أن تنقل لك المعلومة وأنت نائم في سريرك، وهو ما يدفع بالكثيرين إلى الامتناع عن اقتناء كتاب أو قراءة صحيفة أيضاً، إلاّ أنني وعلى الرغم من الشح الكبير في الإقبال على شراء الكتب لا أنوي أبداً التفريط بالمكتبة، فهذا الاسم والميراث الذي تكنه المكتبة يعني لي الكثير وأريد الحفاظ على اسم والدي، أما في المستقبل فأعتقد أن أولادي سيلغون المكتبة ويحولونها إلى أية مصلحة تدر عليهم ربحاً أكبر.

المكتبة حالياً كما كانت قديماً

والجدير بالذكر أن الأستاذ "غسان الشيخة" وهو من مواليد /1937/ ومن سكان حمص حصل على شهادة التعليم الثانوي في الخمسينيات ودرّس على أساسها المرحلة الابتدائية لمدة سبع سنوات في العربية السعودية ثم بعد عودته تفرّغ للعمل في المكتبة.

المكتبة ضمن السوق الأثري