نُسج "السجاد" في الشرق منذ قديم الأزمان، وإذا كانت اللوحات الزيتية تعبرعن خاصية ثقافية في حضارة الغرب فإن "السجاد" عبَّر ولا يزال عن حس الشرق نحو جمال الشكل والخطوط والألوان.

ولأن "السجاد" مثل غيره عرضة للتلف بفعل العوامل الطبيعية وتؤذيه الرطوبة والماء نشأت على هامش صناعته مهنة رفء "السجاد" أو "الرتي" بالتعبير الشامي وهي حرفة فنية تحتاج إلى مهارة وذوق وإحساس فني وصبر وإلى ثمن باهظ يدفعه الرفَّاء متمثلاً في ضعف البصر وحتى فقدانه أحياناً لانكباب الرتا المتواصل على سجادة عتيقة يرتق فيها ما خربَّه الزمن أو الإهمال، وهذه المهنة تكاد تنحصر اليوم في عدد قليل من الحرفيين في سوق المهن اليدوية بـ"دمشق" (التكية السليمانية) حيث ارتبطت هذه المهنة بكنية عائلة دمشقية عريقة هي (الرتا) و(خان الشونة) في "حلب" و(سوق القيسارية) "حمص" حيث التقينا بالرتا "عبد الفتاح النجار" الذي حدثنا عن واقع مهنة قلَّ عدد العاملين فيها ولكنها تدوم ما دامت صناعة "السجاد" يقول: «ورثت هذه المهنة عن والدي منذ حوالي أربعين عاما في (سوق القيسارية) في "حمص" ولم يكن عمري قد تجاوز العاشرة حينما تعلمت أسرار الرتي، وهذه المهنة إيرانية في الأصل تعلمناها عن طريق الأرمن ونحن الآن نعلمها للجيل الجديد الذي لم يعد لديه الصبر والجَلد على تعلم صنعة الرتي، وتعتمد هذه المهنة كما يقول "النجار" على شغل اليد كما تحتاج إلى موهبة ابتكار وإلى مهارات الحرفي والفنان وغالباً ما يكون الرتا حائكاً زاول حياكة "السجاد" ثم تقاعد، أو ورث الخبرة من أسرة امتهنت الحياكة زمناً ثم انصرفت إلى الاتجار به وتحتاج هذه المهنة كذلك إلى الصبر والجَلد.

ورثت هذه المهنة عن والدي منذ حوالي أربعين عاما في (سوق القيسارية) في "حمص" ولم يكن عمري قد تجاوز العاشرة حينما تعلمت أسرار الرتي، وهذه المهنة إيرانية في الأصل تعلمناها عن طريق الأرمن ونحن الآن نعلمها للجيل الجديد الذي لم يعد لديه الصبر والجَلد على تعلم صنعة الرتي، وتعتمد هذه المهنة كما يقول "النجار" على شغل اليد كما تحتاج إلى موهبة ابتكار وإلى مهارات الحرفي والفنان وغالباً ما يكون الرتا حائكاً زاول حياكة "السجاد" ثم تقاعد، أو ورث الخبرة من أسرة امتهنت الحياكة زمناً ثم انصرفت إلى الاتجار به وتحتاج هذه المهنة كذلك إلى الصبر والجَلد. وحول مراحل هذه المهنة يضيف محدثنا قائلاً: «إذا كانت "السجادة" عجمية مثلاً وفيها ثقب يتم سدها بالخيطان لترجع كنسيج وتُشد على نول صغير وتجري عملية النسج بأدوات الصنارة في "الزرع" و"الإسقاط" والإبرة والكنار والحبكة، أما إذا كانت "السجادة" قد خسرت أهدابها فإننا نضعها على النول ونستخدم المشط أيضاً ويجب أن نراعي عدم اختلاف القطبة عن الثانية لأن الاختلاف يظهر عيباً في السجاد وحول المدة التي تستغرقها عملية رتي "سجادة" يقول السيد "عبد الفتاح النجار": «يعود ذلك إلى حجم "السجادة" ونوعها فهناك "سجاد" من قطبتين وهناك القطبة المبسطة والقطبة العادية، وقد تستغرق عملية صبغ لون ما إلى يومين أو ثلاثة لأن أصباغ السجاجيد القديمة نباتية كلها لذلك نقوم بمزج الخيوط النباتية مع الكيميائية بطريقة لا تظهر الاختلاف بينهما وخصوصاً بعد مرحلة التمويت والتعشيق حسب الزمن الذي نُسجت فيه "السجادة" وعن الصعوبات التي تعترض عمل الرتا يقول محدثنا: «قد نعاني بعض الصعوبات إذا كانت "السجادة" قديمة أو نادرة والسقط صغير لا يتجاوز 1 سم×1سم في بعض الأحيان وهذا يأخذ جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً من العمل، وعموماً فالسجاد العجمي أصعب في شغله وفي رتيه وفي تركيز ألوانه من "السجاد" الصناعي

وحول مراحل هذه المهنة يضيف محدثنا قائلاً: «إذا كانت "السجادة" عجمية مثلاً وفيها ثقب يتم سدها بالخيطان لترجع كنسيج وتُشد على نول صغير وتجري عملية النسج بأدوات الصنارة في "الزرع" و"الإسقاط" والإبرة والكنار والحبكة، أما إذا كانت "السجادة" قد خسرت أهدابها فإننا نضعها على النول ونستخدم المشط أيضاً ويجب أن نراعي عدم اختلاف القطبة عن الثانية لأن الاختلاف يظهر عيباً في السجاد وحول المدة التي تستغرقها عملية رتي "سجادة" يقول السيد "عبد الفتاح النجار": «يعود ذلك إلى حجم "السجادة" ونوعها فهناك "سجاد" من قطبتين وهناك القطبة المبسطة والقطبة العادية، وقد تستغرق عملية صبغ لون ما إلى يومين أو ثلاثة لأن أصباغ السجاجيد القديمة نباتية كلها لذلك نقوم بمزج الخيوط النباتية مع الكيميائية بطريقة لا تظهر الاختلاف بينهما وخصوصاً بعد مرحلة التمويت والتعشيق حسب الزمن الذي نُسجت فيه "السجادة" وعن الصعوبات التي تعترض عمل الرتا يقول محدثنا:

«قد نعاني بعض الصعوبات إذا كانت "السجادة" قديمة أو نادرة والسقط صغير لا يتجاوز 1 سم×1سم في بعض الأحيان وهذا يأخذ جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً من العمل، وعموماً فالسجاد العجمي أصعب في شغله وفي رتيه وفي تركيز ألوانه من "السجاد" الصناعي».

وعن أشهر أنواع "السجاد" التي قام برتيها يقول "النجار": «قمت برتي أنواع كثيرة ونادرة من "السجاد" الإيراني والأفغاني والتركي وحتى الصيني ومن أهمها (الميير) وهو ("سجاد" نادر جداً أرضيته زرقاء غامقة وعليها رسومات نخيل أحمر مرصوص الواحدة إلى جانب الأخرى) و(الصردة) الذي كان من أفضل أنواع السجاد في الماضي وعقده متناسقة ودقيقة ورسومه واضحة على القفا وضوحها على الوجه وكذلك اشتغلت على "سجادة" من نوع الساروك مصنوعة في إيران يعود تاريخها إلى أكثر من مئتي عام وهي ذات ملمس خشن ورسوم مزينة بالخيط الأسود تباع الواحدة منها بآلاف الدولارات، وبحكم خبرته بأنواع السجاد وأكثره قيمة يؤكد محدثنا أن العنصر الأهم والأساسي في تحديد قيمة "السجادة" الثمينة هو قدمها، وبالتالي ندرتها وتعتبر حالة السجادة عنصراً مهماً في تحديد قيمتها، فالقطعة القديمة البالية لا يمكن أن تُستعمل إلا كديكور وليس لها قيمة تراثية أخرى، أضف إلى ذلك أن زوال إطار "السجادة" كفيل وحده بتخفيض قيمتها إلى نسبة /20%/ وهناك عنصر مهم آخر وهو عنصر الجمالية يليه عنصر النوعية أي النعومة التي تتمثل بالليونة، بحيث أن عدد القُطب في الديسمتر المربع الواحد تتراوح بين ألف وقطبة في السجادة الحريرية المتقنة الصنع.

يظل للقديم في حياتنا مكانة لا نستطيع التخلي عنها فما بالك إذا كان هذا القديم شيئاً ورثناه عن الأجداد والجدات وهنا يجيئ دور الرتا لإعادة ماورثناه عنهم كما كان.